الكرامة


ان تفقد كرامتك مرة

فأعلم انه لا يمكنك

أن تستردها ثانية

عبثاً مهما حاولت

أبداً

هلت ليالي التاج


هذا تاج ربنا يعفيكو
اتكعبلت فيه بمحض الصدفة
في صيدلية بريك
لكن علي مين
انا حضرت البخور والفحم وعين العفريت وزائدته الدودية
وحكيت المصباح وقلت
يابن الجني يابن الجني
يا سحلوب يا دحلوب
جاوب المطلوب
انت مين؟
كائن جاي يزور الدنيا ويدورعلي الشبشب بتاعو
مين اكتر 6 اشخاص بتحبهم؟
الاسد
الفرخة
العنقاء
النداهة
الشمامة
احمد شعبان
انت سعيد؟
لأ انا اسامة
لو اجتمعت انا وحسني مبارك في غرفة واحدة؟
هغنيلو انا بكره اسرائيل وطبعاً بكرهك
لو معاك مليون ونص جنيه......تعمل بيهم ايه؟
النص جنيه -اللي هو خمسين قرش يعني- هتبرع بربعو لهيئة تطهير الترع والمصارف
والربع التاني لهيئة ردم الترع والمصارف
والمليون جنيه بقا هدمرو في الكشري وعصير القصب
بتحب مصر؟
كنت قبل الاعتقال
بتحب البنات؟
طبعاً والدليل سهيلة
انت مسلم ؟
في الشهادة قالولولي كده
ليه؟
عشان بكره امريكا وبحب العراق وفلسطين
مين اكتر شخصية ما تقدرش تستغنى عنها في حياتك؟وليه؟
اكتر شخصية مقدرش استغني عنها في حياتي هي شخصية زميل العمل محترف الاسافين حيث اجد لذة شديدة في فضحه وان اري ارقام حذائي مرسومة علي وجهه
ايه اكتر موقف محرج اتعرضت ليه في حياتك؟واتصرفت ازاي؟
وانا رايح اخطب...ببقا قاعد في ربع هدومي ومش قادر ابص علي الغندورة
ايه الأمنية اللي بتدعي ربنا دايما انه يحققها لك؟

الباحثون عن الجنس


أهلاً يا شباب
عنوان وقح انا عارف
البعض مكسوف
شئ مفهوم
البعض انصدم
أقل واجب
المهم
إستفزتني إحصائية غربية -بالطبع- إن العرب هم أكثر الناس بحثاً عن مواقع السيكو سيكو علي محرك البحث جوجل
الأمر الاول انا مش مصدق
ومش هصدق
خلاص بقا كفايا غزو للعقول
كفايا هزيمة نفسية
كفايا اتهام بالباطل
لنفرض ان شباب وشابات العرب كانوا بيعملوا كده بالفعل
كام شابه وكام شاب..طب وكام مرة
والسؤال الاهم
مين اللي عامل المواقع دي اصلاً و99 % منها بلغات العالم غير العربية
صدق المثل القائل: رمتني بالتي فيها وإنسلت
يا جدعان شوفو المنصر الامريكي القس زويمر قال ايه من عشرات السنيين
كأس وغانية يفعلان في أمة محمد ما لا يفعله الف مدفع
يا جدعان حضرت ندوة كان فيها المهزأ الفنان حمدي أحمد بتاع القاهرة تلاتين
وقال بالحرف الواحد قدامي وربنا يشهد
ان جهات غربية تدعم وتمول مسلسلات وافلام ومسرحيات عربية بالمال حتي ولوكانت ساقطة
بشرط ان يتضمن النص للفيلم او المسرحية او المسلسل كام مضمون وكام سطر لإسقاطهم داخل
وعي المشاهد العربي..طبعاً وهو فاتح بؤوه ومبحلأ وذهنوا مفتوح علي الآخر ومغيب اثناء المشاهدة
هذه دعوة
لحث الشباب
مستخدمي النت
للإقبال علي المواقع المفيدة بجميع اللغات وما اكثرها
وعدم اللغوصة في مواقع الجنس..التي هي بمثابة مراحيض التحرير
سؤال أخير
إفترض ان ربنا قبض روح
هذا أو هذه التي جلست تشاهد هذه المواقع
كم ستكون الفضيحة حينما يجدوه ميت امام شاشة كمبيوتر بتصرخ هذا سافل أو سافلة تعصي الله في السر
كم ستكون الفضيحة وملك الموت ينزع الروح امام هذا العرض القذر الذي هو بمثابة دليل إدانة
كم ستكون شماتة الغرب في احفاد وحفيدات صناع الحياة
وهم
يبحثون
عن
الجنس

طبق اليوم..ارز مفلفل باللحماس والفتحجاج


المقادير:
دجاجتين من حماس او فتح شامورتي.
كوب رز فلسطيني مغسول ومنقوع بدماء مقاومة.
لحمة راس دحلان مقطعة قطع صهيونية صغيرة.
1 مكعب ماجي أمريكي.
بهارات اسرائيلية مشكلة.
ملح وفلفل عربي معتق.
2 ملعقة كبيرة سمنة غزاوي.
2 فص ثوم مهروس تحت جنزير دبابة ميركافا صهيونية.
رشة هيل مطحون ناعم من طائرة اف 16 امريكية.
عمل الحشوة:-
نسيح السمنة في غزة ونضع الثوم في الضفة ونقلبه بملعقة امريكية ثم نضيف لحمة راس دحلان ونقلبها الى ان تنضج.
- نضيف البهارات الصهيونية والملح والفلفل العربي ومكعب الماجي الامريكي والهيل اللي رشتو الـ إف 16 ونحرك ثم نضيف الماء الساخن من حدود الضفة والرز ونسلقه نصف سلق لحد ما تسخن وتولع حريقة أهلية.
- نحشي بها الدجاج ونخيطه تخيطة بنت كلب امريكاني او يمكن استعمال اعواد الخشب -لا مؤخذة محدش يفهمني غلط-وبعدها نضعهم في وعاء طبخ كبييييييييير الحجم من نوع 1967ونضع عليهم الماء الساخن والملح والهيل وعود قرفة وورقة غار ويسلق لمدة ساعة ونصف وما نستعجلش الحاجات دي هتخلص علي بعضها ببعضها.
- نصفيهم كلهم ايوة كلهم لأنهم كلهم زي كلهم وندهنهم بالزبدة الصهيونية السايحة ونحمرهم بالفرن المايكرويف الامريكاني من الاعلى.
مقادير خلطة الارز:
لحمة حمساوي مفرومة.
بصلة فتحاوي مفرومة.
4 فصوص ثوم مقاومة مطحونة .
ربع كوب زيت لاجل ما تسخن العملية.
1 مكعب ماجي بالطبع امريكي.
3 كوب ارز غزاوي.
ربع ملعقة كركم او مكركروم لزوم التعاوير والخدوش .
ملح وفلفل طبعاً هتلائيهم في سوبر ماركت تل ابيب.
بهارات مشكلة ودي كمان في نفس السوبر ماركت.
ملعقة صغيرة كاري بس من النوع الهاري.
لوز مقلي وليمون شرائح للتزيين لزوم الطبخة الملعونة.
فطر جواسيس طازج صهيوني وعملاء للامريكان ومش هنغلب نلائيهم.
طريقة التحضير:-
نقلي بالزيت البصل والثوم ثم نضيف اللحمة المفرومة ونحرك لغاية ماتصبح اللحمة ناعماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه.
- نضيف فطر الجواسيس ونقلب ثم نضيف باقي المقادير وهي البهارات والماجي والرز والملح والفلفل ونضع مرقة الدجاج التي سلقنا بها الدجاج ايام 1967 لكي يغلي الى ان يستوي الارز جداً جداً جداً.
- نضعه في طبق امريكاني وفوقه الدجاج الفلسطيني المحشي ونزينه باللوز المحمص وشرائح الليمون ويمكن اضافة بقدونس الاطفال المفروم تحت اقدام الصهاينة.
وبألف هنا وشفا
وتحياتي للشيف الامريكي القدير أبومازن

الحوار العربي العربي


- الو الحقوني .. بيتي يشتعل
- حدد معنى الفاظك هل هو يشتعل ام يحترق ؟؟؟
- من اي شي تريدنا ان ننقذك من الاحتراق ام من الاشتعال ؟
- من كليهما
- و ما هي الوسيله المناسبه لذلك في اعتقادك ؟
- ان ترسلو المطافي لي فورا ..... الحقوني
- انت تريد المطافي اذا ؟؟؟
- نعم نعم .... انقذوني
- ماذا تقصد بكلمة المطافي ؟ اذا كنت تقصد رجال الاطفاء
- نعم اقصد رجال الاطفاء
- رجال الاطفاء بحد ذاتهم لا يستطيعون اطفاء الحريق لا بد من مياه و مواد اخرى صالحه لاطفاء الحريق
- نعم نعم ... انقذووووووووووووووووونييييييييييييييييي
- اذن انت لا تطلب رجال المطافي فقط بل تطلبهم و معهم المواد و الوسائل الكفيله بانقاذك
- نعم نعم نعم .......... انقذوووووووووووووووووووووووووووووووونييييييييييييي يييي
-والله يا اخي انت حيرتنا هل تريدنا ان ننقذك ام تريد اطفاء الحريق ؟
- انقاذي اولا ثم اطفاء الحريق
- ولماذا لا ننقذك او نطفىء الحريق في وقت واحد ؟
- ولله خير او بركه .... بموووووووووووووووووووووووووووووووووووووت
- هل تعتقد ان الامة راح تخسر واحد بموتك ؟؟؟
- لا فلديها مني الملايين ولكني اطلب انقاذي بدافع من الرحمه
- انت لا تطلب المطافي اذا انت تطلب الرحمة
- نعم نعم ارحمونيييي
- في هذه الحاله عليك الاتصال بوزارة الاوقاف او الشؤون الاجتماعيه
- لكن المطافي تابعه لكم
- رديت تتكلم عن المطافي لمذا طلبت الرحمة ؟
- حاسبوني فيما بعد ... انقذووووووووووووونييييييييييي
- نحن نقدر دوافعك للنجاة بحياتك ما الذي يدفعنا لذلك ؟
- الاحساس بالواجب الاحساس بالمسؤوليه الالزام الخلقي الواجب الوظيفي شرف المهنه الكبرياء الانسانيه
-نشكرك فنحن فعلا نتمتع بكل هذا وهذا ما سيدفعنا لانقاذك ما هو سبب الحريق
-لا اعرف .... الحقوووووووووووونيييييييييييييييييييييي
-حاضر حاضر سننقذك ولكن لا يجب التسرع في ذلك او الاندفاع في البلاد كثيرة حدثت الحوادث لسيارات المطافي بسبب اندفاعها واشتعلت فيها النيران ولم تجد من ينقذها لابد من الهدوء لابد يا عزيزي من معرفت سبب الحريق هل هو حراري ام كهربي ام كيميائي ؟ لكي يتسنى لنا تجهيز الماده المطلوبه لاطفاء الحريق
-افترض ان سبب الحريق كل ذلك
-من المستحيل افتراض المستحيل من المستحيل ان تجمع هذه العناصر في مكان و زمان واحد
-اسمع النيران تحاصرني الان بالفعل لا داعي لاطفائفها انقذوني ابعثوا سلم طويل
-ماذا تقصد بطويل ؟في اي دور تسكن ؟
-في الدور الخامس
-لست بحاجه لسلم طويل انت بحاجه لسلم متوسط
-نعم ابعثوا سلم متوسط
-ليه لدينا سلم متوسط لدينا سلم طويل صالح للعنارات ذات الخمسين دور فقط هل توجد الى جوارك عماره خمسين دور ؟
-نعم
-هل تستطيع ان تقفز اليها ثم تصعد الى الدور الخمسين كي ننقذك منه ؟
-لا لا لا استطيع هي بعديه جدا
-الا تستطيع الانتقال اليها باي وسيله من المواصلات ؟
-لا لاني محاصر بالنيران من كل جانب انا عاجز عن الانتقال لاي مكان
-غربيه انت تتكلم من تلفونك ول من تلفون الجيران ؟
-اتكلم من تلفون شقتي
-هذا معناه ان النيران لم تلتهم اسلاك التليفون بعد
-نعم ولكنها على وشك ان تحترق
-اطمئن الاسلاك الجديده التي ركبتها وزارة الاتصالات مضاده للحريق يعني ان تتحول سيادتك الى رماد وسيظل التلفون يعمل
-و العده ؟ هل هي مقاومه للحريق ؟
-ا للاسف العده من البلاستيك عادي اذا احترقت العده كلمني من السلك
-اي العده بتسخن العده تحترق اي الحقو انقذو
- الو الو الو انت يا اخينا رحت فين ؟ الو الغبي ما قالش عنوانه عنوانك ايه يا استاذ ؟؟ ساكن فين ؟؟ اه يا غبي يا مهمل راح اعرف مكانك فين ؟؟ يتكلم ساعه بالتلفون دون ان يذكر عنوانه او في الاخر تقولوا ان الحكومه لا تسرع في حل مشاكل الناس يا اخينا رحت فين؟؟؟؟!!!!!!؟؟؟؟

