ليلة القبض علي المرتب


أهلاً يا شباب...
بجد وحشتوني...

ربما يتحزلق البعض ويقول:مين اللي وحشك...هو في حد موجود أصلاً..
ضحكة ساخرة من سموي:هههههههههه..(فاصل لسحب الأوكسجين)..هههههههههه...

أقول لهذا المتحزلق أنت مدسوس من المدونة اللي جنبنا لكن هذا التعليق حتي وإن كان صحيحاً..وهو كذلك بالفعل...

لكنه يؤكد حكمة الحكيم (عزوز-رع)..من الأسرة الخامسة عشرة التي سكنت وادي ترعة بولاق
حيث قال في البردية التي عثرت عليها هيئة الصرف الصحي وهي تنقب علي الأثار...تحت قاع النيل
ما نصه:يابني إمشي عدل يحتار عدوك فيك

من هذا المنعطف التاريخي الذي يربط بين مانعيشه اليوم وعاشته الأسرة المصرية المنكوبة في العصر الماضي السحيق...دعونا نطرح سؤالاً ذو علاقة وطيدة بالموضوع..أشد من علاقة مونيكا لونيسكي بالأستاذ بيل بن كلينتون...

لكن مهلاً تلك قصة أخري...دعونا لا نخرج عن موضوعنا الأساسي في هذه الليلة الشاعرية...ليلة القبض علي المرتب!!

نحن معشر الموظفين الصحفيين...تربطنا بالمرتب نهاية الشهر رابطة الإفتراس...لأننا الأعلي في الهرم الغذائي...والمرتب بعدينا بطابق او طابقين...ولا يوجد مصعد كهربائي

المهم نحن نظل نحضر للفريسة...نسهر لكتابة قوات الدعم التي ستشارك معنا في إفتراس المرتب...ومنها علي سبيل المثال لا الحصر...المكوجي...صاحب العمارة...الحكومة ممثلة في فواتير الكهرباء والمياه و التليفون و زيادة الخلفة والزبالة و عدم تحية العلم...

ثم يأتي دور المدام...ممثلاً في أقترح أن....ولهذا السبب يجب أن....ومنه يتضح أن.....وعليه يمكن القول أن.....نخرج من ذلك بتوصية من سموي لسموك أنك تسلمني نصف المرتب

هذا للصحفيين المتزوجين...أما غيرهم فأنهم...اللهم حسد...حسد...حسد...يعيشون أحلي ايام عمرهم بدون شك...وبكل ديمقراطية

إلا أننا ولحظة القبض علي الفريسة تحدث مفارقات غريبة...مثلاً اليوم وفي لحظة الإنقضاض...لم تستكمل أوراق القبض لبعضهم...والحمد لله انه غير متزوج..وإلا لأنهار من فوره...فجلس ينظر الي الفريسة الملقاة علي مكتب إدارة الحسابات...وهو يتخيل خروجه هذه الليلة مع خطيبته الجديدة...وفي خياله أكواب العصير اللذيذة...مع الكلمات الرومانسية المعتادة من نوع ..."إنت اللي شوفت صورتك في الفنجان"..."وانت اللي طلعلي إسمك في ورقة البخت بتاعة كوفرتينا"

المهم ياشباب...المرتب يعني لدي...تسديد بعض من الديون المجدولة...وكرافتة جديدة...وزيادة معدل الفاكهة في الثلاجة...والمرور بكل فخر علي أصدقائي لكي ادعوهم علي فطائر ساخنة...في موقعنا المعتاد...ربوة الزهراء

والأهم من ذلك... إعداد ظرف النقود المعتاد لأسرة شرفني ربي بأن أساعد نفسي من خلال مساعدتها...عندها فقط أشعر أن الفريسة كان لها ثمن ربما يكون في نهاية المطاف هو الجنة

عندما أنظر لكل فقير أشعر بأن له حق تقرره إنسانيته في المرتب...كيف أكل وهو جائع...كيف أتدفأ وهو عريان...كيف أضحك وهو يبكي

حدثني صديق أنه ذات مرة وهو يسير في شوارع المحروسة ليلاً ربما الساعة الثانية بعد منتصف الليل وجد إمرأة عجوزة تتواري عند جزع شجرة...علي الطريق العام ...وآلاف السيارات الفارهة تمر من جوارها ولا تنتبه لها

يقول صديقي: نزلت من السيارة في هذا الجو البارد من الليل وفي هذه الساعة المتأخرة...وإقتربت منها وبادرتها بالسؤال...هل لك قريب يأتي ليأخذك او تريدين أن اوصلك الي أى مكان؟!..

عندها نظرت اليه المرأة التي تجاوز سنها الستين بقليل بالنظر الي تجاعيد وجهها وقالت وهي تنتفض من البرد والجوع معاً: ملوخية ...لحمة...ملوخية...لحمة

ظن صديقي أنها ربما تكون مجنونة من هؤلاء الذين تسربهم مستشفي الأمراض العقلية عندما يزيد العدد لديها ولا يسأل عنهم أهليهم...ولكنه عاد وكرر سؤاله عليها...ومع إلحاح المرأة وإصرارها علي هاتين الكلمتين...إستقل صديق سيارته وإنطلق الي مطعم مشهور يقدم أطعمة من هذا القبيل...ثم عاد مسرعاً وهو يحمل لفافة الطعام وقلبه مسرور ويكاد أن يطير من علي الأرض...لأنه كان قابضاً لمرتبه منذ ساعات وهذا أول عمل خير يبدأ به من قبض هذا الشهر.....

المهم نزل من سيارته وإقترب من المرأة وأسندها علي يديه وقرب منها الطعام...لكنه وجد المرأة صوتها يخفت شيئاً فشيئاً ولا يكاد يتبين منه شىء...نظر لها وهو يحثها علي الأكل...فوجد أن شفتيها قد تحولتا الي اللون الأزرق تماماً...وثمة إرتعاشة تسري في أوصالها...

حملها في سيارته وهرع بها الي أقرب مستشفي رفضت أكثر من مستشفي إستلامها لمنظرها الرث ولعدم وجود هوية تثبت بها شخصيتها...ولم يشفع لها دموع صاحبي وتوسلاته...ولا حتي كونها إنسانة!!

قال لي صاحبي بكل مرارة الحزن: لقد ماتت بين يدي..!!

قلت له محاولاً التهوين من ألامه: الذنب ليس ذنبك

فرد علي بإبتسامة حاول أن ينزع منها السخرية قدر المستطاع: إذن ذنب من؟!..هل لأنها فقيرة...هل لأنها ليست من أصحاب الفلوس والنفوذ...هل لأنها ليس لها مرتب

ثم قام من أمامي وهو يحاول كبح جماح دمعة ساخنة تسقط من عينيه، وقال وهو يفتح باب سيارته: الا يكفيها مجرد أنها إنسانة فحسب.

تمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت...حد لسه مش فاهم حاجة؟!!

حرب المانجو!!



أهلآ شباب ...
إسمحوا لي أن أعمل عملية تعرية للذات النهاردة...ممكن!!
تمام...بس قبل ما أبدأ...لو سمحت الأخ الجالس في آخر الصف هناك ينزل رجله من فوق الكرسي الموجود أمامه...جميل كدة!!

هذه الحادثة وقعت لي فعلاً...وهي تلخص العلاقة بين مجتمع الذكور من جهة و مجتمع الأناث من جهة أخري...وكما عودتكم سأكون محايداً لدرجة أني لن أسمح بذكر مجتمع الإناث إلا قليلاً!!

