هذه القصة مهداه الي أصدقائي المدونيين
اللي بييجوا عندي وبروح عندهم
ليست مأساة بل هي واقع
خدش في جدار الصمت
بحة صوت مكتوم
توقيع علي جبين الزمن
سمها ما شئت...إلا ان تتجاهلها
ولا تقول في النهاية...هه...مجرد شنطة
لأن صاحبة الشنطة إنسانة...غير أنها
قد طحنها الزمن...وداست علي أمنياتها الأيام
***
سناء...ومن يكترث...!!!
في مصر وحدها...70 مليون بهذا الأسم...فما الجديد
سناء...ما مميزاتها...هل هي ثمة وجه جديد...فتاة إعلانات...فتاة ليل
لا بل هي مجرد فتاة...لا يميزها سوي الصمت
نعم الصمت...الذي لخص كل ما تريد سناء قوله...وأكثر
لذا كان الصمت أقرب الناس(!!!)الي سناء...كان رفيق دربها
ومؤنس وحشتها...تصوروا...كانت تمازحه وتضاحكه...بل ويحدثها وتفشي له أسرارها
لذا لا تتعجبوا...إن اعطتكم سناء ظهرها...وتشابكت كفها بنت الـ12 عاماً مع الصمت
لا تغطاظوا لذلك...ولماذا الغيرة والغيظ...وانتم في الأصل...لم تعرفوا سناء
برغم انها كانت تتمسح بجدران منزلكم
برغم أنها كانت تنظر بعين الحسرة...الي أكياس الغنائم التي تتدلي من أيديكم وانتم خارجون
من مترو او كارفور او هيبر او اولاد رجب او....او...او...إطمئنوا سناء لا تحسد أحداً...لأن قلبها منزوع الحسد
كما هي البان اطفالكم منزوعة الدسم...وكما هي قلوب البعض منا منزوعة الـــ.....!!!
***
لا تتذكر سناء كيف كانت البداية...إلا انها تتذكر الفصول الأخيرة
غرفة بحمام مشترك في بدروم بيت متهالك في حي شعبي...بيئة
قليلة هي أيام الأسبوع التي لا يطفح فيها الطرنش (البكابورت)...يع
تعودت ثناء علي رائحة غاز الميثان وعفونة البدروم...لم يفارقها السعال يوماً
إلا ان وجنتيها (خدودها) كانتا محمرتين كحبة الطماطم الطازجة
مما كان يثير الكثيرين عليها...لأنه ليس من حقها...وهي الفقيرة المعدمة
أن تتمتع بهاتين الوجنتين...وهاتين العينين العسليتين...مكانها الطبيعي...بين مراعي الكلاب
او متسولة بين سيارات إشارات المرور في ميدان عبد المنعم رياض التحريراو بإستعمال الرئفة
أن تكون طريحة فراش المرض...او علي سرير مستشفي حكومي متهالك
لا أن تحاكي اولاد الأكابر...بهذه السعادة التي تكاد تقفز من عينيها...عجباً لها... بل تباً لها...هذا تعبير ادق
***
تدخل سناء الفصل الدراسي...في مدرسة الحرية الإبتدائية...السنة النهائية
تعرف مكانها جيداً...ودون إنتظار منها او توجيه من أحد...تتوجه الي الديسك الأخير...التختة اللي في الآخر...الترسو
لا ينتبه اليها أحد...إلا البعض الذي يبدي تمعضاً...وإشمئزازاً...مع انهم جميعاً...أبناء مدرسة حكومية أكل عليها الدهر وشرب
البنات في هذه السن المبكرة قليل منهم جداً التي ينتابها تغيرات فسيولوجية...إلا أنهن يتقمصن عن عمد دور المراهقة
فتدور الهمسات علي سناء...وشعرها الذي مهما حاولت فيه سيبدوا منكوشاً رغماً عنها...وثيابها التي يبدوا انها ورثتها من قريب
لها أيام الحرب العالمية...كانت سناء تسمع منهن كلام مثل إيه العفانة دي...حاجه قرف...شمه ريحتها...دي عُمر الصابون مادخل بتهم
ولم تكثرث سناء لكلامهم...والذي هو في بعضه صحيح...فهي التي مات أبوها الذي كان يعمل سريحاً (بائع متجول) علي عربية خشب
يسحبها بيده...يبيع عليها الحرنكش والدوم..والترمس...وأصابع الموز الذي ضربه العفن في مقتل...وحب العزيز لمن يعرفه
وإنقطعت بها وبإمها السبل...إمها التي حملت المسئولية...وخرجت صباحاً بالعربة بتاعة الحنكش تقف امام مدارس الأطفال بتوع الإبتدائي
لكنها كانت تتحاشي مدرسة سناء بالطبع...حتي لا تسبب لها حرجاً
تخيلوا
حتي الفقراء لهم مشاعر...شيء غريب!!!