vanilla sky


vanilla sky
يصحو من نومه فجأه مثل كل يوم يرتدى ملابسه كالعاده متجهاً الى عمله
يستعد بمنتهى اللياقه لانه يوم جديد يستحق ان يعاش و لانه عمل جيد.. مهم فيه ان يكون انيقا و مستعداً و نشطاً
فعندما ينظر من شباك حجرته الواسعه المترفه يجد الشارع فارغ تماما
فيقول بينه و بين نفسه سيصحو الان الناس و ينتشرون كالعاده لعلهم نائمون
و ينزل من بيته متجهاً الى سيارته الجميله النظيفه
فيمشى فى الشوارع الفارغه ( تماما )
فلا توجد سيارات اخرى او حتى بشر يمشى
و لا يوجد اى حيوان اليف يسير
فيزداد تعجبه
فهو الوحيد بالشارع
و يتجه بسيارته الى الشوارع المجاوره متجهاً الى عمله فلا يوجد بشر
لا يوجد احد
هو الحركه الوحيده و الصوت الوحيد الذى يهز السكون من حوله
هاهى اوراق الشجر تتناثر من حوله فى الفراغ الواسع
vanilla sky
مندهشاً و متعجبأ فتاره يحسب انه مازال نائماً و يحلم و تاره يظن انه قريباً جدا سيرى احدا يتحرك
و يطمئن نفسه بانه قريباً سيظهر من يسأله عن هذا الفراغ و لكنه لم يجد سوى الفراغ
فراغ - صمت - خوف - رعب - هم من اجابوه بانه فعلا الوحيد انه حقاً لا يوجد بشر الان
بدأ مرحله جديده مع نفسه هى ان يذهب ليبحث عن الناس
vanilla sky
دخل الشوارع و البيوت فلم يجد احد
جميعهم اختفو و لكنهم تركو رائحة القهوه و تركو بقعه الشيكولاته و تركو خلفهم اغانيهم المفضله تركو دفىء اماكنهم و تركو كل ما احبوه و يكرهوه
و لكن هل بالفعل تركوه ام انهم اختفو فحسب
vanilla sky
اين الناس اين الحركه اين الدفىء بحث فى كل مكان حتى ذهب الى عمله فلن يجد احدا بل وجد المكان مغلقا كما تركه الليله الماضيه
ترك سيارته فى حيره
و ظل يمشى فى الشوارع يترنح و يجرى مصرخا بكلمات ليست مفهومه لانه لا يوجد من يسمع او يفهم
صراخ مستمر لا جدوى منه
يجرى فى الشارع بأقصى سرعه متوهماً انه سيصل الى حياه
مندهشاً من غربته لا يعلم متى ينتهى الصمت و السكون
مسرعا فى الشوارع بلا هدف سوى البحث عن من يجرى معه او يصرخ او يطمئنه
يصرخ عاليا متأملا ان يسمعه احد او يرد على صراخه بحركه او نفس
و لكنه متوهماً ...
vanilla sky
يتمنى ان يختفى او يموت او يحدث له اياً كان ما حدث لهم ياليته مات ياليته اختفى
و هاهو استسلم و قرر الانتحار
رغم ان الحياه افضل و لكنه فضل ان يموت " معهم "
vanilla sky
vanilla sky
vanilla sky
vanilla sky
vanilla sky

مسرور ومقرور..الحلقة الخامسة والاخيرة


قيامة الموتى

تشققت الأرض عن قبور موتاها وبدءوا ينهضون ، زُوّجت الأرواح للأجساد زواجاً مؤبداً هذه المرة ، وأعيد وصل تيار الوعي الذي انقطع .. كانوا جميعاً عرايا .. مغبرين بالتراب .. حفاة ..نهض مسرور داخل قبره فوجد "مقرور" يقف جواره ..
سأل مسرور بصلف : من أنت .. وماذا تفعل هنا ؟
قال مقرور محدّثاً نفسه : يا إلهي .. ألم نكن موتى ..
دفعت كلمة مقرور في نفس مسرور بخوف مفاجئ ،
ارتعش دم مسرور في عروقه وعاد يسأل : ليس وجهك غريباً علي ، ألست الرجل الذي حاكمناه بتهمة الخيانة .. ؟
قال مقرور : نعم أيها السيد الأعظم .. ألست السيد الأعظم .. لقد حوكمتُ بتهمة الخيانة كما تقول .. كنتُ أؤمن بيوم القيامة .. وها نحن نقوم
من الموت ..
قال مسرور مكابراً : كنا نحلم أيها الأحمق .. كان هذا حلماً مخيفاً .. أين قائد الحرس ؟ .. أين كبير البصّاصين .. ؟
في قاع روحه .. تأرجح احتمال واحد بأن يكون مقرور صادقاً ، لعله مات حقاً ولم يكن ما رآه حلماً مخيفاً كما يظن ، إن مشهد الزائر الغامض الذي سقاه كأس الموت لم يكن حلماً ، كما أن مشهد العذاب في قبره كان أقسى من أن يكون حلماً .. يبدو أنه مات وقام من الموت .. أخافته هذه الفكرة أكثر مما أخافه أي شيء آخر ..وتأمّل مسرور ملامح مقرور وأحسّ بالندم فجأة .. هذا رجل مسكين لا يبدو عليه التآمر فكيف حاكمه بهذه التهمة وأمر بإعدامه .. لقد تسرع في الحكم عليه ، تسرع قليلاً .. لكن كيف كان له أن يصدّقه وكل التقارير التي تأتيه من وزرائه وقادة جنده كانت تؤكّد له العكس تماماً ..لاحظ مسرور أنه يسير .. كان هناك آلاف الموتى الذين بُعثوا من نفس القبر وازدحموا في اتجاه الفتحة التي توصل إلى الأرض ..
تساءل مسرور بينه وبين نفسه : إلى أين أسير مسرعاً هكذا .. ؟ من الذي أمرني أن أقوم .. ؟ أين ملابسي وقصري ؟ .. أين خدمي وجنودي ؟ .. من الذي أمرني أن أنهض ومن الذي يحرك أقدامي .. أين سلطاني .. ؟
خرجا من الشق وسارا على الأرض .. كانت الشمس تختلف عن الشمس القديمة .. كانت تقرب من الأرض وتحتضر في نفس الوقت .. دهم مسرور خوف غامض ، ولاحظ أن هناك اثنين لا يعرفهما يسيران أمامه وخلفه ، كان الذي يسير أمامه يقود الطريق دون أن يتكلّم أو يقول شيئاً وبدا له أنه يسوقه سوقاً ، أما الذي كان يسير خلفه فكان يبدو أنه ملتصق به مثل التصاق الشاهد بالجاني ..أدرك مسرور انه ليس حرّاً في السير كما يحب .. أدرك أنه مقبوض عليه .

انفجار البحر
توقّف مسرور فسأله السائق : لماذا توقّفت ؟
ردّ مسرور حانقاً : أين تذهبان بي ؟
لم يجبه السائق ، ودفعه الشهيد في ظهره وقال : ألا ترى أننا جميعاً مأمورون ؟ تحرّك فإنك تعطّل الطريق ..وعاد مسرور يسير ..كان مقرور يسير إلى جواره ، كانت حركة مقرور أبطأ قليلاً من حركة مسرور ولم يكن مقرور يزيد على قوله : يا إلهي .. يا إلهي ..كان يطمئن نفسه بالتشبث بذكرى خالقه .. كان مقرور هو الآخر قد أدرك أنه موضع حراسة جيدة من كائن يسوقه وكائن يمشي خلفه كظلّه ، والتفت مقرور لأحدهما وسأله هامساً : ماذا يحدث ؟
قال الكائن بودّ شديد : هذه بداية القيامة ..
قال مقرور : إذا كان هذا الهول هو بدايتها فكيف تكون النهاية ؟
قال له الكائن : أسرع قليلاً في سيرك ..وعادوا يسيرون ..كانت الأرض تمتلئ بالخارجين من القبور ، فوجاً بعد فوج ، وأمّة بعد أمّة ، وشعباً بعد شعب ، واختلط خروج الموتى بنهاية العالم الذي عرفوه ..
أشار أحد المبعوثين من موتهم وصرخ : انظروا إلى البحر ..اتجهت الأنظار إلى البحر .. كان البحر يحتضر بطريقته الخاصة ، إن هواءه العليل وموجه البارد يتحولان الآن إلى دخان وانفجارات كانت تمزّق صدر الهواء بصوتٍ راعدٍ مزلزل ..وبدأ البحر ينفجر ، إن كل ذرة من ذرات مياهه وكل نواة من نويات ذراته كانت تنفجر .. وهاهو الهواء البحري العليل يتحول إلى صهد ناري أزرق ، وهاهو الموج المائي يتحول إلى نار ..ووقف مسرور ومقرور وسط الحشد يتأملون ما يحدث .. كان هؤلاء يعرفون أن الماء يطفئ النار .. عرفوا هذه البديهية من حياتهم السابقة وصارت من المسلّمات .. وهاهو الأمر البديهي يسفر عن وجهه الآن ، إن الماء لا يطفئ النار الآن ، إنما يتحول إلى نار ..واندفع الحشد البشري مبتعداً عن البحر ..وتزايد عدد الخارجين من القبور .. كثر الخلق واحتشدوا وبدا أن الأرض تتشقق عن أجيال لا نهائية من البشر .. رجال ونساء وأطفال وشيوخ ، وجوه مختلفة وألوان مختلفة وألسنة مختلفة وتعبيرات من الروع مختلفة .. حشد هائل راح يتسع ويمتد ويستطيل ويكبر ..كانت هناك سلسلة من الجبال عند نهاية المشهد .. وكانت الجبال تعترض امتداد البشر وتزايدهم .. وصار مقرور ومسرور الآن نقطتين وسط هذا الحشد البشري الهائل .