كما سأترك الحكم لكم أنفسكم...ولن أستبق حكمكم...أيها المحلفون الفضلاء...للتتوصلوا الي ما توصلت إليه أنا وغيري من الفرسان الشرفاء عن قناعة ودون تحيز...أنننا نحن الذكور نعاني الإطهاد في مجتمع الإناااااااااااااااااااااااااااث...وبدون تحيز أترككم مع الأحداث

كان يا مكان من حوالي أربع شهور بالتمام....
وفي المؤسسة الصحفية التي كنت أعمل بها قبل الأن...وفي ذات يوم قرر ثلاثة من الذكور الأحرار وكنت أنا واحداً منهم

قررنا إقتحام البوفيه بعد أن يأسنا جميعاً...وطفح بنا الكيل ان يستجاب لتوسلاتنا وندائتنا المتكررة من زعماء وقادة البوفيه الإناث بالطبع...لجلب بضعة اكواب من الشاي

المهم قمنا نحن الذكور الثلاثة الأحرار وقررنا ان نقرر مصيرنا بأنفسنا...فلا نريد لجان دولية تحقق في الوضع وتخرج بتوصيات لا يتحقق منها شىء...بالإضافة الي ان الشاي سيكون قد برد

قمنا نحن الذكور الثلاثة وحلت فينا روح ميل جيبسون في فيلم (القلب الشجاع - Braveheart)...وإمتطينا أحذيتنا التي صهلت تحت وقع الطرقعة علي بلاط الطرقة المؤدية الي البوفيه...وإقتحمنا البوفية ووجدنا أن الأعداء قد إنسحبوا

القينا قبعاتنا في الهواء فرحاً وطرباً...وبين صيحات"اوه يس" و "يبيييي" و"ياهوووووووو"...أخذنا نتبادل التهاني والأعجاب...من قبيل: "أنا معجب باللي انت عملتوه يا جميس"...وهنا يقول جيمس مستغرباً:" انا ما عملتش إلا الواجب والأصول يا سميث"..!!

المهم بعد أن هدأنا وفرغت أكواب أنخاب الهواء التي شربناها في صحة هذا النصر العظيم الذي قل مثيله في الأمة العربية...إلا في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر سنة تلاتة وسبعين الساعة إتنين الضهر....

إستيقظنا علي واقع مرير أمر من واقع 1967 وما بعده...لقد إنتصر علينا مجتمع الإناث بكل ما تحمله الكلمة من مرارة بالنسبة لنا نحن مجتمع الذكور، بعد أن وافقنا علي معاهدات عدم الإنحياز، وعدم الدفاع عن النفس!!

المهم لم نجد في طول البوفية وعرضه ملعقة سكر واحدة أو تلقيمة شاي...وجلس الفرسان الثلاثة مابين باكي وناعي وقائل:"تعاللي يامه"..!!

وبهمة رجال الساموري قبلنا التحدي وقمنا ننتقم من حواء...فتشنا المكان كضباط محترفين في الـ"كي. جي.وان"، وفعلاً عثرنا علي بغيتنا في الثلاجة!!

وأخذت الغنائم تتوسل الينا لنأخذها فمددنا أيدينا اليها وأخذناها...ولكن
كرجال نبلاء من المجتمع الذكوري وكفرسان ايرلنديين...قررنا تعويض البوفيه عن غنائمه المسلوبة...وربما يسائل البعض عن نوع الغنيمة؟!...

إنها حبات من المانجووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو... غنيمة للذيذة بالطبع؟!..لا لم تكن لذيذة بل كان يبدوا عليها أنها قد عثر عليها مع "حتشبسوت" عندما اهداها لها "خليل حتب" ابن "عزوز رع" في عيد تحرير سينا!!

قسمنا الغنائم...وشرعنا في التقطيع والمضغ والطحن والبلع..و..هممم هممم هممم هممم هممم!!
المهم يا شباب إلتهمنا المانجو بكل ما أوتينا من قوة...ليس لأن طعمها كان مميزاً بل لكونها ستساهم مستقبلاً في إرساء أطر اللاتعاون بيننا وبين مجتمع الإناث بكافة أشكاله الأيدلوجية، والبيلوجية، وبصورة سياسية اوضح دلالة"هنعكر دمهم ونفرسهم"!!

وفجأة ودون سابق مقدمات حدث إنقضاض مباغت للعدو وإنقضت علينا مدام فلانة...ولازالت آثار دماء المانجو علي أيدينا وحول افواهنا...بشكل يدل علي التوحش والإفتراس

الخلاصة حاولنا توضيح الأمر لنداري الإحراج الكبير الذي حدث من خلال رؤيتها لنا ونحن نقوم بهذا الفعل الفاضح...اليس هذا ما تعتقدون...إذن إليكم الباد نيوز

قالت مدام فلانة وهي تحاول ان تكتم ضحكتها:
-هأهأ...خدوا راحتكم يا جماعة...كأن مفيش حد شافكم!!

وبسرعة كشفنا خططتها إنها تريد إكتساب ارض جديدة عند المجتمع الذكوري...بالتستر علينا...لكن هذا بعده...هل لاحظتم ذلك يا شباب؟!...إذن إليكم الباد نيوز

قالت مدام فلانة وقد أطلقت العنان لضحكاتها الأنثوية المتشفية:
-والله انا كنت جايبه المانجة من البيت علشان لا أنا ولا جوزي بناكولها...يالا يا جماعة بألف هنا وشفا

قال الثلاثة مندوبي المجتمع الذكوري الذي إنهار تحت ضربات المجتمع النثوي المدمرة:
-إحنااااااا...أصللللللللللل...في الحقيقة....هو يعني....طبعاً إنت واخده بالك...مقدرة موقفنا هه..هه

قالت فارسة المجتمع الأنثوي ورأس حربته بعد أن اومأت برأسها مشفقة علي الجرحي والقتلي في صفوفنا:
-مش مشكلة والله يا جماعة دي حتي بقالها عشرة أيام عندي في الثلاجة...أنا قلت حد هنا غلبان ياكلها أحسن...

(فاصل من لطم الخدود...والبكاء والعويل ...وسيمفونية من الصراخ الرجالي الحياني من نوعية..ماكنش يومك يا عنتر)..!!

تابعت الفارسة الأنثوية ضحكاتها وهي تغمد سيفها الملوث بدماء رجولية مقدسة وشريفة...ثم إمتطت حذائها الذي أخذ يصهل علي بلاط الطرقة المؤدية الي قسم الخارجي...فيما ردائها الأحمر القاني يتطاير من خلفها وموسيقي حرب طروادة وشبح براد بت يطاردها من ورائها...

نعود الي الفرسان الثلاثة...قام أحدهم صارخاً بهسترية وكأن الآلهة قد أصابته بمس شيطاني من نوع "هُبل-انثرفاكس" :
-لأااااااااااااااااااا...أنا أبويا تاجر فاكهة قد الدنيا وعندنا فاكهة تحت السريرررررررر!!

نظر كلانا اليه وقلنا بصوت واحد:
- أقعد واتلهي..!!

نسيت أن اقول لكم أن أحدنا -كعادة المجتمع الذكوري- حب يخوننا فقال للآنسة فلانة هذه:
-طبعاً سيادتك دخلتي علي غفلة ووجدتي إني لم أشترك في مخططهم...اليس كذلك؟!