وبعد الظهر كانت ام سناء تأخذ الجردل والخيشة(المساحة) وتنطلق الي بيوت الخلق والعالمين...تمسح سلالم
وتمسح شقق...هذا يعطيها جنيه...وذاك يعطيها ثلاثة...وأحدهم يتطاول فيعطيها قبلة خاطفة...وكإمرأة كريمة كانت تردها له بنفس السرعة
صفعة علي وجهه...وبصقة تستقر بين عينيه...ليتعلم ان أم سناء لها كرامة
غريبة دي كمان
وهل للمعدمين كرامة
***
حتي جاء يوم...كانت سناء كعادتها...تجمع بقايا سندوتشات البنات في الفصل
طعمية فول بطاطس بابا غنوج برتقالة أكل نصفها وتبقي الآخر...خسايا كاملة
سندوتش لحمة..بجد سندوتش لحمه...إيه الجنون ده
وكانت بعض التليمذات يعرفن السر...فاختبئن لها...بعد أن جمعت سناء فتات الموائد
وخرجت من باب الفصل المتهالك
ونزلت علي سلالم المبني المؤدية الي الحوش(الفناء)...وهناك فوجئت بالبنات واقفين
تجاهلت سناء الموقف...وأسرعت بالسير...فلحقن بها...وأسمعنها كلام يندي له جبين الصغيرة...من نوعية...يا معفنة...يا شحاته
روحي لمي الزبالة...ياللي امك بتمسح السلالم(تسائلت سناء عرفوها إزاي)...يا... يا... يا...هنا طفح الكيل
هرولت سناء...جرين خلفها
تلاحقت أنفاسها...إختلطت حبات العرق علي جبينها...بقطرات الدموع...فكان لهما ذات الطعم المالح...مذاق القهر
إنفتحت الشنطة...وتساقطت بقايا السندوتشات والمخلفات علي الأسفلت وهي تجري
هنا توقفت الفتيات عن المطاردة
المهمة إنجزت بنجاح
وغداً ينلن من سناء في الفصل...ويضحكوا المدرسة عليها...زي ما ضحكوا منها اليوم
ومثل مطاردة كلب أجرب...لملمت سناء جراح كرامتها (إتفقنا ان المعدوم بيخترع لنفسه كرامة) ومشت قليلاً
وهي مطأطأة الرأس...ومرت بجوارها سيارة مسرعة وكانت هناك نقرة(مطب) فيها طينة وميه عفنة
فدفعت عجلات السيارة كمية الماء العفن علي ثياب سناء البالية...فصرخت سناء بشتيمة مجمعة...ياولاد الكلب
أفرغت سناء الكم الهائل من الإحباط واليأس والتعاسة التي تملائها وتكفي العالم لو وزعت عليه
لحظها التعس سمع السائق الشتيمة...فتوقف وترجل عن سيارته...وضربها صفعه...فمازادت عن قولها السابق
وأصبح الموقف كالملاكمة...هو يصفعها كلما شتمت...وهي تشتمه بهستريا كلما صفعها
أجهشت في البكاء بعد أن خلصها ولاد الحلال من يد السائق
ولم يدري السائق لماذا بذلت سناء كل هذا الجهد في شتيمته وكأنها تعرفه من زمن
أو كأنها تحاول تخليص ثأر ما لها عنده
وإكتفي السائق بـ33 صفعة نالتهم سناء
***
وهنا القت الشنطة
دخلت البيت
حملت الجردل
والخيشة
وذهبت الي شقة الرجل
الذي حاول ان يقبل أمها
إنه يدفع بـ5 جنيه حته واحدة
وإيه المانع
أكيد ربنا هيسامحني
أكيد ربنا مش هيعاملني
زي المُدرسة
ولا سواق العربية اللي ضربني
أكيد ربنا حنين
مسحت دمعة تساقطت علي وجنتيها وهي تصعد السلم المؤدي لشقة ذاك الرجل
وقالت في صمت
وهي ترفع أناملها الصغيرة لترن جرس الشقة
أكيد ربنا عارف إني أنا
مجرد بشر
20 عبرني:
تلاحقت أنفاسها...إختلطت حبات العرق علي جبينها...بقطرات الدموع...فكان لهما ذات الطعم المالح...مذاق القهر
حلوة جدا
--
القصة كلها طبيعية جدا بس مفهمتش اخر حته ايه حكاية الخمسة جنيه دي
مسكينة كل فقيرة لا يحتويها مجتمعها
---
براوة عليك بجد
كلابيزوا
*******
أهلاً يا قمر
أخر حته...هو انت مختيش باللك إن
الراجل حاول يعتدي علي مامتها
لما حاول يبوسها ومامتها صفعتو
بالقلم علي وشه العكر
في النهاية تقرر سناء بعد تخلي الجميع
عنها...وحالة القهر الإجتماعي التي
تشعر به...أن تستسلم لما يريده منها
المجتمع وينكره عليها في ذات الوقت