نسف الجبال
اقترب الحشد البشري من الجبال ..كان مسرور مذهولاً تماماً من مشهد انفجار البحر وتحوّل أمواجه إلى نار ودخان ، أما مقرور فقد تأكّد الآن أنه كان ميتاً ثم بُعث من الموت .. لقد صدق مقرور إذن .
كيف استطاع رجل واحد أن يعرف حقيقة خفيت على نظام بأكمله ! واقترب مسرور من مقرور وقد بات يحسّ الآن بلون من الطمأنينة جواره ..
سأل مسرور : ما معنى ما يحدث ؟
قال مقرور : إنها القيامة .
قال مسرور معتذراً : لقد كنت على حق أرجو ألا تكون غاضباً بسبب إعدامك .
لم يردّ مقرور بشيء ، كان شعوره بالعجب أكبر من شعوره بالهول ، أما مسرور فلقد اعتبر صمت مقرور عداءً مضمراً فتحرّك بعيداً عنه ، في قاع روحه ، كان مسرور يوقن أن خطراً داهماً يحدق به ، ولقد حاول الإفلات أكثر من مرة من حارسيه وكان يميل فجأة جهة اليمين أو اليسار ثم يندسّ في الحشد البشري ويسرع السير ثم يجري ثم يعاود السير فيكتشف أن أحد حارسيه أمامه والثاني خلفه .
كانا يلتصقان به بشكل خفيّ ، وأدركه اليأس وفكّر أنه يجب أن يستعين بأحد ، لو كان قائد جيشه وكبير البصّاصين أو رئيس العسس معه الآن لتغيّر الموقف على الأقل .. كان يحس ببعض الأمن والأمان وراح يلتفت بوجهه بحثاً عنهما ، لكنه أدرك عقم المحاولة ، لقد كان يبحث كمن يبحث في البحر عن إبرة سقطت من سفينة .
وتكامل إحساس مسرور بأنه سجين يقاد وسط حشد هائل يُقادون مثله إلى أين .. لا أحد يدري .
اقترب الحشد البشري من الجبال فوقع أمر مدهش .
اقتلعت يد القدرة الخفية الجبال من مكانها ورفعتها أمام هذا الحشد الهائل وأخلت بذلك الطريق أمامه ليتّسع .
وارتفعت رؤوس البشر تنظر إلى الجبال ، راحت الجبال تمرّ مرّ السحاب ، ثم بدأت تنفجر انفجارات متتالية ، كل نواة صخرية كانت تنفجر كنواة وتؤدي إلى سلسلة انفجارات نووية لغيرها ، وتحولت الجبال إلى شيء يشبه الصوف المنفوش الذي تحوّل إلى دخان لم يلبث أن تبدد .. صارت الأرض قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً .. استوت الأرض حين نسفت الجبال فلم يعد فيها انخفاض ولا بروز ولا ميل ولا تعرّج ، ثمة امتداد واحد مستوٍ مخيف .
وانساحت كتلة البشر في المكان الذي خلا بموت الجبال .

حشر الوحوش

مادت الأرض حين اقتلعت أوتاده الجبلية ، مثلما تميد خيمة في الصحراء قد نُزعت أوتادها ، وتُركت وحيدة منفردة أمام رياح الصحراء الشتائية العاتية .. وتضارب البشر وتخبّطوا ومالوا مع ميل الأرض .. كان واضحاً أنّ الجبال قد نُسفت بشكل أباد مادتها من الوجود .. وكان واضحاً أن ما يحدث هو بداية لشيء هائل لم يحدث بعد .. وبدأ الحشد البشري يرتعش بنغم واحد هو الهول ..
قال مقرور لنفسه : رحمتك يا رب .. لطفك يا رب ..
أمّا مسرور فكان يحسّ بهول الموت يأتيه من كلّ جانب ، ولا موت هناك ولا راحة ..من شقوق الأرض كان البشر يخرجون ، ومن أرجاء الكون كان الجن يُحشرون ومن فجاج الأرض كانت الوحوش تخرج .
كان مشهد الجن وهو يتقدّم عن يمين البشر مخيفاً ، لقد ظهر هولهم بظهور صورهم الحقيقية ، ولكن هولهم لم يؤثّر في البشر ، فقد كان هول ما يجري هو العنصر الحاكم للموقف ، وبدا الجن في مما يجري حولهم في الكون الذي طالما تسابقوا بين كواكبه ولعبوا في خلائه ..وأقبلت كتلة الوحوش عن يسار البشر .. كان عدد الوحوش يزيد كل لحظة وهم يخرجون من الأرض ويسيرون وقد نكسوا رؤوسهم من الهول .. حُشرت جميع الوحوش ، أُسود ونمور وصقور ووعول وكلاب وخراف .. وأقبلت مجموعة من الأسود نحو مسرور .. توقف مسرور عن سيره وأدركه رعب غامض .. لقد اصطاد في حياته مجموعة من الأسود ، لعل من بين هؤلاء أحدهم وقد جاء ينتقم ..عبرت الأسود "مسرور" وتجاوزت مكانه وانطلقت تجري مندفعة ، لاحظ بين هذه الأسود وعلاً صغيراً كان يجري هو الآخر ، لاحظ أن الأسود لم تلتفت إلى الوعل كما أن الوعل لم يرهب الأسود ، كان واضحاً أن الهول النازل بالأرض قد حبس الوحوش عن صفاتها الوحشية .. أو أنساها صفاتها الغريزية .
وهاهو الأسد يجري جوار الوعل فلا يشتهي افتراسه ولا يفكّر فيه ولا يراه من فرط ما يحسه من هول ..وتصاعد الهول بحشر الجن والوحوش ..كان مسرور ومقرور الآن قد التصق بعضهما ببعض ، وبدأ مسرور يحس بلون من الخوف لم يعرفه قبل ذلك ..التفت إلى مقرور وسأله : كم لبثنا موتى .. أقصد كم لبثنا أحياء قبل الموت .. أقصد كم لبثنا أحياء وموتى ..
قال مقرور : الله أعلم .. إن إحساسي أننا لبثنا أياماً .. وربما ساعات.
لبثنا أحياء أياماً ..
ولبثنا موتى ساعات ..
لست أدري
لست ادرى
فجأة
غشي الجميع صمت مهيب
وتوقفوا لبدأ العرض علي الله
والحساب
إنتهت

مسرور ومقرور..الحلقة الرابعة


تحقـيق

تأمّل مسرور سجينه وضحيته وتأمّل مقرور الكرسي الذهبي الذي يجلس عليه خصمه وقاضيه السيد الأعظم ..وطغى على مسرور إحساس بالكراهية والازدراء ، بينما جاشت نفس مقرور بالدهشة من الثراء الذي يراه .
كانت مشكلة مقرور أنه يقف أمام السيد الأعظم حافياً .. وكان يحس أن دخوله عليه حافياً فيه ما فيه من سوء الأدب ، كان من المفروض أن يخلع نعله على باب السيد حتى لا يلوّث السجاجيد الثمينة التي وضعت على الأرض ، وكان مقرور آسفاً لأنه لا يملك نعلاً ، لقد أدركه الفقر بعد توبته فلم يعد يملك نعلاً .. وكان يحس أن السيد الأعظم سوف يسأله أين نعله ؟ هل يقول للملك أنه لا يملك نعلاً أم يصمت ؟صدق حدسه ..
تكلّم مسرور فقال لمقرور مؤنّباً :-أين نعلك ؟
قال مقرور : تركته عند باب كهف في جبل شرقي مصر .. ذاب النعل من يومها ، ومن يومها لم أستطع أن أحصل على نعلٍ آخر ..
قال مسرور : أنت متهم وأظن أنك لا تجهل تهمتك ..
فكّر مقرور سريعاً في التهمة ..كانت حياته في الأعوام العشرة الأخيرة تخلو من أي عمل خارج على القانون .. أو على الشرف .. لقد تاب منذ عشر سنوات .. أيكون السيد الأعظم يتحدث عن الأيام القديمة الشقية ..
أخرجه من أفكاره صوت الوزير الأول وهو ينتهره.-تكلّم أيها الكلب .. الأفضل لك أن تعترف اعترافاً كاملاً ..
قال مقرور : تريدون اعترافاً كاملاً ؟
قال مسرور : نعم .
قال مقرور : سأعترف للسيد الأعظم بكل شيء .. لقد كنت قاطعاً للطريق .. لصاً يعيش على الخمر والسرقة .. وكنت أرفل في الحرير والديباج ، وكانت النساء يترامين علي ، ثم هجرت هذا كله .. أعترف أنني مذنب .. لكن هذا كان منذ عشر سنوات كاملة.
قال مسرور معترضاً : لست أسألك عن قصة حياتك .
قال مقرور : عن أي شيءٍ يسأل السيد الأعظم ؟
قال مسرور : أسألك عن جريمتك الأخرى .. إن السرقة واعتراض الطريق لا تهمنا .. حدثنا عن جريمتك الأخرى ..
فكّر مقرور طويلاً فلم يجد شيئاً فقال لمسرور :-هذا كل ما عندي يا مولاي .

اعتراف

أشار مسرور بعينه إلى الجلاد فرفع الجلاد سوطه وهوى به على ظهر مقرور ، صفّر السوط وهو يخترق الهواء ، ثم هوى على ملابسه فمزّقها وترك خيطاً رفيعاً من الدم على ظهره .. فوجئ مقرور بنباح الألم في جسده ، ولكنه تماسك
وقال لنفسه :-من يدري .. لعل الله يكفّر بهذا الضرب عن سيئاتي القديمة.
مال كبير البصّاصين على مسرور وهمس في أذنه شيئاً فأشار مسرور إلى الجلاد أن يكفّ ..
التفت كبير البصّاصين إلى مقرور وسأله :-السيد الأعظم لا يسألك عن حياتك السابقة .. هذا شأن لا يعنيه .. إنما يسألك عن جريمتك الآن .. لا تراوغ إذا أردت أن تنجو .. ألا تريد أن تنجو ..
قال مقرور : أريد أن أنجو .. إن جرائمي كثيرة فعن أي جريمة تسألون؟
قال مسرور: أهم جرائمك .. ما هي أهم جرائمك ؟
قال مقرور : تقصيري مع الله .. لقد عشت عمراً كاملاً عبداً هارباً من الله ، ثم عدت إليه منذ عشر سنوات .. ما يدريني أنه قبل توبتي ؟ سوف أعرف إذا بُعثت من الموت ووقفت أمام الله هل قبل الله توبتي أم لا ؟ لكن هذه المعرفة عندئذ لن تجدي إذا كان الحق لم يقبل . هذه يا سيدي هي جرائمي ومخاوفي معاً ..
قال مسرور: أنت تعترف أن هناك إلهاً غير آلهتنا .. وتقول : إننا سنصحو من الموت .. ألم تقل ذلك ؟
قال مقرور : نعم ..
قال مسرور : بعد أن نتحول إلى ترابٍ يتطاير في الهواء ويتبدد مع الريح؟
ابتسم مقرور وهو يقول : ألا يعرف سيدي أن الله قادر على بعث الموتى .. لقد كنا أمواتاً فأحيانا الله ، ثم يميتنا ثم يحيينا .. هل يشك سيدي في هذا كله ؟ أين كان السيد الأعظم قبل أن يشرف الدنيا ؟ ألم يكن ميتاً وأحياه الله ؟
قال مسرور : المتهم لا يخفي خيانته .. أين سمعت هذا الكلام ؟
قال مقرور : من نبيّ بعث في الشرق .. كنت أضرب في الأرض حين قابلته .. لقد أضاء قلبي بكلماته وأدركتني التوبة من يوم لقائه .. لقد كان هذا النبي يا سيدي ..
قاطعه مسرور : اصمت .. التهمة ثابتة .. بماذا يحكم قاضي القضاة؟
قال قاضي القضاة دون أن يفكّر : المتهم بريء .. ما قاله النبي صحيح .
قال مسرور : لقد جنّ قاضي القضاة .. احرقوهما معاً .. أو انتظروا .