فردت الفارسة فلانة وقد فطنت الي محاولته المفضوحة:
-طبعاً يا إستاذ فلان..حتي بالأمارة إيدك كلها مانجة!!!

(لا أدري يا شباب لماذا حضرني منظر إسماعيل يس وهو في البحرية وجايب للمعلم محمود المليجي الفلوس عشان يخلص حبيبته وبنت عمه زهرة العلا ويتجوزها...ولكنه نسي الفلوس في المعسكر...فقال المنولوجست...دقي يا مزيكا حزيني...ومضي سُمعة...وهو مطأطأ الرأس!!)...

المهم قررنا نحن فرسان المجتمع الذكوري الثلاثة...حفظنا الله...أن نلتف إلتفافة تكتيكية...ونعمل إنزال كوماندوز خلف صفوف العدو من المجتمع الأنثوي كما في فيلم مدافع نافرون...و أخذنا إستعدادتنا وبدء العمل...

في اليوم الثاني أحضرنا للمدام فلانة فارسة الأمس من المجتمع الأنثوي... مهلبية في الفرن...ودخلنا ونحن نكتم إبتساماتنا الذكورية لعلمنا أن الأنثي هي الأنثي ...شاعرية رومانسية...عقلها في قلبها...وقلبها ملكاً للآخرين...هكذا هي إذن

المهم دخلنا يا شباب وياليتنا ما دخلنا...الضحكات تملأ المكان وجو من السخرية يخيم علي الجميع والغريب أنه حتي أعضاء المجتمع الذكوري من زملائنا...والذين قاتلنا المجتمع الأنثوي من أجلهم وسالت دماء كرامتنا من أجل اللي خلفوهم...حتي هؤلاء إشتركوا مع مجتمع الإناث في فاصل بايخ من السخرية والتريقة...

من قبيل...يا حلوة يا منجة يا مقمعة!!...ماكنش يومك يا منجة!!...يا مستوية يا منجة!!...حلوة وفي التلاجة يا منجة!!
كان ناقص يقولوا اللي سرقوا المانجة أهم ...أهم أهم أهم

تباً للخيانة والي عكا يعود في زيه الجديد...اللعنة علي الأبراج...خياااااااااااااااااانة
إذن هناك طابور خامس يعيث فساداً بين مجتمعنا الذكوري...من الآخر فيه كذا بدران والمفروض ان ينتبه ادهم الشرقاوي..!!

المهم إلتهمت المدام الفارسة فلانة المهلبية...ولعقت أصابعها كقطة مفترسة متلذذة بمنظر أسري الحرب حضرتنا...

وفجأة دخل علينا الإستاذ فلان مدير القسم الخارجي الذي نعمل فيه وهو بالمناسبة ليس مصرياً، ودي المصيبة، لأن الجهاز الإعلامي للمجتمع الأنثوي نشر خبر المانجة كالنار في الهشيم...وبقت الفضيحة بجلال وحناجل وشناكل...وإتجرسنا واللي كان كان!!

هنا تبسم المدير ثم تحولت الإبتسامة الي ضحكة مدوية...قائلاً مع إنه من المجتمع الذكوري:
-يا حرامية المانجة...هه..هه..هه!!

(إضاءة وتركيز علي الفرسان الثلاثة...كاميرا تلاتة تنزل...موسيقي الزلزال تشتغل!!)

هنا وهنا فقط علمنا أن الأنثي إذا ما ارادت أمراً عدت له عدته...وأنها إن أرادت حرباً فمن الأفضل أن نعقد هدنة معها، لأننا وللأسف الخاسرين في هذه الحرب، الغير متكافأة من حيث قوة السلاح، الذي لديهن وليس لدينا...وهو الضعف مكمن القوة

الشاهد أننا قد أدرنا معركتنا مثل هرجلة أسلافنا عام 1967 ولو كنا تطورنا كتطور المقاومة في العراق او فلسطين...لكانت النتائج مشرفة...ولا نامت أعين الجبناء وهنيئاً لك يا فرجينيا...

حد فاهم حاجة؟!

يا عار بنادقكم!!


بقلم صديقي: نضال حمد

يبدو أن طابور العملاء والمأجورين المنتشر في قطاع غزة بالتحديد وكذلك في كل فلسطين استطاع ان يسيطر على الوضع الميداني في الأشهر الأخيرة. واستطاع ان يزرع الفتنة في ارض كنعان. أرض فلسطين المروية بدماء الشهداء من حماس وفتح وكل فصائل العمل الوطني الفلسطيني. نقول ان طابور الفتنة سيطر على الوضع لأنه ما تكاد تظهر بوادر الأمل بإنهاء الإشكالات، وإمكانية استئناف حوار العقلاء، حتى تطل علينا أصوات اللا عقلاء عبر زخات الرصاص وأصوات المتفجرات..فتتجدد معها الاشتباكات وتسيل الدماء من الطرفين، وتشتعل الحرب الإعلامية،بالتصريحات والبيانات والاتهامات المتبادلة. ليقوم طابور الفتنة بعد ذلك باعتداءات تطال وسائل الإعلام ، كما حدث مع مكتب العربية مؤخراً وفي عمليات اختطاف الصحافيين الأجانب سابقاً. بعد ذلك أيضاً تسود البلاد المحتلة والمغلقة والجائعة والمحاصرة والمدمرة لغة الجهل والحقد والنار. وتعلو أصوات التهديد والوعيد، وتبدأ دورة جديدة من القتل والتصفيات والاعتقالات والمحاصرة والترهيب في القطاع ، فيقتل الأبرياء سواء من الرجال والأطفال والعجزة أم من المقاتلين والنساء.. وتظهر على الجهة الأخرى من الوطن الكسيح جماعات مسلحة تقوم باختطاف واعتقال ورهن بعض الشبان والفتية الفلسطينيين الموالين أو المتهمين بموالاة حماس في نابلس، وذلك من اجل قتلهم في حال تم قتل عناصر من فتح معتقلة أو محاصرة من قبل الطرف الآخر في الجهة الأخرى. انها مأساة شعب ومذبحة قضية، وهزيمة مبادئ وقيم ، ولعنة احتلال، ومصيبة وبلاء فيه جهل واستسلام واستزلام وابلسة وشيطنة وارهاب، وثقافة محسوبيات وقبائل وعشائر مسلحة من رأسها حتى أخمص قديمها، ثقافة وقائية مهزومة وفاسدة وخاسرة، ثقافة مستوردة من الأعداء، يجب استئصالها من أرض كنعان ومن قلب فلسطين. إذ لا مكان بين ظهراني شعب الشهداء للأوباش الذين يقتلون إخوتهم في القضية والوطن والسلاح والانتماء، ولا مكان بين ظهراني شعب فلسطين لكل من يطلق الرصاص على أخيه الفلسطيني، ولكل من يطلق التصريحات الرصاصية على أي طرف كان من أطراف القضية. ولا مكان في غزة هاشم ونابلس جبل النار للقطعان المسلحة التي تشعل النيران وتقتل الأبرياء والأطفال وتغتال حلم الشعب بالحرية والأمان، ولا مكان للذين يفجرون وينسفون ويقتلون ويغتالون ، وكذلك للذين يختطفون الشبيبة والفتية ويشهرون السلاح بوجههم، ويهددون بقتلهم. إذ من العار ان تكون تلك البنادق فلسطينية، ونحن على قناعة بأنها ليست بنادق لمقاتلة ومحاربة الاحتلال، بل هي بنادق لحماية الفساد والفوضى والمحسوبية وأجهزة الفتنة وشعارات الحرب الداخلية والأهلية.