الحرام...الذي يأتي بالأموال التي تسد
الرمق...ولربما ترفع من مكانتها
الإجتماعية بعد ذلك...لو جتلها إعارة
لشقق الدعارة
لا ياسمسم
فأنت قد علمتنا قبل ذلك
أنه
تموت الحرة(وقد علمنا أن سناء حرة)،ولا تأكل بثدييها
والذين تأتيهم هذه الإعارة ليسوا بالضررورة فقراء
وإنما هم مرضى
والأحرار دائما شرفاء
في كل الأحوال
في الحلوة والمرة
هكذا تعلمنا منك يا أستاذي العزيز سمسم
بدوي
اكتر من مؤثرة يا سمسم
حتي مش عارفة ارد اقول ايه
مش حسألك استوحيت القصة منين..لأنها موجود لكل من يرى ويسمع ويرهف احساس قلبه
فعلا احنا بقينا جزر
كل جزيرة يا ريتها حتي جبنا اختها
لأ
دي بقت في برج عالى
محدش شايف حد ولا حاسس بحد
ميرسي يا
مرسال بين الجزر
يا عم بدوي
***********
الله يسترها معاك
طب لما سيادتك الحرة تأبي تأكل بثدييها
ويجي المجتمع يحطلها الحرام في كفة والطعام
في الكفه الأخري وليس لها منه بد
مش يبقا المجتمع الوسخ(ولامؤخذة)بيشارك
في جريمة هتك عرض
مولاتي
*****
بالله عليك علقي بكلام بسيط اعرف
أجاملك فيه...بلاش الكلام السهل
الممتنع ده...اللي الواحد يقف قدامه
متنح وعاجز...ويتدلي فكه في بلاهة لا
يحسد عليها
القصة نصها حقيقي...في مرحلة...البنت
والشنطة ولم فضلات المأكولات...واللي
إكتشفت ده دادة بتاعة المدرسة وبلغت
المشرفة الإجتماعية...وبعد دراسة
الحالة وجدوا ان الميزانية لا تسمح
فأغلق الملف بعبارة موجزة مفادها
فلتذهب سنا الي الجحيم...طالما لن تأخذ
معها احد
اسامة انت انسااااااان ومش زي انسان ربنا يحميك ويخليك للناس الي بتحبهم ويحبوك
دمعة لما الانسان يسمع حاجة زي كده حصلت بتحصل بنفس الطريقة او بطريقة تانية سواء سيئة او اسوا
ابتسامة عشان في حد زيك
سلمى
سمسم
سناء دي لا حتعرف تجيب التسلسل المنطقي بتاع السرد الروائي و لا حتى تعرف نفسها اذا قرأت التدوينة
انت و القارىء و انا ممكن نشوف شخصيتها كدة و ده منظورنا احنا ...اما هي فعايشة و السلام ...يوم على يوم ...تاخد على امراض المجتمع ...واهي بتاكل ...و تبكي و تضحك و تنام ....واظن ان انت نفسك لو كانت جارتك مش حتسمح انها تلعب مع بنتك ..و لو سمحت بدافع انساني ...حتفضل تعلمها و تديها دروس...و المسكينة اصلا مش حتعرف تتغير...وممكن انت اكثر واحد حتأذيك
في تدوينتك الكل حيتعاطف معاها من بعيد لبعيد و بردو في الواقع ان وجد من يتعاطف معها فبردو حيكون من بعيد لبعيد
سناء دي ضاعت خلاص
رواية مؤلمة فعلا لكني هنا اوصفلك الواقع
سلمي
*****
اهلاً بيك يا سلمي
دمعة علي واقع مر إحنا كلنا عايشينوه
بسمه لما انا وانت وغيرنا بيحاول يغيروه
في آخر إحصائية لمجلة المليارديرات
العالميين...دخل في الترتيب العالمي 123
ملياردير عربي يتصدرون القائمة
ندي
***
بصي يا ستي
اولاً...عمر السمك ما اشتكي من الميه بس
ممكن يشتكي لما الميه بتتلوث وممكن يموت بل وممكن يعود ده بالسلب علي حياتنا
بالبلدي لما المجتمع بيتسمم بينوبنا من الحب جانب...فلما بنساعد ونعالج أشباه حالات سناء وغيرها بجد بيبقي بنساعد أنفسنا اولاً قبل ان نساعدهم
ثانياً...لا يستلزم ان يمرض الطبيب بذات المرض لكي يشعر بآلام المريض ولكن يلزم ان يتحلي بالوعي والحنكة والصبر مع المريض وعدم اليأس من الإصلاح
بالتالي مش مطلوب مننا ان نجعل بناتنا وأبنائنا يلعبون ويشتركون مع هذه العينة من المجتمع...بل المطلوب ان نوفر لهم الظروف الطيبة الكريمة ليتمتعوا بذات المميزات التي هي لأولادنا
او بعضها
ثالثاً تحياتي من بعيد لبعيد(!!!)