رؤيــا

سيق مقرور إلى السجن ، أمّا قاضي القضاة فقد أجبروه على شرب كأس قبل أن يغادر الإيوان ، فغادر المكان محمولاً على الأعناق .. وقيل : إن قاضي القضاة قد أحسّ بألم ثم سقط ميتاً .. وأرسل السيد الأعظم رسولاً خاصّاً من القصر لتقديم العزاء لأهل القاضي ، وتم تعيين قاضٍ جديد في المكان الشاغر .. وأسدل الستار على القضية برمتها
جلس مقرور في سجنه راضياً كل الرضا.لم يكن يصدق أنهم سيحرقونه ، سأل حارسه أكثر من مرة:-هل أنت واثق أنني سأحرق ..
قال الحارس : ليس لديّ أوامر أن أرد عليك .. إنني حارسك فقط ، ولست صديقاً يجاذبك أطراف الحديث ..ومكث مقرور في السجن فترة .كان حائراً تتعاقب عليه لحظات من السعادة والحزن .. كان يحدّث نفسه أنهم لو أحرقوه حقاً لكان معنى هذا أن الله قبل توبته وعفا عنه واختاره ليموت في سبيله ، وهذا يعني أن توبته قد قبلت .. لكن ماذا يكون الأمر لو أنهم كانوا يهددونه فحسب ، ولن يقتلوه ..إن هذا يعني أن توبته لا زالت في الميزان لم ترجح بها كفة القبول
لبث مقرور معذباً ثلاثة أيام .كان يطيل الصلاة ويسأل الله أن يريه علامة أو بشارة يطمئن بها لقبوله ..وفي الليلة الثالثة شاهد مقرور رؤيا عجيبة ..شاهد نفسه يسير في مكان وفير الخضرة يمتلئ بالأشجار والثمار والجداول ، وكانت أرض المكان من مسك ، وكانت أقدامه تسوخ في المسك فتتصاعد رائحة عطر مدهش .. وظل يسير ثم ظهرت له امرأة تشبه زوجته الأولى التي هجرها أيام الشقاوة .. وتقدمته المرأة حتى وصلا إلى سفح ربوة مخضرّة ..في قمة الربوة كان هناك قصر عجيب .. قصر أفضل من بيت السيد الأعظم مسرور ..
أشارت المرأة إلى القصر وقالت : متى تجيء إلينا
سألها : من أنت ؟
ولكنها قبل أن تجيبه اختفت واستيقظ من الرؤيا .. حدث حارسه في الصباح عمّا رآه
فقال الحارس:-المؤكد أنك ستموت اليوم .
لم يكن مقرور ليهتم .. كان طعم الرؤيا في فمه يغلب كل مذاق سواه .

موت مسرور

فرغ مسرور من عشائه وسخن رأسه من فرط الشراب فصحب قارورة الخمر إلى غرفة نومه وأشار إلى إحدى الجواري أن تسبقه ففعلت ..كان يدخل من باب الغرفة حين أحسّ بالدوار فجأة ، طنّت رأسه وتراخت أعصابه فسقطت زجاجة الخمر من يده إلى الأرض وتحطّمت .. واستند إلى الباب ولكنه أحس ألماً رهيباً في كتفه ، وجرى الألم من كتفه إلى يده إلى صدره ، والتف الوجع حول صدره كحزام من الذهب المحمي في النار .. سقط على الأرض فصرخت الجارية .. وامتلأت الغرفة بالجواري والحرس ، وتعاون الجميع على حمله إلى فراشه .
ووصل أمهر أطباء المملكة والتفوا حول فراشه .كان وجه السيد الأعظم محتقناً يميل لونه إلى الأخضر الذي توشيه الصفرة .. وكان يتنفس بشخير عالٍ كأن أحداً يذبحه ببطء ..
قال كبير الأطباء : السيد الأعظم غائب عن الوعي .. وهذه علامة سيئة
في الحقيقة لم يكن السيد الأعظم غائب الوعي .. كل ما هنالك أن وعيه كان في مكان آخر ، لم يكد يدخل غرفته حتى أحسّ بوجود زائر غريب فيها ، زائر بلا ملامح ، ولكن شيئاً في ملامحه كان يحمل ويلاً وبيلاً .
سأل مسرور : من أنت ؟
قال الزائر : جئت أسقيك كأساً فدع زجاجة الخمر من يدك .لم يكن أحد من البشر يستطيع أن يسمع الحوار ، إنما شاهدوا فحسب زجاجة الخمر تسقط من يده .قدم الزائر الغامض كأساً إلى مسرور ..
تساءل المحتضر دون أن يسمعه أحد :-أي شيء تحويه هذه الكأس ؟
قال الزائر : ألم تفهم بعد .. هذه كأس الموت .. لم يعد لك على الأرض غير ثوان قليلة .. هي بمقدار ما تشرب هذه .
قال مسرور منهاراً : لا أريد أن أموت .. ليس الآن .. أتوسل إليك .. خذ كل ثروتي مقابل شهر واحد .. أسبوع واحد .. يوم واحد ..
كشف ملك الموت عن وجهه فدخل مسرور في غمرات الموت .. كان يشرب كأساً مريرة ، وأحس أن روحه تنسحب من أقدامه مثلما يسحب المرء شجرة من الشوك انغرست في كومة من الصوف .. وبدأ ملك الموت يضرب وجه مسرور ..في الضربة الثانية كانت الروح تقاوم آخر الأبواب وهي تتلجلج في فم السيد الأعظم ..

موت مقـرور

حين كان مسرور يعاني سكرات الموت ، كان مقرور يقيد في عمود خشبي أعد في محرقة أشعلت لإعدامه .
في البداية أحس مقرور بالخوف وهو يوشك أن يدخل النار ، ثم فوجئ بوجود كائن غامض في قلب النار .
قال له الكائن : لا تخش شيئاً .. تقدّم مرة واحدة .. لن تحسّ بالألم .. لن تموت من النار ..
سأل مقرور دون أن يفتح فمه : من أنت ؟
قال الكائن : جئت أبشرك ..
قال مقرور : تبشرني بماذا ؟ .. أتكون أنت ملك الموت .
قال الكائن : نعم ..
قال مقرور : إذا كنت سأموت حرقاً بالنار .. فهذا يعني أن الله قبل توبتي .
قال الملك : لن تموت حرقاً بالنار .. إن أجلك ينتهي قبل أن تصل إليك النار .
قال مقرور محزوناً : كنت أريد أن أموت حرقاً في سبيل الله ..
قال الملك : لا تبتئس .. مرحباً بك في العالم الآخر ..
انكشفت بصيرة مقرور فجأة ، وعادت حواسه تستقبل عبق الريحان ، وأضاء وجه الملك وتهاوى جسد مقرور ميتاً وراحت روحه تتأمل جمال وجه الملك الكريم .
صاح جلاد المحرقة وهو يخاطب آمر السجن : لقد مات المحكوم عليه يا سيدي .. هل نحرقه ؟
قال آمر السجن : اسكب على وجهه قليلاً من الماء ليفيق من خوفه ، وأحرقه بعد ذلك ، ثم ادفنه في مقبرة السجن

نفس اللحظة

انتهى ملك الموت من انتزاع روح مسرور ، همدت حركة الجسد وأعولت إحدى الجواري فأمر الوزير الأول بطردها من الغرفة وصرف جميع الحاضرين واستبقى كبير البصاصين ورئيس العسس ، فلما خلت الغرفة من غيرهم
قال الوزير الأول :-سيقولون إن السيد الأعظم قد مات ، وهذا كذب ، الصحيح أنه خرج وسيرجع بعد فترة ، عليكما الآن بدفن جثته سراً في مقبرة السجن ، وليبق قبره المرمري خالياً ليعرف الناس أنه لم يمت
وفي جوف الليل ، حمل كبير البصاصين ورئيس العسس جثة السيد الأعظم في سرية تامة ووضعاها في مقبرة السجن حيث وضعت جثة مقرور من ثوان ..وأغلق عليهما القبر معاً .
وأعلن الوزير الأول أن الحكم مستمر باسم السيد الأعظم .

حساب مسرور

لم يكن مقرور بعد الموت يحس بشيء ، وكذلك مسرور .. وضع الموت حدّاً لإحساسهما بالحياة .. دخلا عالماً آخر مختلفاً تماماً ..لم يكد مسرور ومقرور يدخلان قبريهما حتى ارتد إليهما إحساسهما فجأة ، كان هذا الإحساس الجديد غريباً ..كان إحساساً بالحياة وإحساس بالموت معاً .. كان كل واحد منهما يدرك أنه مات ، ويدرك انه يحيا الآن فقط ..كان مسرور مذهولاً لما حدث .. لقد اختطفه الموت .. أي ويل وراءه .. لقد كان يتصور أن الموت فناء للإحساس ، وهاهو يكتشف الآن أنه إحساس مزدوج .. إحساس مضاعف .. رؤية بغير عين ، وشعور بغير مشاعر ..لم يكد مسرور يدخل قبره حتى انطبقت عليه جدران القبر فصرخ .. صرخة هائلة بدون صوت .. أخافت الصرخة البهائم في المنطقة فارتعش لها دمهم ..فوجئ مسرور بوجود اثنين في قبره .. أجلساه فجلس .. سقط كفنه من فوق كتفيه وجلس..
سأله أحدهما : من ربك ؟فوجئ مسرور بالسؤال ..
عاد الملك يسأله : ما دينك ؟ .. من نبيك ؟ ..
لم يرد مسرور بشيء .. عقد الخوف لسانه فلم يقل شيئاً ..أشار أحد الملائكة إلى الأمام وأمره أن ينظر ..نظر مسرور فشاهد بؤرة جحيمية من النار المشتعلة .. عاد دمه يتجمد من الرعب مرة أخرى ..
سأل مسرور : ما هذه .. ؟
قال المَلَك : هذه الحطمة ..
سأل مسرور بخوف : لماذا تريها لي ؟ ما شأني بها ؟
قال الملك : هذا بيتك في النار .. ألا يعرف السيد الأعظم بيته .. إنك لم تجب عن أسئلتي بعد ..
أحس مسرور أنهما يحققان معه .. وملأه هذا الإحساس بروع خفي .. حاول أن يجيب على الأسئلة ولكنه وجد نفسه لا يعرف جواباً لها ..لقد كان الذهب هو ربه المعبود ، أما دينه فكان هو الهوى ، أما الأنبياء فلم يسمع عنهم شيئاً إلا بوصفهم ثائرين .لم يدر أي شيء يقول ! وخشي أن يقول كلاماً يثير عليه محققيه فلزم الصمت ، وارتفع العذاب من جوف القبر وهوى عليه ..