أصبحنا نخجل من كوننا فلسطينيين، ونكاد لا نجرأ على النظر في عيون أصدقاء شعبنا من الأوروبيين، ونخاف من حماقات القطعان المسلحة عليهم وعلى قضيتنا، إذ أنهم كادوا يجنون مما يرون، من غابة السلاح والفوضى والقتل المتبادل، ومن لغة الوحوش السائدة في بلادنا فلسطين. إنهم يفقدون البوصلة ويفقدون القناعات حين يرون عتاريس الأجهزة الأمنية والجماعات المسلحة يتسابقون على قتل بعضهم وتصويب بنادقهم نحو أهلهم وفي الاتجاه الغلط... إنهم يحترقون بنار الفتنة، يسقطون صرعى اقتتالكم، يعجزون عن فهمكم او تفسير ما تفعلون بغير ما يجب تفسيره، أي انه جرائم من الطراز الأول،جرائم لا تغتفر، ويجب محاسبة القائمين عليها سواء كانوا من هنا أو من هناك او من هنالك. فكل مطلق للرصاص مجرم مع سبق الإصرار، وقاتل بدون ضمير، وكل مسلح يختطف او يعتقل او يحتجز رهائن بقوة السلاح ويحاصر مساكن ومنازل فيها نساء وأطفال وشيوخ، أيضاً مجرم ويجب أن يحاسب وينال العقاب. وكل من يقول ان سبب الذي يجري هو حكومة حماس أيضا مجرم ومخرب ومن أهل الفتنة. لأن الجوع والحصار والإغلاق ليس من فعل حماس، بل من فعل وصنع الصهاينة والأمريكان و بعض جبناء العرب وأيضا بفعل انجرار بعض الفلسطينيين وراء أوهام أمريكا وإسرائيل وسلام الشجعان. وقيام بعضهم بتوتير الأجواء لإبقاء الوضع على حاله، دونما وحدة وطنية ودونما حوار وبلا تفاهمات ونقاط التقاء.وهناك قوى فلسطينية من الطرفين لها على ما يبدو حساباتها وثاراتها ومصالحها البعيدة كل البعد عن مصالح الشعب والوطن.وكل من يقول أن فتح وراء الذي يجري أيضا يريد الفتنة، يجب القول ان الذي يجري سببه الأول الاحتلال والإغلاق والحصار والجوع والعملاء والفاسدين والذين لا تهمهم مصلحة شعب فلسطين.لذا فانه بدون القيام بتنظيف البيت الفلسطيني من هؤلاء ، وبدون كنسهم من الشارع الفلسطيني لا يمكن أن يستتب الأمن في الضفة والقطاع، ولا يمكن ان ينكسر الحصار وتنجح أصوات العقل والوحدة في احتواء الوضع،وفي وضع حد لتمدد النار الحارقة. وبالمناسبة نقول أن كل بندقية تطلق الرصاص باتجاه الفلسطيني ليست بندقية فلسطينية... و كل مسلح يوجه سلاحه نحو شعبه ليس مقاوما ولا هو فدائي، بل مرتزق ومأجور وقاتل مع سبق الإصرار. لذا فان كل بندقية تصوب نحو أهل القضية هي بندقية مأجورة و حاملها مرتزق سيبقى العار يلازمه مدى الظهر و إلى الأبد.

فيه حد لسة مش فاهم حاجة؟!

سفاح المعادي ينقل نشاطه الي تل أبيب!!


أهلاً ياشباب إقرؤا الخبر ده وبعدين التعليق علية...ولو عندكم وقت يمكنم التعليق!!

الخبرررررررررررررررررررررررر!!

شهد حي المعادي جريمة جديدة لـ"السفاح" ، حيث طعن هذا الشخص المجهول ضحيته السابعة بــ"مطواة" وفر هارباً ، فيما ترددت أنباء عن ترك السفير الصهيوني منزله في المعادي وإقامته في مقر السفارة بالجيزة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة في المعادي.

وذكرت صحيفة "المساء" اليوم الاثنين أن شرطة القاهرة تلقت إشارة من مستشفى المعادي باستقبال فتاة في العقد الثاني من عمرها مصابة بجرح من آلة حادة.

إلى ذلك ، قامت أجهزة البحث الجنائي بالقاهرة بمناقشة المجني عليها لمعرفة تفاصيل جديدة عن السفاح المجهول وأدلت بأوصافه.

وبذلك يرتفع عدد ضحايا السفاح المجهول إلى سبع حالات ، وذلك في مدة قاربت الشهر ، لتتحول المعادي إلى ثكنة عسكرية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة إلا أنه رغم تلك الإجراءات تمكن السفاح من طعن فتاة سابعة.

وفي السياق ذاته ، ترددت أنباء عن السفير الصهيوني في القاهرة "شالوم بن كوهين"..خرشم الله وجه..اضطر إلى ترك فيلته بالمعادي..ربنا يولع فيها..ونقل مقر إلى شارع أبن مالك بالجيزة ، حيث مقر السفارة الصهيونية لحين قيام أجهزة الأمن بإلقاء القبض على "السفاح" الذي أشاع حالة من الرعب بسلسلة جرائمه الغامضة التي استهدفت عدد من الفتيات والسيدات خلال الأسبوعين الماضيين.

وأعلنت مصادر أن "كوهين" أعرب عن قلقه من الحصار الأمني الذي تفرضه السلطات على المعادي وانتشار الأكمنة الثابتة والمتحركة بالمنطقة، كما أعرب عن مخاوفه من استهداف ضيوفه من الفتيات والسيدات اللاتي يحضرن حفلاته الأسبوعية بطعنات السفاح!!

وحان وقت التعليق الجااااااااااااااااااااااامد!!


نداء من شعب مصر إلى "سفاح المعادي"..أدام الله ظله!!


نحن شعب مصر المحروسة...نناشدك بما لنا من حق عليك...الم تربي فينا صغيراً حتي صرت سفاحاً كبيراً..ملىء السمع والبصر..وبما إن السفير الصهيوني انزعج من الإجراءات الأمنية اللي تمت في المعادي بسببك ونقل مقره إلى الجيزة... فإننا ندعوك بصلة الرحم التي بيننا وبينك...وبدم بناتنا الذي لم يجف من علي إيدك الله يخرب بيتك..لنقل نشاطك إلى هناك في الجيزة...فإما أن يحظي كوهين منك بطعنة تريحه وتريحنا..وإما يروح في ستين داهية الي اولمرت...وتلك فرصة لك أيها السفاح الطيب تسافر الي تل أبيب وتريح أعصابك شوية بعد سبع عمليات...بالإضافة أنها فرصة لا تتاح لغيرك من سفاحين الوطن الشرفاء لكي تلف وتري الدنيا...وأيضاً ستجد كثير من بنات تل أبيب من غير هدوم...وتمارس هواية الطعن المحببة لديك..!!

بالتوفيق والي الأمام،،،
توقيع / شعب مصر المحروسة,,,

إنتهي حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول بجد في حد فاهم حاجة؟!

عنترة بن شداد...مين مايعرفهوش؟!