رهيب يا سمسم
و ربنا يغفر لنا على تقصيرنا ناحيتهم
وبجد انا تعبت ومش قادر حتى اعلق
عم أحمد
******
أهلاً بيك
أحياناً بيكون الصمت أبلغ أثراً من
الكلام
تحياتي علي زيارتك وكمان السمك !!!
ايه يا عم الكروتة دي
مش انت قلت
تدخل سناء الفصل الدراسي...في مدرسة الحرية الإبتدائية...السنة النهائية
يعني في سنة سادس ابتدائي
دعارة اية بقى و مين المعفن اللي يدي بنت طفلة خمسة جنية علشان يبوس ايدها حتى
لا النهاية مش واضحة و مش حلوة
انزل بالجديد
معترضه الله مش دافعة تذكرة
:))
تحياتي
كلابيزو
*******
سناء لم تتعدي عامها 12
تمام
وهوإحنا ما بنسمعش عن متخلفين بيعتدوه علي أطفال من عمر سناء واقل عمراً من ذلك
دي حاجة...حاجة تانية كمان إن سناء هنا حالة...وضع إجتماعي مزري...سناء وضع المجتمع جبلاً علي أكتافها وقيد قدميها...وقال لها هرولي
تحياتي لأخف دم...وأثقل وزن...وأطهر قلب...كلابيزو هانم
و الله حرام تغتصب الطفولة كده
أسلوب رائع و سناء أروع
والله يا سمسم
خلاصة كلامك
وخلاصة التعليقات كلها
إن علينا كلنا
واجب كبير إسمه:
إصلاح المجتمع
والشعور بالآخرين
ده طبعا بعد إصلاح النفس أولا
والبيت والأقربون
والدعاء إلى الله بأن
يغير حال مجتمعاتنا
ويهدينا لأحسن الأخلاق
ويصرف عنا سيئها
فهو القادر على ذلك
وهو نعم المولى ونعم النصير
بدوي
anima
*****
مرحباً بيك ضيفة دائمة في بيتنا القديم
لقد تم إغتصاب الطفولة يوم إغتصاب كامل الحريات في مجتمعاتنا...الحقوق والحريات...جزء لا يتجزأ
عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل لكل مولود يولد نفقة من بيت مال المسلمين نفقة تلزمه حتي ينفطم عن أمه...بل وجعل له نفقة تلزمه حتي ينشيء مشروعاً يأكل منه عيش...بل وجعل له نفقة ليتزوج...ونفقه لسد دينه إن كان عليه دين
ومن المفارقات العجيبة أن دول اوروبا تجعل نظام الضمان الإجتماعي...وهو يحاكي النظام الذي وضعه عمر بن الخطاب
تحياتي
بدوي
*****
دعنا إذن نتفق ان كل شيء متحرك ولا
يوجد ثمة ثابت...سوي قواعد دين ربنا
العظيم
تلاحقت أنفاسها...إختلطت حبات العرق علي جبينها...بقطرات الدموع...فكان لهما ذات الطعم المالح...مذاق القهر
3gbtny awy el klmten dol .. w el kalam kolo to7fa bgd w mo2ser awy kal3ada y3ni ya semsem dayman mghr2na 7agat to7fa keda ...
bato0ot
********
طالما رأيك إنها مؤثرة يبقا أكيد هتغير جوانا حاجات كتير
بالحق عيد ميلادك إمتي
عشان أجبلك كي بورد بتكتب عربي
taheyate
إرسال تعليق