حساب مقرور

أيقظ ملائكة الحساب "مقرور" وأجلسوه في قبره .. كان قد تحول إلى رماد ولكنه فوجئ بنفسه يجلس في قبره بينهما .كان إحساسه الغالب هو الخوف والدهشة .. لقد فقد الوعي حين أدخلوه المحرقة ، ثم لقي هذا الطيف في النار فحدّثه ألا يخاف ، ثم أحس لفح النار ثم غاب عن وعيه ..وهاهو يعود إلى الوعي ليفاجأ بوجود كائنين جليلين حوله ..
سأل مقرور : من أنتما .. ؟
قال أحد الكائنين ملائكة الحساب ..
ارتعش مقرور وسأل : هل قامت القيامة ؟
قال له الملك : لم تقم القيامة بعد . أنت في قبرك .. لقد جئنا نسألك ثلاثة أسئلة ..
-من ربك ؟قال مقرور : ربي الله خالق كل شيء .
سأله الملك : ما دينك ؟قال مقرور : أنا على دين جميع الأنبياء .. أسلمت وجهي لله .. مسلم أنا.
سأل الملك : ماذا تقول في النبي الذي قابلته في الشرق .. هل تؤمن بدعوته ؟
قال مقرور : نعم ..
سأل الملك : وتصدق أن الله أوحى إليه ؟
قال مقرور : نعم ..
أشار أحد الملكين إلى الأمام وقال لمقرور :-انظر أمامك ..
نظر مقرور فرأى الحديقة الخضراء والقصر العظيم اللذين رآهما في الرؤيا ..
التفت مقرور إلى الملك وسأل :-ما هذا أيها الملك الكريم ؟
قال الملك : هذا مكانك في الجنة .
سأل مقرور الملكين وهو يحس بفرحة طاغية :-هل قبل الله توبتي ؟
لم يجبه الملك ، وقال له أحدهما :-عد الآن إلى الموت بأمر الله ..
وعاد مقرور يتحول إلى الرماد الذي كان عليه قبل أن يسأله الملائكة .. وعاد يفقد وعيه ..فناء و ...مر عام .. ومائة عام .. وألف عام .. وألف ألف عام .. بليت الأجساد في قبورها وتحولت إلى تراب ، وامتدت المدينة إلى المقابر القديمة فصارت القبور مساكن ، ثم بليت المساكن وعادت قبوراً ، وتعاقبت دورة الحياة حتى نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض .. إلا من شاء الله ..فني الأحياء جميعاً وتكاملت عدة الموتى ..خلت من سكانها الأرض والسماوات فصاروا خامدين بعد حركتهم ، فلا حسّ يُسمع ، ولا صوت يهمس ، ولا شخص يُرى ، ولا كائن يدبّ على الأرض أو يعبر السماء ..صفرت الريح في الأرض التي خلت الآن من جنس البشر .. مات الخلائق وبقي رب الخلائق منفرداً بجلاله مستعلياً بأنواره قائماً بنفسه مستغنياً بذاته عمّن سواه ..قهر الموت كل حيّ .. وبقي الجبار الأعلى على عرشه سبحانه .. ومرّت أزمنة وأزمنة ..
ثم شاء الله تبارك وتعالى أن ينفخ إسرافيل في بوقه النفخة الثانية فأمره أن يفعل ..التقم إسرافيل البوق ونفخ فيه وهو يتمتم ..(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) .
كانت هذه النفخة أمراً من الله تعالى أن يبدأ يوم القيامة وبدأ أطول يوم في تاريخ الكون .
لقد عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان .
اليوم تموت السماوات والأرض والجبال ويستيقظ الإنسان من موته ليُسأل عن أمانته .
كان مشهد موت الكون رائعاً ورهيباً معاً ..بدأ اليوم بتحطيم القوانين الحاكمة للكون ، وانفراط عقد النظام المحكم الذي سيّر المجرات أحقاباً وأزمنة .. حين بدأ الكون يموت
صدر الأمر إلى الموتى المكلفين أن يقوموا من الموت ..لم يكد الأمر يصدر لهم حتى أطاعوا جميعاً ونهضوا من الموت ، كانت عظامهم قد تحللت وفنيت وصارت تراباً من تراب الأرض ، ودخلت أجسادهم ملايين التحولات والتبدّلات ، فمن لحم ودم وعظام إلى سيقان وردة إلى إبريق خزفيّ إلى فحم في باطن الأرض إلى ماسة مشتعلة إلى تراب ..كان كل شيء ينتهي إلى التراب ، رغم هذا كله ، لم يكد الأمر الإلهي يصدر إلى الموتى بالقيام من الموت حتى قاموا .. عادوا من العدم إلى الوجود كما قلبوا قبل ذلك من العدم .
ونهض مسرور ومقرور .
.............................
الحلقة القادمة الاخيرة: قيامة الموتي
ترقبوها

مؤامرة...الحلقة الثالثة


هدأت الأعصاب قليلاً بعد أن تراجع قاضي القضاة عن موقفه وعاد إليه حرصه ، وراح الضيوف يتبارون في السخرية من فكرة البعث أساساً .
وتناول قاضي القضاة كأسه ورفعها إلى فمه ، حاول جاهداً ألا ترتعش يده وهي تحمل الكأس ولكنه لم ينجح ..واستمع مسرور إلى الحوار الذي كان يسخر أساساً من فكرة القيامة والحساب والبعث ، وأحسّ مسرور باحتقار بالغ لما يجري
قال: أيها السادة ، أنتم تتحدثون كالصبية .. ماذا فعلتم لدفع الخطر؟
سأل الوزير الأول : أي خطر ؟تجاهل مسرور سؤال الوزير وتوجّه بنظراته إلى كبير البصّاصين ..
وسأله : ماذا قال الرجل .؟
قال كبير البصّاصين : قال إننا سنقوم من الموت ونقف للحساب أمام إله واحد ،
ابتسم مسرور وقال : هذا يعني أن الرجل ينكر آلهتنا .. وهذا يعني أن هناك مؤامرة واضحة ..تراجع الجالسون إلى الوراء قليلاً في مقاعدهم
وسقط عليهم قول مسرور كالصاعقة ..كان أسرعهم إلى الحركة هو رئيس العسس ...
قال –وهو يفكّر-: خطر لي هذا يا سيّدي .. وقد راقبنا "مقرور" أياماً متواصلة فلم نره يتصل بأحد ، ولا نما إلى علمنا أن أحداً يتّصل به .. ورغم ذلك .. فإننا لم نزل نراقبه ..إن الرجل يسكن في كوخٍ له باب أضعف من أن يصدّ الرياح .. ومن ثم فإن الباب مفتوح طول الوقت .. ونحن نراقبه من خلال الباب المفتوح .. المشكلة التي صادفتنا ، أو بمعنى أصحّ .. المشكلة التي فجّرتها هذه القضية في عقلي أنه ليس لدينا نحن العسس قدرة لمعرفة أفكار الناس ، وبالتالي فإننا لا نعرف كيف يفكّر مقرور .. ولن نخسر شيئاً لو انتظرنا .
قال مسرور : آه ، أنتم تريدون الانتظار حتى يشعل مقرور النار في نظام المملكة .. وهو النظام الذي اختاركم لتكونوا كلاباً لحراسته .. وهو النظام الذي يطعمكم ويؤويكم ويمنحكم سلطات هائلة من أجل حمايته ..أراكم تنتظرون حتى يتحرك مقرور ، بعدها تتحركون أنتم .. هذا يعني أن حركتكم قد صارت تابعة لحركته .

الحُكــم
صمت الحاضرون جميعاً حتى انتهى مسرور من كلامه .. ثم توالت اقتراحات الجالسين لعلاج القضية ..
قال الوزير الأول : فهمت أن هناك مؤامرة إذن ..
قال رئيس العسس : الرأي أن نسجن "مقرور" .
قال كبير البصّاصين : التهمة واضحة .. إشعال النار في نظام المملكة ، واحتقار الآلهة وازدراؤها ..
قال قاضي القضاة : القضية جاهزة للحكم ، هذه تهم عقوبتها الإعدام حرقاً ..ضحك مسرور فسرى إلى الجالسين إحساس بمرور الأزمة ، ولكن (مسرور) ضرب إحساسهم بالراحة حين عاد يقول :مازلتم تتحدثون كالصبية .. مؤامرة وتهمة وقضية وحكم .. إننا نلفت الأنظار إلى أهمية الرجل ، ونجعل منه شهيداً دون داعٍ ولا مبرر، الرأي السليم أن يموت هذا الرجل بحادثٍ مؤسف .. ينام نوماً ثقيلاً بعد أن يشرب كأساً من الماء ، ثم ينفتح باب كوخه بسبب الرياح فيقع المشعل ويحترق الكوخ .. ويحترق معه مقرور .. ويتم هذا كله بهدوء .. ودون ضجة .. وبغير إعلان وسوف يسجّل العسس أن الرجل أهمل إغلاق بابه وكان إهماله سبباً في موته ..
أحنى الجميع رءوسهم موافقين .. وأشار مسرور إلى الجارية التي تصبّ النبيذ أن تصب للضيوف كأساً جديدة .. وشرب الحاضرون نبيذاً في لون النار .. وبدأ سباق هادئ بين الضيوف في نفاق مضيفهم ..
قال الوزير الأول : لولاك لغرقت المملكة ..
قال كبير البصّاصين : ماذا كنا نفعل بدونك ، أنت ملهمنا دائماً .
قال رئيس العسس : لقد تلقيت الليلة درساً في مهنتي لا أظن أن تجارب العمر الطويل فيها قد لقّنتني مثله ..ووجد قاضي القضاة نفسه وقد جاء دوره ..
فتنحنح قليلاً ثم قال بصوتٍ معتذر : هذه أسرع قضية حكم فيها بالعدل .. لقد صدر الأمر بإعدام مقرور قبل أن ننتهي من العشاء .. لطالما شكا العدل من البطء ، اليوم يسبق العدل السرعة ..وهذا إنجاز في حد ذاته .