قال عنترة بن شداد في ليلة مقمرة وعلي ضوء الأباجورة:

ألا ياعبلُ قد زادَ التصابيْ..ولجَّ اليومَ قومُكِ في عذابي

وظلَّ هواكِ ينمو كلَّ يومٍ..كما ينْمو مشيبي في شَبابي

عتبتُ صروفَ دهري فيكِ حتى..فَني وأَْبيكِ عُمْري في العِتابِ

وَلاقيْتُ العِدى وحفِظتُ قوْما..أضاعُوني وَلمْ يَرْعَوا جَنابي

سلي يا عبلُ عنَّا يومَ زرنا..قبائل عامرٍ وبني كلابِ

وكمْ من فارس خلّيتُ مُلقى..خضيب الراحتينِ بلا خضابِ

يحركُ رجلهُ رعباً وفيهِ سنانُ..الرُّمح يلمعُ كالشَّهابِ

قتلنا منهمُ مائتين حرَّا..وألفاً في الشِّعابِ وفي الهضابِ


وهنا إستدارت عبلة و لمعت عيناها بوميض أحمر كذئبة جائعة وقالت بصوت أجش:
-والنبي يا عنتر نام وأتلهي...بقي ياراجل كل رجالة القبيلة...اللي سافر واللي عمله عقد عمل...واللي إنضم للحزب الوطني وبقي عندوه شىء وشويات...وانت طول النهار واخدلي رمحك وسيفك وعمال تحارب طواحين الهوا...زي دون كشوت...في رواية فارس البندقية...للأديب الأنجليزي يوسف السباعي!!


إستدار عنتر مائة وثمانين درجة بمقياس رختر لحماية المستهلك...وتذمر وأخذ قراراً مصيرياً يخص حبيبته عبلة...وبحث عن سيفه فلم يجده وهنا صرخ بصوت كالرعد:
-أين سيفي يا بنت مالك؟!

قالت عبلة من بين أسنانها وقد إنتصب شعر سواعدها وأرجلها كدبة توشك أن تنقض علي فقمة بحرية:
-بعتوه إمبارح لبتاع "الربابوكيا" وهو معدي من قدام الخيمة...الواد إبنك نفسه في الحلابسة ومالقيتش غير السيف ابيعوه عشان أجيبلوه الحلابسة!!


صاح عنترة وقد فاض به الكيل:
-أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ..وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ

وتُوعِدُني الأَيَّامُ وعْداً تَغُرُّني..وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ

خَدَمْتُ أُناساً وَاتَّخَذْتُ أقارباً..لِعَوْنِي وَلَكِنْ أصْبَحُوا كالعَقارِبِ

يُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبة..وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ

ولولا الهوى ما ذلَّ مثلي لمثلهم..ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ

ستذكرني قومي إذا الخيلُ أصبحتْ..تجولُ بها الفرسانُ بينَ المضاربِ

فإنْ هُمْ نَسَوْني فالصَّوَارمُ والقَنا..تذكرهمْ فعلي ووقعَ مضاربيِ

فيَا لَيْتَ أَنَّ الدَّهْرَ يُدني أَحبَّتي..إليَّ كما يدني إليَّ مصائبيِ

ولَيْتَ خيالاً مِنكِ يا عبلَ طارقا..يرى فيضَ جفني بالدموعِ السواكبِ

سأَصْبِرُ حَتَّى تَطَّرِحْني عَواذِلي..وحتى يضجَّ الصبرُ بين جوانبيِ

مقامكِ في جوِّ السماء مكانهُ..وَباعِي قَصيرٌ عَنْ نوالِ الكَواكِبِ


وهنا صاحت عبلة وقامت من مكانها كمدمرة أمريكية توشك أن تضرب ما تبقي من شواطىء العرب:
-عنتر يابن عمي..وبعدهالك..عندك ورك "غوريلا" في التلاجة مسلوق قوم وولع في كام شجرة من الحي..وسخنها وكلها وأتخمد..وإعمل حسابك دي آخر مرة هخرج وأصطاد فيها "غوريلا"..مش يبقا الغسيل وعيالك..وكمان اصطاد غوريلا كمان!!


فتمتم عنترة وهو يفتح الباب الخشبي للثلاجة ويتناول ورك "الغوريلا" اللذيذ:
-إذا قنعَ الفتى بذميمِ عيشِ وَكانَ وَراءَ سَجْفٍ كالبَنات

وَلمْ يَهْجُمْ على أُسْدِ المنَايا وَلمْ يَطْعَنْ صُدُورَ الصَّافِنات

ولم يقرِ الضيوفَ إذا أتوهُ وَلَمْ يُرْوِ السُّيُوفَ منَ الكُماة ِ

ولمْ يبلغْ بضربِ الهامِ مجداً ولمْ يكُ صابراً في النائباتِ

فَقُلْ للنَّاعياتِ إذا بكَتهُ أَلا فاقْصِرْنَ نَدْبَ النَّادِباتِ

ولا تندبنَ إلاَّ ليثَ غابٍ شُجاعاً في الحُروبِ الثَّائِراتِ

دَعوني في القتال أمُت عزيزاً فَموْتُ العِزِّ خَيرٌ من حَياتي

لعمري ما الفخارُ بكسْب مالٍ ولا يُدْعى الغَنيُّ منَ السُّرَاة ِ

ستذكُرني المعامعُ كلَّ وقتٍ على طُولِ الحياة ِ إلى المَمات

فذاكَ الذِّكْرُ يبْقى لَيْسَ يَفْنى مَدى الأَيَّام في ماضٍ وآت

وإني اليومَ أَحمي عِرْضَ قومي وأَنْصُرُ آلَ عَبْسَ على العُدَاة ِ

وآخذُ مَالنا منْهُمُ بحَرْبٍ تَخِرُّ لها مُتُونُ الرَّاسيَاتِ


وأَتْرُكُ كلَّ نائِحَة ٍ تُنادي عليهم بالتفرقِ والشتاتِ



وهنا رن الهاتف المحمول بتاع عبلة من نوع "نوكيا إن 70"..فتمتمت عبلة بعصبية وهي ترد:
- ايوه يابت يا إنجي..سهرانة ليه..بتقولي عندك حفلة ديسكو في الخيمة..طب ما تنسيش تبعتيلي التوكتوك بتاعك..علاشان الموتوسيكل بتاعي عند المكانيكي اللي في "قريش" بيتسمكر من ساعة الحادثة اللي إتقلبت فيها من فوق قمة"إفرست"..فاكرة لما التلج زحلأ عجل الموتسيكل..المهم وإحجزيلي معاك عند مرفت بيوتي بالاس..يالاه سلام عشان بتكلم انا وعنتر جوزي..باي ..سلام