صــلاة
نهض مقرور من نومه وهو يرتعش .. كان باب الكوخ مفتوحاً فاتجه نحوه لإغلاقه .
فوجئ بكلبٍ أصفر اللون عسلي العينين يربض عند مدخل الكوخ .. هزّ الكلب ذيله حين شاهد "مقرور" ..
قال مقرور في نفسه :سبحان الله .. هذا ضيف أرسله الله تعالى إلينا .. فتّش بعينيه في زوايا الكوخ عن طعام فلم يجد غير إناء يمتلئ قاعه باللبن .. وضع الإناء أمام الكلب فنظر إليه الكلب بعينين شاكرتين وهو يهزّ ذيله ، ثم وضع بوزه في اللبن وراح يلعقه ..ترك مقرور الكلب يستكمل طعامه ودخل الكوخ .. غسل وجهه ويديه وقدميه وانخرط في صلاة عميقة .
قال مقرور لله وهو مستغرق في صلاته :اللهم اغفر لي تقصيري في عبادتك ، واغفر لي فقري وقلة إحساني للخلق ، وسامحني في حياتي القديمة ، وارحمني برحمتك يوم الوقوف بين يديك ..شفّت روحه وصَفَت وهو يصلّي ..وانحدرت دمعة من عينه فشقّت مجراها في أخدود صنعته الدموع في وجهه ..واستنشق مقرور رائحة غريبة لا عهد له بها .. رائحة عطر يشبه روح الريحان ، ولكنه ليس الريحان الذي يعرفه هو في الأرض .. وخُيّل إلى مقرور أنه ليس وحده في الكوخ .. وخُيّل إليه أن هناك وجوداً ما لكائنٍ غريب ..أراد مقرور أن يلتفت ولكنه كان يصلّي فخشي أن يفعل .
وفاض قلبه بشعور من الرضا المستطاب في الله .. تذكّر أخطاءه الماضية أيام كان قاطعاً للطريق ، وتذكّر توبته لله وإخلاصه له حين قابل هذا النبي الكريم أثناء رحلته في الشرق ..
وقال لنفسه :من يدري .. لعل الله لم يقبل توبتي ، ولعلي من الهالكين .. زاد بكاؤه وخرّ ساجداً .
رفع الكلب رأسه من إناء اللبن وراح يهزّ ذيله ويستمع لبكاء مقرور ..ووصل رئيس العسس وكبير البصّاصين وشرذمة من الجنود .. وراحوا يتأملون "مقرور" وهو ساجد يبكي من خلال الباب المفتوح ..

قبـض
أشار كبير البصّاصين إلى مقرور وهمس لرئيس العسس: ها قد ضبطناه متلبساً بالسجود لغير آلهتنا .. لماذا لم نقتله ونستريح .. ألم تكن هذه أوامر السيد الأعظم في المأدبة .. ألم يحكم عليه بقتلٍ يبدو حادثاً مؤسفاً .
قال رئيس العسس وهو يخافت من صوته : لقد غيّر السيد الأعظم رأيه ، استدعاني في الصباح التالي للمأدبة وأمرني باستحضار مقرور للقائه ..
قال كبير البصّاصين : أتراه لا يثق فينا .. أيريد أن يقتله هو بنفسه ؟
قال رئيس العسس : عقلك دائم الشك .. لماذا تظن ذلك ؟
قال كبير البصّاصين : هذه مهنتي .. ماذا ترى أنت ؟
قال رئيس العسس : أظن أن السيد الأعظم يريد أن يلهو قليلاً به قبل قتله ، ألم تر قطة وهي تلتهم فأراً .. هل تأكله على الفور أم تلعب به ساعات طويلة ؟
همس كبير البصّاصين : يريد أن يلهو به إذن .. قلبي يحدثني أن وراء الأمر كلّه شرّاً مستطيراً .. هاهو ساجد لا حول له ولا قوة .. لو قتلناه لانتهى الأمر ..
قال رئيس العسس بحزم هامس : الأوامر التي لدينا هي ضبطه وإحضاره .. نحن مأمورون في نهاية الأمر .. هل تقبض عليه أنت أم تترك لي هذه المهمة ؟
قال كبير البصّاصين : لا .. القبض مهمتك أنت .. أما استخراج الحقيقة فمهمتي أنا ، لن أتدخّل في مهمتك فلا تتدخل في مهمتي .. دعه لي إن لدي ألواناً من العذاب تجعل الحجر يعترف بكل شيء
كان مسرور يجلس في إيوانه للحكم بين الناس حين دخل الحارس وأعلن عن وصول المتهم ، أمر مسرور بإخلاء الإيوان ، فخرج الجميع باستثناء الوزير الأول وقاضي القضاة والجلاد .. بعد قليل دخل كبير البصّاصين ورئيس العسس وهما يمسكان "مقرور" ويحاولان معاونته على السير في سلاسله الحديدية، تأمل مسرور "مقرور" ..
كان مقرور يرتدي ثوباً قد اهترأ في كثير من مواضعه حتى ظهر لحمه من تحته ، وكان حافياً قد اغبرّت قدماه من تراب الطريق .. وكان وجهه شاحباً ومطمئناً في نفس الوقت .. وكانت عيناه الصافيتان العميقتان تعكسان في أعماقهما دهشة بالغة ..تأمّل مقرور الجدران التي صنعت من خشب الصندل المنقوش بالذهب وزادت دهشته .
............................................................
الحلقة القادمة(4):تحقيق
ترقبوها

العشاء الأخير..الحلقة الثانية


نفس الوقت

جلس مسرور أمام مائدة العشاء في قصره.جدران القصر من حجر الجرانيت اللامع المصقول ، وأرضه من المرمر الفضي الشاحب ، وسجاجيد العجم تتناثر على الأرض كيفما اتفق .. وبإهمال يكشف عن ذوق مترف ..أما مائدة العشاء فكانت من حجر الجاد الكريم ، أما أقدام المائدة فقد صنعت من الذهب الخالص ..كانت الأطباق من الذهب ، أما الكؤوس فمن زجاج نادر أغلى من الذهب ، وكان مسرور يجلس في صدر المائدة على كرسي ذهب أُلقي عليه فراء ثعلبٍ ضخم ..كان وجه الثعلب طويلاً "ببوزه" الممدود ، وكان الفراء يبعث بمجرد وجوده على الدفء ..انحنت الجارية وصبّت لمسرور كأساً من النبيذ .. كان النبيذ جيداً توحي رائحته بحقلٍ كاملٍ من العنب ..ودارت رأس مسرور فالتقط قطعة من لحم الطاووس المشوي وراح يمضغها على مهل ..كان لا يفكّر في شيء ..وراحت الرياح تصفر حول قصره ولكن الرخام المصقول كان يتأمّل الرياح بنظراته الجليدية غير العابئة ..
قال مسرور وهو يتأمّل ميل الأشجار في حديقة قصره من خلال نافذته الكريستال :-يبدو أن شياطين الرياح قد أُطلقت من عقالها .. قال كلمته وضحك..واهتز المدعوون إلى مائدته بالضحك مجاملة له .. وعاد مسرور إلى سمومه وابتلع جرعة أخرى من نبيذٍ في لون الورد فأحسّ أن رأسه يثقل ..
رفع رأسه وسأل الحاضرين:-هل تعرفون كم أنا غني؟
تطلعوا إليه بعيون مستخذية يوشيها التلهّف:-لا نعرف .. حدّثنا أيها السيد العظيم.
قال: إن كل ثانية تمرّ .. ومع كلّ حبة رملٍ تسقط من الساعة الرملية .. تزيد ثروتي مائة جنيهٍ من الذهب ..شهقوا من الدهشة..وعاد الباب ينفتح في كوخ مقرور.

المأدبة

مدّ مسرور يده ووضع كأس النبيذ.كان يعرف أن الخطيئة التي تملك نثر الذهب وهي تمضي في طريقها ، تستطيع أن تبلغ هدفها آمنة مطمئنة ، بل أنها ستجد في النهاية من يطلق عليها أوصاف الفضيلة ، وربّما وجدت من يُلبسها تاج الشرف.
كان مسرور يعرف هذا كله ، وبالتالي فلم يكن لديه ما يقلقه ، على العكس ، كان يحسّ بلون من ألوان الكبرياء العميق ..لم يكن منبع كبريائه أنه غني ، أو أنه يكسب مع كل ثانية تمر مائة جنيه من الذهب ، وبالتالي تزيد ثروته كل يوم ثمانية ملايين من الجنيهات الذهب ، لم يكن هذا سرّ كبريائه ..كان عقله هو سرّ كبريائه وسرّ سعادته وشقائه معاً .. كان يحسّ أن ثروته مخبوءة في مكان ما في عقله ، ولقد صرّح في أكثر من مناسبة أنه أوتي ماله بسبب علمٍ خاص عنده .. هذه المقدرة الخارقة على تثمير المال وتكثيره كانت قناعته وإيمانه ، كان مؤمناً بنفسه .. وكان يحسب كم يكسب في اليوم وفي الشهر وفي العام ، ولكنه –من فرط ثرائه- لم يكن يعرف قدر ماله الأصلي ، وكان فشله في حساب رأس ماله الأصلي يجعله يحس بالعجز وانحصار مملكته ، كان يندب حظه إذا خلا بنفسه ، وكان يحلو له ساخراً أن يحدّث نفسه عن فقره ، كان يرى أن الغني هو الذي يستطيع أن يحسب ثروته ، أما الفقير فهو واحد من اثنين: إما رجل لا مال لديه ، وهذا غبي يستحق الحرق .. أو رجل أرباح ماله أكبر من قدرته على الحساب ، وهذا بائس يستحق المواساة .. وكان يعتبر نفسه بائساً يستحق الشفقة ... لم يكن يفصح عن هذه الحقيقة لأحد ، إنما احتفظ بها سرّا ودفنه في قلبه ، ورتب عليها نتيجة بدت له منطقية تماماً.مادام هو يستحق الشفقة ، فإنه لم يكن مستعدّاً لأن يواسي أحداً في المقابل ، إن شفقة القلب أو الحنان يمكن أن تدفع الإنسان لإعطاء قرش لفقير ، هذا القرش هو بداية الثغرة في أيّ ثروة ، لأن بلايين الجنيهات ليست إلا قروشاً قد تراكمت ، فإذا فرّطت في قرش واحد منها انقطع خيط العقد وسقطت حباته وتناثرت .. وهذه بداية النهاية لضياع أي ثروة.
ينبغي أن يوضع كل قرش في مكانه ..لقد دفع مسرور من قبل ثمانية ملايين من الجنيهات الذهب لشراء مسحوق أضيف إلى نبيذ الملك فمات وهو نائم ، وحملت ملايينه إلى العرش ملِكاً بلا عقل ، كان مسرور ه عقله .. هذه نقود وُضعت في مكانه الصحيح ..خرج مسرور من ذاته وراح يتأمّل ضيوفه.

حوار

كان يستضيف الوزير الأول ، وقاضي القضاة ، وكبير البصّاصين ، ورئيس العسس .. ولاحظ مسرور أنهم يتحاورون حواراً ساخناً فأنصت لهم ..
قال الوزير الأول: هل قال إننا حين نموت ونستحيل إلى تراب سنعود فنستيقظ من الموت ونقف أمام الله ونُحاسب ؟
قال قاضي القضاة : نعم ..تدخّل مسرور في الحوار وقد اخترق وجدانه خوف غامض ..
سأل مسرور قاضي القضاة : من الذي قال هذا ؟
قال القاضي : مقرور ..
سأل مسرور : أيّ شيءٍ هذا ..؟
قال رئيس العسس : هذا رجل فقير يعيش في كوخ عند أطراف المدينة .!
سأل مسرور : هل هذا كلامه ...؟
رد كبير البصّاصين : لا .. قال إنه سمع هذا الكلام من نبيٍّ في الشرق ..
قال مسرور : نبيّ في الشرق .. أي نبيّ هذا ؟
قال كبير القضاة : لم يقل أي نبي ..
ضحك مسرور ساخراً وقال : هذا رجل مجنون ، إنه يتصوّر أن أجساد الناس ليست من تراب وإنما من ذهب ، من الذي يعبأ بإعادة استخراج تراب الناس من باطن الأرض ، هل هم ذهب ؟
ضحك كبير البصّاصين ورئيس العسس والوزير الأول ، وابتسم قاضي القضاة وقال كالمعتذر :-من يدري .. لعل ما يقوله الرجل صحيح ..
قال مسرور هل تصدق أنت أننا ذا كنا عظاماً وتراباً يتطاير في الهواء ، هل تصدق أننا سنبعث ؟
قال قاضي القضاة : من يدري ..
قال مسرور : أنت لا تصلح أن تكون قاضياً للقضاة ..
توقفت حركت الضيوف وساد وجوم موحش .. كان واضحاً أن قاضي قد عُزل من منصبه بهذه الكلمة الغاضبة ..جمدت يد قاضي القضاة باللقمة التي كانت في طريقها لفمه .. أعاد يده ووضع الطعام في طبقه وظل صامتاً يرتعش ..
ثم استجمع أطراف نفسه وقال:-سيدي مسرور .. أنا لم أقل إنني أصدّقه .. قلت فقط من يدري .. لم أكمل كلامي بعد .. كنت أريد أن أقول من يدري لعله كاذب .. لقد أضاء سؤالك في القضية عقلي .. هو رجل مجنون بالقطع .. من يدري لعله محموم أو مريض ..
..............................................
الحلقة القادمة(3): مؤامرة
ترقبوها

مسرور ومقرور..الحلقة الاولي


رائعة الكاتب احمد بهجت
في قديم الزمان ، وحاضر العصر والأوان ، عاش رجلان مختلفان .. كان اسم أحدهما "مسرور" والثاني اسمه "مقرور" ومثلما يقع في الحياة أن يكون للناس من أسمائهم نصيب .. كان لمسرور نصيب ، ولمقرور نصيب ..أما مسرور فكان أغنى رجل في المدينة .. وأقوى رجل في المملكة .. ولم يكن غناه يشبه غنى قارون .. كان أقل منه بمقدار مفتاح أو مفتاحين .. كانت كنوز قارون توضع في صناديق وغرف لها مفاتيح وكانت مفاتيح كنوز قارون لا يستطيع حملها إلا عصبة من الرجال .. سبعة رجال مثلاً أو ثمانية ..كانت مفاتيح كنوز مسرور يحملها ستة رجال فقط .. أما مقرور فكان فقيراً لا يملك مفتاحاً لباب كوخه الخشبي الذي ورثه عن جده ، وكان يكتفي في ليالي الشتاء بأن يضع قطعة من الحجر وراء الباب لتسنده.وقد بدأت أحداث قصتنا ذات ليلة شتائية عاصفة .. وقد دأب كثير من الكتّاب على أن يكتبوا في بداية روايتهم أن أسماء الأبطال والأحداث التي سيقرءونها لم تقع إلا في خيال المؤلف ، وأن أي تشابه بينها وبين أسماء الأحياء هو تشابه غير مقصود .. ماذا نكتب نحن في بداية قصتنا ؟سنقول إن أسماء الأبطال خيالية .. وإن أحداث القصة حقيقية ، وإن هذه الأحداث لم تقع بعد ولكنها وقعت بالتأكيد أو ستقع بالتأكيد ..وهذا كله محيّر جداً .. رغم أنه حقيقة ..أين كنّا .. ؟ليلة شتائية عاصفة ..انحدرت السحب الملبّدة فحجبت نور القمر الشاحب .. وهبّت الرياح بعنف وهي تعول في صفير يدفع الشؤم لأقسى القلوب .. وانفتح باب مقرور الخشبي بعد أن نجحت الرياح في زحزحة قطعة الحجر التي وضعها لتسنده .اندفعت الرياح في الكوخ فأطفأت الذبالة التي كان يوقدها مقرور ، وجَلَدَت عظامه فارتعش .. ومن ثم نهض مسرعاً من تحت فروة الخروف التي كان يغطي نفسه بها ، وأسرع نحو الباب وأعاد إغلاقه ووضع قطعة الحجر وراءه .. وأسندها بقدمه العارية قليلاً وانتظر حتى هدأت الرياح وعاد يرتعش إلى فراشه ..
...................................................................................................
الحلقة القادمة "العشاء الاخير"...ترقبوها

سخرية


Ironically known
to be on board the aircraft
all of them dancing to the music of the h & b
that all its members died in a plane crash
!!of the same type and same time

عمرو خالد..الظاهرة وليس الشخص




الي صديقيا العزيزين
مالك ومحمد
لم نستكمل الحوار الذي بدأناه في الميكروباص
عن الظاهرة"عمروخالد" ادعوكم الان الي حوار هادئ
قابل للنقد والرد..شريطة ان يتقيد بالمنطق والدليل ويبتعد عن المشاعر والعواطف
فهلم بنا
ماهى أوجه التشابه بين أحمد زويل وعمرو خالد؟
الجواب فيما أتصور يتمثل فى أنهما كلاهما مصرى من حيث المولد والنشأة، وكلاهما عربى من حيث اللغة والميراث الثقافى، وكلاهما مسلم من حيث الديانة، وكلاهما قدم إنجازا ناجحا رغم تباين المجال الذى قدم فيه كل منهما إنجازه الخاص، وكلاهما أيضا لقى حفاوة عالمية عندما تم توظيف إنجازه المتميز داخل إطار الخطاب الأمريكى، فأصبح الإنجاز يبدو وكأنه منذ البداية جزء من مفردات ذلك الخطاب .
ولتوضيح العبارة السابقة نقول إن إنجاز أحمد زويل يقع كما هو معروف فى مجال الكيمياء، و على وجه التحديد فى مجال الفيزياء الكيمائية حيث بدأت تلتفت الأنظار إلى أبحاثه فى أعقاب حصوله على جائزة وولف للعلوم ( الممولة أمريكيا)، والتى كان الإعلان عنها فى عام1992 قد صاحبه شرط غريب وهوألا تمنح الجائزة إلا لمن يقبل أن يحضر بنفسه حفل تكريمه فى إسرائيل!! ، ...ورغم غرابة هذا الشرط فإن المرء لا يحتاج إلى جهد على الإطلاق لكى يتبين أنه ينطوى على رسالة واضحة ومحددة للعلماء العرب على وجه التحديد ، (بالنسبة للعلماء غيرالعرب لا توجد مشكلة تحول بينهم وبين الحضور المطلوب، خاصة وأن أغلبهم لا يعرفون التفاصيل الحقيقية لذلك التاريخ الدموى البشع الذى تم من خلاله انتزاع الأرض العربية وذبح أصحابها أوطردهم لكى تقوم دولة إسرائيل )، إنها رسالة واضحة تقول للعلماء العرب أو للعلماء ذوى الأصل العربى :ـ " نريدكم أن تحضروا حفل تكريمكم فى البيت الذى اغتصبناه منكم ومن ذويكم ثم جعلناه قلعة من قلاع العلم ، نريدكم أن تحضروا، لكى يكون هذا مباركة ضمنية من جانبكم لما فعلناه، واعترافا منكم برسالتنا الحضارية فى النهوض بالعلم والتكنولوجيا، وبالتالى إقرارا من جانبكم لحقنا أن نعيش فى بيتنا الجديد فى سلام بدلا من أولئك الإرهابيين الذين ما زالوا يتربصون بنا على الأبواب ويهددون أمننا وسلامنا، ويحاولون العودة مرة أخرى إلى ما يعتبرونه بيتهم لكى يملئوه تخلفا وظلاما بعد أن ملأناه نورا وعلما "، ونعود إلى أحمد زويل الذى وجد نفسه فى عام 1992 فى مواجهة ذلك الشرط الذى اشترطه معهد وولف، ولا نقول إنه حينذاك وقع فى الفخ الصهيونى لأنه أذكى من أن يقع فى فخ، فضلا عن أن العرض لم يكن فخا!، ولكنه كان أقرب ما يكون إلى الصفقة التى تقول بوضوح : ـ إذا أبديت حماسك لحضور حفل التكريم فى إسرائيل فسوف تحصل على الجائزة ، وأهم من هذا فسوف تسلط الأضواء على أبحاثك القيمة! ،وسوف ينفتح أمامك الباب لجوائز أكبر ( نوبل مثلا)، وكل ما هو لازم لذلك ـ بالإضافة إلى نبوغك ـ هو قدر من الحماس للذهاب لإسرائيل والإشادة بفضلها ورسالتها، وإياك إياك أن تفعل ما يفعله بعض الحمقى أو الخونة من الأمريكيين من أمثال ناعوم تشومسكى أو إدوارد سعيد الذين يدينون إسرائيل بمناسبة وبغير مناسبة بدعوى انتهاكها لأبسط مقتضيات الحق والعدل، إياك إياك ..فإن هذا كفيل بإغلاق كل أبواب المستقبل المشرق فى وجهك"...، فإذا ما تركنا أحمد زويل وانتقلنا إلى عمرو خالد، وجدنا أن حالة عمرو خالد فى هذا المجال أقل وضوحا من حالة زويل وأكثر مدعاة للبس والتأويل، فقد قبل زويل الصفقة وهو يعلم على الأرجح أنها صفقة ، وتقبل جائزة وولف ومن بعدها جوائز أخرى، وهو يعلم أنها فى جزء منها على الأقل مكافآت على موقفه السياسى وليست تكريما خالصا لنبوغه العلمى ، وبوجه عام يمكن القول بأن زويل قد حسم خياراته بشكل واضح منذ البداية، فهو مع اعتبارات التقدم حتى لو تعارضت مع اعتبارت العدالة أو الكرامة، وهو مع الهوية الأمريكية حتى لو تعارضت مع الهوية المصرية أو العربية أو الإسلامية.... أما حالة عمرو خالد فليست بهذا القدر من الوضوح الذى يسوغ لنا القول بأنه قد حسم خياراته لصالح وجهة النظرالأمريكية والصهيونية ، ..ذلك أن إنجازه يتمثل أصلا فى أنه استطاع أن يحشد حوله جموعا من الشباب، ومن الكبار أيضا، حول فكرة جذابة، وهى كيف يمكن أن تكون مسلما عصريا مستهديا فى ذلك بأخلاق الرسول والسلف الصالح،.... والمسلم العصرى كما يقدمه عمرو خالد هو ذلك الذى يهتم بصناعة الحياة والتنمية والتقدم، وينبذ الحقد والكراهية والهدم ،... وهى فكرة رائعة فى جوهرها ، لولا أن المتابع لعمرو خالد يتبين له أنه يغفل أو ينسى دائما شيئا هاما، وهو أن صناعة البناء والتقدم لا تتأتى فى ظل مناخ من الفساد والإستبداد ، ومن ثم فإن النضال من أجل البناء والتنمية لا ينفصل عن النضال ضد الفساد والإستبداد، ولا ينفصل كذلك عن النضال ضد قوى الظلم والهيمنة العالمية التى تدعم قوى الإستبداد الداخلى،... المتابع لعمرو خالد سرعان ما يكتشف أنه يتجنب دائما أن يشير ولو بمجرد الإيماء إلى أن هناك شعبا عربيا قد طرد من وطنه ، وإلى أن هناك دولة كبرى فى هذا العالم هى الولايات المتحدة تحرص على ضرب أية حركة تنموية عربية أو إسلامية يمكن أن تكون فى الآن أو فى المستقبل تهديدا لإسرائيل ، إنه يستخدم مفردات: التنمية ، والبناء ، والتقدم،....الخ، تلك المفردات التى نستخدمها جميعا ، والتى أيضا ـ وياللمفارقة ـ تستخدمها أمريكا ، ولكنها تريد بها شيئا آخر غير الذى نريده!! ، ...فعندما تتكلم هى عن البناء، فهى تقصد على الأرجح أن يشتغل العرب بنّائين لدى المقاول الأمريكى !،.. وعندما تتكلم عن نبذ العنف، فهى تقصد أن يتوقف المقاومون فى فلسطين ولبنان عن مقاومة الإحتلال الإسرائيلى، والمقاومون فى العراق عن مقاومة الإحتلال الأمريكى ،... وعندما تتكلم عن الحوار الحضارى فهى تقصد أن يمد المذبوحون أيديهم لمصافحة ذابحيهم ، وأن يتقدم اللاجئون بالشكر إلى من طردوهم من ديارهم، وأن يتحاوروا معهم حول أفضل الطرق للتكيف مع أوضاعهم الجديدة كلاجئين!، وعندما تتكلم عن التسامح فهى تعنى أن يكف المسلمون عن الغضب لمجرد أن صحيفة دانيمركية قد اختارت نبيهم بالذات لكى تصفه بأنه إرهابى ، ثم رفض القضاء الدانيمركى أن يدينها فى ذلك ( ترى هل كانت الصحيفة سستتجرأ على وصف نبى الله موسى بأنه مثلا : "النبى القاتل"، ؟؟..بالطبع نحن المسلمين لا نسمح لأنفسنا بأن نصفه بمثل هذا الوصف لمجرد تورطه فى قتل تم على سبيل الخطأ،... لكن تصوروا ماذا كان سيحدث لو أن صحيفة دانيمركية قد تطاولت على موسى بقول كهذا، أو تطاولت على أتباع موسى بأى شكل من الأشكال ؟؟ .. إنها كانت على الأرجح سوف تلقى جزاء رادعا ، وما كان الصهاينة ليسمحوا بعقد مؤتمر للحوار معها أو مع غيرها ، قبل أن ينالوا الترضية اللازمة ، إنهم لم يكونوا ليسمحوا بمثل ذلك المؤتمرا لأنه ـ وبغير الترضية المسبقة لهم ـ لن يقصد منه سوى إخراج الصحيفة من ورطتها قبل أن تتحمل تبعاتها الأخلاقية، وهذا هو على وجه التحديد ما دفع بعلماء المسلمين جميعا إلى مقاطعة المؤتمر الذى عقد فى أعقاب قيام إحدى الصحف الدا نيمركية بالإساءة إلى مشاعر المسلمين ، قاطعوه جميعا ما عدا قلة قليلة كان أبرزها هو عمرو خالد !!... وربما منذ تلك اللحظة على وجه التحديد بدأ خطاب عمرو خالد يتخذ دلالات مختلفة رغم عدم تغير مفرداته الأساسية، ..ذلك أنه عندما استمر فى استخدام مفردات قاموسه المعهود ، وهى مفردات رائعة لا غبار عليها فى حد ذاتها إطلاقا ، لم يلتفت على الأرجح إلى أنها قد وضعت ـ أو بالأحرى وظفت ـ فى سياق جديد ، هو السياق الأمريكى ، وإنه لسياق يضفى عليها من المعانى والدلالات غبارا وأى غبار.