وهنا ردد عنتر...مستاءاً:
حسناتي عند الزَّمانِ ذنوبُ..وفعالي مذمة ٌ وعيوبُ

ونصيبي منَ الحبيبِ بعادٌ...وَلغيْري الدُّنوُّ منهُ نَصيبُ

كلَّ يوْمٍ يَبْري السِّقامَ محبٌّ..منْ حَبيبٍ ومَا لسُقمي طبيبُ

فكأنَّ الزمانَ يهوى حبيباً..وكأَنِّي على الزَّمانِ رَقيبُ

إنَّ طَيْفَ الخيالِ يا عبْلَ يَشفي..وَيداوي بهِ فؤادي الكئيبُ

وهلاكي في الحبِّ أهوَنُ عندي منْ..حياتي إذا جفاني الحبيبُ

يا نسيم الحجازِ لولاكِ تطفي..نارُ قلْبي أَذابَ جسْمي اللَّهيبُ

لكَ منِّي إذا تَنفَّستُ حَرٌّ..ولرَيَّاكَ منْ عُبيلة َ طيبُ

ولقد ناحَ في الغُصونِ حمامٌ..فشجَاني حنينُهُ والنَّحيبُ

باتَ يشكُو فِراقَ إلفٍ بَعيدٍ..وَينادِي أَنا الوحيدُ الغريبُ

ياحمامَ الغصونِ لو كنتَ مثلي..عاشقاً لم يرُقكَ غُصْنٌ رَطيبُ

فاتركِ الوجدَ والهوى لمحبٍ..قلبُهُ قدْ أَذَابَهُ التَّعْذِيبُ

كلُّ يومٍ لهُ عتابٌ معَ الدَّه..ـرِ وأَمْرٌ يَحارُ فيهِ اللَّبيبُ

وَبلايا ما تنقضي ورزايا..مالها منْ نهاية ٍ وخطوبُ

سائلي يا عبيلَ عني خبيراً..وَشُجاعاً قَدْ شيَّبَتهُ الحُرُوبُ

فسينبيكِ أنَّ في حدَّ سيفي..ملكُ الموتِ حاضرٌ لا يغيبُ

وسِناني بالدَّارعينَ خَبيرٌ..فاسأليهِ عما تَكون القلوبُ

كمْ شُجاعٍ دَنا إليَّ وَنادَى..يا لَقَوْمي أَنا الشُّجاعُ المَهيبُ

ما دَعاني إلاَّ مَضى يَكْدِمُ..الأَرْ ض وَقَدْ شُقَّتْ عَلَيْهِ الجُيُوبُ

ولسمرِ القَنا إليَّ انتسابٌ..وَجَوَادي إذَا دَعاني أُجيبُ

يضحكُ السَّيفُ في يدي وَينادي..ولهُ في بنانِ غيري نحيبُ

وهوَ يَحْمي مَعِي على كلِّ قِرْنٍ..مثلما للنسيبِ يحمي النسيبُ

فدعوني منْ شربِ كأسِ مدامِ..منْ جوارٍ لهنَّ ظرفٌ وطيبُ

وَدَعُوني أَجُرُّ ذَيلَ فخَارٍ..عِندَما تُخْجِلُ الجبانَ العُيُوبُ


إنتصبت قامة عبلة إستعداداً لشن هجوم مباغت علي عنتر ..ولكن قطع هذا كله رنين هاتف المحمول الخاص به بنغمته المميزة.."عنتر عنتر ياعنترة..هيه"..فقام عنتر اليه ليرد قائلاً:
- الو ..من يتكلم في مثل هذا الوقت من السحر ..وقد نعست عيون العالمين ..واوشك الفجر أن ينبلج..وهجع الكون في فراشه؟!


سكت هنيهة..ثم تهللت أساريره..فقال في فرح كطفل صغير:
-اوك..أنا موافق يا أخي شيبوب..إحجز لي مقعداًخلفك علي الناقة المغادرة الي الساحل الشمالي..فهي فرصة كي أغير الجو..وأجدد أفكار الشعر عندي..لكن بالله عليك ليكن مقعدي علي الناقة بجوار النافذة..حتي يتسني لي رؤية معالم سنغافورة ونحن محلقين من الجو..!!


هدأت عبلة وتظاهرت بنعومة ثعبان الكوبرا الرقيق وهي تقول بدلال لم يخفيه صوتها الأجش:
- عنتورتي..هتخدني معاك يا روحي؟!


نظر لها عنترة بتشفي وهو يلوك آخر قطعة من ورك الغوريلا في فمه قائلاً بحدة:
-لأ..!!، واخرج لها لسانه..!!

ثم أخذ ريموت التكيف وعبث ببعض أزراره..وأطفأ الأباجورة ونام ..بعد أن قال:
-واختر لنفسك منزلآ تعلو بـــــــه..أو مت كــريمآ تحت ظل القسطل
فالموت لا ينجيك من آ فــاتــــــه..حسن ولو شيدته بالجنـــــــــــــدل
موت الفتى في عزة خير لـــــــه..من أن يبيت أسير طرف أكحــــل
إن كنت في عدد العبيد فهمتــــي..فوق الثريا والسماء الأعــــــــــزل
أو أنكرت فرسان عبس نسبتــي..فسنان رمحي والحسام يقر لي
وبذابلــي ومهندي نلت العلـــــــا..لا بالقرابة والعديد الأجــــــــــــــزل
ورميت مهري في العجاج فخاضه..والنار تقدم من شفار الأنصــــــل
خاض العجاج محجـــلآ حتــى إذا..شهد الوقيعة عـــاد غير مخجل




إنتهت القصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وكالعادة أسألكم حد فاهم حاجة؟!!

للفلاسفة فقط...!!


لو شاهدت التفاحـــــــــــة و هي تسقط من الشجرة

و فكرت في قانون الجاذبية...فأنت عالم

لو اخذت التفاحـــة و بعتها فأنت تاجر

لو ألتهمت التفاحة فانت واقعي

لو حزنت لموتها فانت شاعر

و لو انحزت ضد التفاحة فأنت سياسي

اما لو فكرت في كل هذا و لم تملك إلا أن تكتبه....فانت كاتب روائي


منقوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول...فاهمين حاجة

وهنا كسروا الباب!!


قصة قصيرة ..مهداة الي صديق العمر فاشل أفندي...


أخرج يده من جيبه ونظر الي مجموعة من الصبية يقفون تحت يافطة كبيرة مهداة من المحافظة الي رئيس الجمهورية...
وبحروف كبيرة كتب علي اليافطة..."فكر جديد"...
إبتسم رغماً عنه وهو يري تحت اليافطة ..الصبية يتبادلون لفافة البانجو..المدعم!!
أكمل مسيره حتي وصل الي باب العقار...دلف الي ظلمة المدخل ..
سمع تاؤهات من ناحية "بير السلم"..أخرج الكبريت وقبل أن يشعل عوداً...أحس بعدة مطاوي تداعب ظهره وجنبه...
وسمع صوتاص أجش يقول له:
-كمل طلوعك ...ومالكش دعوة..!!
أكمل صعود الدرج منصاعاً رغماً عنه...
كانت قدماه تنتقلان من سلمة الي أخري بصعوبة وكأنه يجر أكياس من الرمل...
بينما كانت كفه اليسري تمسح جبين التربزين البارد...
وصل الي شقة جاره الأستاذ حسن عبد الدايم...
تسائل بينه وبين نفسه:
- تري كيف حاله الأن..وهل سيفرج عنه قريباً؟!..
إبتعد قليلاً عن الشقة وهو يمرر عينيه علي لافتة علقت علي الباب"الإسلام هو الحل"!!
تابع صعوده في حين تناغم حذاؤه مع أنين السلم الذي مرت عليه آلاف الأقدام منها من ترك أثراً ومنها من أصبح هو نفسه أثراً لا يذكر!!
سمع صوتاً يتسائل:
- مين طالع فوق؟!
أجاب علي الفور:
- أيوه يا حاجة ..ده أنا!!
- أنت مين يا بني وطالع تعمل إيه؟!
-انا مختار يا حاجه..
-إزيك يا مختار يابني..ايه اللي رجعك متأخر كده؟!
- ابداً يا حاجة ..مفيش حاجة..شوية شغل...
- طب يا مختار يابني ..جالك جواب من البلد..
وبيدين نافرة العروق..ناولته مظروف بدا عليه انه فتح قبل الأن!!
وقالت له :
-شفت القطط يا مختار يا بني..كلت النهاردة كمان كتكوتين من العشة..أعمل بس إيه ياربي؟!
تبسم رغماً عنه قائلاً:
-معلش يا حاجة..القطط بتسرق الكتاكيت..والبنوك..وقوت الغلابة..والفرحة من عيون الأطفال!!
غمغمت قائلة بعصبية:
-والنبي يا مختار يابني كلامك نصه مفهوم والنص التاني عامل زي بتوع النشرة في التلافزيون..!!
حياها ببضع كلمات ثم تابع صعوده..دلف الي شقته..وأغلق الباب من خلفه..ثم إرتمي..فوق مرتبة إسفنجية مهترئة...
تناول المظروف ...وفتحه وإلتهم الكلمات...
نحي الورقة جانباً وأغلق عينيه ...وفرد زراعيه عن آخرهما...وأخرج زفيراً حاراً...
ثم تمتم قائلاً :
-جميل غداً زيارة أخي في معتقل دمنهور...وبعده إعتصام نقابة الصحفيين..ومسيرة كفاية..وندوة المركز العربي..ياله من يوم!!
قام مترنحاً ودخل الحمام..توضأ..صلي سنة العشاء..
ردد وهو جالس علي سجادة الصلاة:
-اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين...
قام الي المطبخ ..تناول كوباً متسخاً ببقايا شاي لم يغسل بعد..
وضع الإبريق علي "السبرتاية" ..تأمل اللهب وهو يعبث بمؤخرة الإبريق..
صب الماء المغلي في الكوب ...جلس يتشفط بتلذذ...
أمسك بيده جريدة إسبوعية وقرأ مانشيت " ابن الريس في زيارة الي البيت الأبيض"!!
تبسم رغماً عنه قائلاً:
-إذاً بدأت طقوس التعميد..وإستجاب مكتب التنسيق في البيت الأبيض..!!
أمسك ورقة وإستل قلمه...وشرع يلاحق الأفكار التي تداعت في ذهنه..ليكتب قصة قصيرة..
دقائق حتي فرغ منها...لكنه وقف متحيراً..آي عنوان يختاره لها؟!
هنا سمع وقع أقدام تتسابق وتتلاحق علي الدرج بوحشية...
وقبل أن تمس أيدهم باب شقته المتصدع...بزغ العنوان في رأسه كومضة مصباح...
فشرع يكتب وهم يقتحمون شقته بزيهم المميز:
-"وهنا كسروا الباب"..!!
إنتهت القصــــــــــــــــــــــــــــــــــــة!!
بجد فاهمين حاجة؟!

لن أعترف لك!!


أهلاً ياشباب...
إحنا النهاردة بصدد موضوع خطير جداً!!!
تعرفوا ليه؟!
مش عارف...جايز يكون خطير بالنسبة لي فقط
المهم...
أنا قررت إني معترفش ليها بنيران تتلظي في قلبي...
ايوة لن أعترف أني كنت أحبها...
لن أعترف أني كنت أراها في كل شىء...بل كانت هي بالنسبة لي كل شىء...
قبل ما تسرحوا وخيالكم يشطح بعيد...
لم تكن حبيبتي بجمال نيكول كيدمان طليقة الأخ توم كروز...
لا...
لكنها كانت تملك مالا تملكه نيكول بنت عم كيدمان تلك...
كانت قطة!!
إن كان هذا التعبير يعني لديكم شيئاً..
أجل يا شباب كانت قطة...تحمل معها الشقاوة أينما سارت وحلت...
كانت بخفة القطط ونضارتها وشباب مشتعل كقرص الشمس...
عرفتها في مجال العمل الصحفي ...كانت تختلف عنهم جميعاً...
كانت بمذاق الكريز...وعطر التفاح...
كانت تكتب القصة والشعر...وأكثر من ذلك تجيد "الشغبطة" علي جدار القلب!!
كنت أحب أن اسمعها تتكلم...كنت أغيب عن الإدراك وأسبح في تخيلات لذيذة...
جميلة إذا ما غضبت ...فاتنة إذا ما منحت رضاها...
بسيطة في ردائها...أنيقة في إختيارها...إذا وقفت علي غصن لم تكسره...
قبل أن اراها كان الورد هو أجمل مخلوق عندي...
وبعد أن رأيتها لم يعد للورد قيمة...
بإختصار لقد كانت بالنسبة لي أميرة...وأكثر من ذلك..
كانت تلك الأميرة "قطتي"!!
إنتو فاهمين حاجة؟!

شلقامي..مانتوا عارفينوه


أهلاً يا شباب..انتو لسه قاعدين؟!
غريبة..مزهئتوش من القعدة؟!...
علي العموم ده شىء يفرحني إن القعدة بخير...!!
نصيحة لازم كل واحد يخلي بالو من قاعدته ..ووقت اللزوم يتبري منها وينكر معرفتوا بيها...
الأخ اللي رافع إيدوه بيسأل إشمعنا؟!
هؤلك يا بلط..
بعد 11 سبتمبر كل واحد مشترك مع القاعدة ...بيروح جونتانامو..
يارب إحفظنا يارب..
طب ونعمل إيه وربنا خلقنا جميعاً بقواعد؟!
سؤال جميل..نعمل إيه نعمل إيه...آه
وقت اللزوم إخلع قاعدتك وارميها واجري....
ولو ما أمكنش ...في دلؤتي عيادات خاصة بتاعة داكترة باعوا ضمايرهم..بيعملوه عملية خلع قواعد..وبسرعة وانت قاعد!!
المهم ما طولش ..قولوه لأ طول..
حكاية الواد شلقاني ...حكاية طريفة جداً
يا شباب إحنا كنا قاعدين باليل علي شط الترعة اللي في زمام قريتنا الصغيرة التي لم ولن يذكرها التاريخ...!!
مع العلم إن اعلام الناس والمفكرين نشؤا فيها...
بتؤولوه مين؟!
معلهش ما هو الجهل وحش..
أمثال الحاج عزوز الله يرحموه..
وسيادة الباشا فتحي ..أمين شرطة قد الدنيا مين اللي بيكهربوا الناس في المدرية!!
وفتحية الغازية...اللي تصورت تصاوير كتيره قوي مع السادة الوزراء..واعضاء الحكم المحلي..وغيرهم..
أقولوكم تاني ولا كده كفايه!!
المهم الولا شلقامي..جاب لنا لبشة قصب ..وزعتها عليهم بالعدل زي ماعودتنا الحكومة..
خت انا عشرين عود ..وكل واحد كان نصيبوه بحسب حبه للوطن..فيه اللي خد خمسه وفيه اللي خد عشرة..وفيه اللي خد كل حاجة وسافر برة..وفيه اللي خد ولامؤخذة علي قفاه..وكله يهون في حب الوطن..
المهم علي انغام طنين النموس ولسعاته الوطنية..وبمصاحبة سيمفونية مص القصب صعوداً وهبوطاً..
إنفتح الكلام..
كلمه من هنا وخبصه من هناك ..كلام فارغ ونكت قبيحة..ومَسك في سيرة الناس..المهم الواد شلقامي زودها حبتين أم جايب سيرة العمدة الكبييييييييير وعيالوه..وهاتك يانكت..وإحنا نكركر..وهاتك يانكت كمان وإحنا بردوه نكركر...كركركركركركركركركركركركركركركر..!!
المهم يا شباب مطولش قولوه لأ طول..القصب عمل معانا دماغ وسلطنا وكل اللي عندو حاجه بخصوص العمدة الكبير ومراته وعيالوه قالها...وفي ظل هذا الموقف الفكاهي الذي قل مايحدث بعد إحتلال العراق..والإنقلاب علي حماس..وطنيط حسن نصرالله ونرفزته للسنيورة..
طلبت مع الواد شلقامي..إنه ولا مؤخذة يعني..يطرطر!!
أنا آسف علي جرح المشاعر قصدي يعمل ببيه بالأفرنجي يعيني..
المهم قام علي حيلوه وشلح الجلابية لكن أخفي إرتباطوه بالقاعده تبعوه..بس علي مين إحنا عارفين إنها معاه منين مايروح..مش بس إحنا اللي عارفين..ده كمان فتحي أمين الشرطة عارف..وهو وسوس للعمدة الكبير بالسر دهوه...راح العمدة الكبير مبلغ العمدة الأفرنجي اللي تحت إيديوه "البنطالون" اللي منه بيطلعوه قرارات ضرب النجوع اللي حوالينا ..مش "البنطالون" بس..ده كمان تحت إيدوه "الكونكرس" وهيئة التلفونات والصرف الصحي!!
المهم مطولش قولوه لأ طول..
مشي الواد شلقامي شويتين عشان يداري...وعنها وسمعنا صوت إندفاع المياه..بدأ متقطع في الأول عشان الحصوة اللي سده المنافد عندوه الشر بره وبعيد عنا وعن السامعين..وبعدين أخذ الإندفاع مجراه الطبيعي بعد ما شرخ صخرة كانت في طريقوه...ماتتعجبوش ربنا كبير قوي!!
وأطمنا أكتر لما حملت الريح رزاز الولا..الله يقرفوه ويقرف اللي جابوه..ويقطعها صحبه مهببة بزفت اسود عليه وعلي اللي جايبينوه..
المهم فجأة إنقطع الإتصال..قصدي صوت إندفاع المية..قلت مش مشكلة ..ماهو الولا بجالوه 45 دقيقة مندفع ..يريح حبة ويكمل بعدين..
لكن فجأة سمعنا صوت صفعة علي القفا مميزة..وسمعنا صوت الولا شلقامي بيصرخ وينادي علي واحد من الشلة..راح المذكور قام ورايحلوه..
وبعدين سمعنا صفعة أخت الأولي بالظبط وصوت بينادي علي واحد تالت من الشلة..
وهكذا واحد ورا التاني لحد ما صفصفت عليا لوحدي...
وعلي ضوء عمود النور الوحيد في القرية واللي أنا قاعد تحته ..شفت خيالات جيه بتجري عليا وتحوطني...وعربيات زرقة جيه هي روخله بأقصي سرعة...
قمت فزيت ونطيت ...وأطلقت ساقي للريح وانا بقول بأعلي صوت..
تحيا العمدة...يسقط القصب..تحيا مرات العمدة..ويسقط العميل شلقامي...يحيا ولاد العمده..وتسقط الطرطرة...يحيا الباشا فتحي أمين الشرطة...ويسقط الهكسوس!!
لكن صفعة علي قفا العبد لله جعلتني اتيقن ان النفاق منوش فيدة ...روحت صرخت لما ضربوني علي القعدة وعرفت إنها إتكشفت..يااااااااااااااولاد الكاااااااااااااااااااالب..!!
فاهمين حاجة؟!!

تباً لي ولكم



هل تعلمون "دارين"؟!ـ
إن كنتم تعلموها.. فتباً لكم


وان كنتم لاتعلموها.. فتباً لكم


لن يغفر غصنها الغض صمتكم

لن يغفر ربيعها الخامس..وهنكم

سيمضى لاعناً عروبتكم


ولن يغفر


سيقيئ بقايا عفونتكم

ولن يغفر


انتم يهود ..لا أشك في خستكم


كلا ..فاليهود افضل من افضل خنزير يشبهكم


"دارين" عيناها الزرقاوين يلثمهما التراب


تحت الأنقاض..في قانا تلعنكم


شعرها الذهبي في رحم التراب

تحت الركام يلعنكم


وقلبها البرتقالي ..يعتصره الصمت


فتوقف


تحت الركام يلعنكم


يا جرذان البشر.. يا كل حكام العرب


لا تخمدوا صراخ ثكلى


قصفها الصمت المريب


يا قوادون ..دعوهم يصرخون


ولا تصموا آذانكم


سيشفع لهن صراخهن

وانتفاضة أجسادهن المنتفض


أما انتم ..فتحسسوا مفاتن أنوثتكم


"دارين"..تصرخ ضفائرها تحت الركام


ثغرها المبتسم ..يحوطه الدمار الرحيم


"دارين" على قناة "الجزيرة"


على راحتي أبيها


هل رأيتموها؟


إنها رغم جراحها..تسخر من دموعكم


تبا لي ولكم

إنها تشكر "رايس"و"موسى"


وكل من كشف لها غثائكم


يا حكام العرب


لا تبكوا فستان دارين الوردي الممزق


امسحوا به ذكورة "بوش"


من فوق مخادعكم


بقعته المنوية ..تلطخ قمصانكم


اجعلوه فوطاً صحية

أو مناديلاً ورقية


ولا تجعلوه ستراً لكم

يا شيخ الأزهر..اغتسل


أبدأ بقلبك وعقلك ..وتيمن


وأتلو"تبت " .. يداي.. "وتب"


ولاتنس صعود المئذنة


وعند الميمنة..وجه صوتك القذر نحونا


وكبر ..ثم ..كبر..


ثم ادعنا


واصرخ فيمن استنسخك


تباً لي ولكم

يا زعامات لا تخشوا على عروشكم


ماتت"دارين" وتركت كل شئ لكم


لأنه لم يبقى لها شئ


يربطها بكم


سوى أنقاض شموخ مزعوم

يسميه النخاس.."عروبتكم"


يا جلالات..يا زعامات


يا خدام الحرمين..وخدام شهوتكم


دنا ليلكم..فأووا إلى الكهف


ينشر لكم "اولمرت" ..من رحمته

ويهيئ لكم من صمتكم ..مرفقا


لا تفزعوا ..لا تفزعوا

وعند رابع الحرمين ..في واشنطن فلتركعوا


وأشربوا "الكولا"..حتى تتضلعوا


وارفعوا الأكف ..وتتضرعوا


تباً لي ولكم


"شارون" لاتنس وصية" دارين"


إلى الفخامات الراحلين


في كامب"الجحيم"


الخطة تسير..افضل مما يأملون


وأكثر مما يتوقعون


وأنت أيتها الشعوب المطية


شكر الله لكم التنديد


من المحيط إلى الخليج


ذهبت"دارين" ولن تعود


ولمن تعود...


ولماذا تعود...


على قناة "الجزيرة" هل رأيتموها


على راحتي أبيها


أقلامها..ثيابها..ودميتها


حتى طائرتها الورقية..تلعنكم


تلعنكم..تلعنكم..فتباً لي ولكم