وانت اخبار جزمتك ايه؟!..الحلقة الاخيرة


عدنا
استعجال المراحل
إن التأني صفة يحبها الله تعالى ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس إن فيك لخصلتين يحبهما الله تعالى الحلم والأناة، فمن غرر بنجاحاته التي ربما لم تكتمل سعى ليضع رجله في العتبة التي بعدها وربما أدى ذلك إلى سقوطه، وكما يقولون قدر لرجلك قبل الخطو موضعها، فمن عرف قيمة ما حقق من النجاح وثقله استطاع تحديد الخطوة القادمة بنجاح لتتواصل النجاحات.
زراعة اليأس
إن كثير من الناس لتفاؤلهم غير المنضبط يحمل راية تضخيم الإنجازات، وتسليط الأضواء أكثر مما يجب على النجاحات، ثم يعطي على ضوء هذه النجاحات التي لم تصل إلى ذلك المستوى الوعود ويطلق لآمال الناس العنان ثم لما ينكشف الغطاء عن هذه النجاحات وحجمها الحقيقي وصعوبة تحقيق تلك الآمال على ضوئها بل أحيانا قد يفقد هذا النجاح الصغير بسبب تضخيمه فيحدث ذلك في النفوس حالة من اليأس يصعب محوها.
فقد الثقة بالنفس، فإن من وضع آمالاً عراضاً على نجاح ليس بذلك السقف يوشك أن تبين له الحقائق كما قيل:
ستعلم إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أم حمار
فيعلم من ظن نفسه على فرس أن ما تحته حمار وليس ما كان يؤمل فيحدث ذلك عند الكثيرين من زعزعة الثقة في النفس والإحجام ما يكون له الأثر السيئ، بل ربما كان الفشل عائقاً عند الكثيرين عن تحقيق النجاحات فيما بعد.
الاستعجال وترك التأني
فإن كثيراً ممن لا يحسنون تقييم النجاحات يبنون على تقييمهم الفاسد أفعالاً فتكون عاقبة أمرهم بعد ذلك خسراً لفعلها، والسبب في ذلك سوء التقييم لنجاح بنو عليه من التصرفات مالا يصح أن تبنى عليه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة"، وكثير من النجاحات تحولت إلى فشل ووبال وعادت بنتائج عكسية لما أسيء تقييمها.
فلننظر بعين الإنصاف إلى أنفسنا وإلى من نحب، ولنعلم أنه ليس من البر في شيء إهداء أحبتنا أحذية لاتناسب أقدامهم!
................................
ان شاء الله سنستكمل معاً إبحارنا في موضوع(كيف تتكون الشخصية؟)
Are you ready؟

يحي بين القدس وليلي


أهلاً يا شباب
في ليلة وانا في طره لاند
بين نزلاء السويت الذي كان يغلق علينا
منذ السادسة مساءاً حتي السابعة صباحاً
اوي الجميع الي فراشهم-البورش- يحلمون بيوم الحرية
وقع في يدي هذا الشريط
يحي بين القدس وليلي
اغمضت عيني
وغادرت المكان
فقضيت معه احلي ليلة..في الركن الخاص بي
بصحبة الوكمان وانا اتصور النجوم تتلألأ في سماء طره لاند
اعلم ان الزنزانة ضيقة ونصيبي منها اضيق
لكن روحي تحررت خارج المكان وبسطت اجنحتها وطارت
الي اعلي ..وحلقت..ما استطاع سجان ان يمنعها
وكيف يفعل..وهو لايري ما اراه
ولا يدري ما اعلمه
مساكين هؤلاء السجانيين..يقضون حياتهم خلف قضبان المادة
وارواحهم تتعذب..وتضيق اجسادهم عليها شيئاً فشيئاً
حتي تنزوي..وتتلاشي..ويبتلعها السديم الابدي
نجوم كثيرة من حولي وانا احلق
نجوم كحبات اللؤلؤ علي سجادة مخملية من القطيفة غارقة في السواد
اضواء زرقاء ساطعة..وبيضاء لامعة..مهرجان من الاضواء
التي تملأ جنبات الكون من شرقه الي غربه
كانت ثمة ملائكة لا اراها لكن اشعر بها تسبح وتبحر معي
تبتسم لي تمنعني من السقوط تارة..وتارة تدفعني نحو الافق البعيد
و....أذن الفجر
ادعكم الان تحلقوا في سماء الشريط
أعلي نقاء بحجم (109ميجا)اضغط هنا من فضلك
نقاء جيد جدا بحجم (54ميجا)اضغط هنا من فضل
نقاء جيد جدا بحجم ( 28 ميجا)اضغط هنا من فضلك
نقاء متوسط بحجم (18ميجا) اضغط هنا من فضلك

وانت اخبار جزمتك ايه(2)؟!!


عدنا

فتهويل وتضخيم ما نحقق من نجاحات هو في الحقيقة ثوب أوسع من أبداننا أو حذاء أكبر من أقدامنا، ولن نجني منه غير الضيق والعنت، وأي خير يرجى مع فساد التقدير، أوسوء التقييم.
إن أقل ما ينتج عن هذا التهويل في نجاحاتنا، أو فشل أعدائنا، زراعة الإحباط بعد أن ينكشف الغطاء فنجد طموحاتنا تعلقت بالسماء وعلت على الجوزاء ونحن لم نجاوز بعد إحدى مآذننا.
فهذا يوسف عليه السلام عين وزيراً للمالية بعد انجلاء المحنة فلم يسارع إلى الإرسال في طلب أبيه الذي كان يتقلب حرقة على فقده حتى كاد يهلكه الحزن عليه (قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين)، واستمر يوسف عليه السلام في هذا المنصب مده الطويلة وهي أعوام العمل والدأب وأعوام الجدب والقحط كما قال الله تعالى عنها: (قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون، ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)، إذاً مضى نحو عقد من الزمان ويوسف الكريم صاحب القلب الشفيق لم يرسل في طلب أبيه! بل لم يحدث ذلك إلى أن جاء إخوانه ثم رجعوا ثم عادوا مرة أخرى لتنتهي فصول تلك القصة باجتماع الشمل، (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً)، إن ذلك التأخير لم يكن من يوسف عليه السلام جفاءً حاشا وكلا ولكنه تريث العاقل وتأني اللبيب الذي لا يضخم ما حصل له من نجاح ولا يعطي نفسه أكبر من حجمها، أو يسيء تقدير نجاحاته إنه يرى نفسه دائماً محتاجاً لمزيد من النجاحات حتى يكون الطريق آمناً للتحقيق الرغبات الخاصة والعامة.
إن كثير من الناس يبلغ به تهويل النجاح ولو كان قليلاً فيحسب أنه بلغ نهاية المطاف، ومن ذلك ما تسمع من بعض الناس، أن مقاومة المحتل في العراق مثلاً قد حققت من النجاحات كذا وكذا وأن رحلتها القادمة إلى القدس الشريف، ويهول بعضهم من ذلك إلى الزعم أنها خاتمة المطاف لهيمنة أمريكا واستبدادها.
إنني لا أقلل من شأن المقاومة ولا أراها غير وجه مشرق للأمة ولكن ليس من مصلحة المقاومة أن نضخم نجاحاتها على حساب الحقيقة، نعم لقد أدت دوراً كبيراً وقامت بتضحية عظيمة ولكن ليس لدرجة تدمير أمريكا.
وما أعقل الشيخ محمد بشار الفيضي الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق عندما سأله مراسل موقع المسلم قائلاً: يرى البعض أن العراق سيكون أول ضربة تفكك الولايات المتحدة الأمريكية، هل تشاطرونهم الرأي؟
فأجاب فضيلته: ليس بهذه الصيغة، فأمريكا دولة عظمى، وتملك من مقومات القوة ما يجعل الحديث عنها بهذه اللغة أشبه بالوهم، لكن من دون شك، إن خروجها من العراق مهزومة، سيضعف نفوذها في المنطقة إلى حد كبير، وما سيتمخض عن ذلك من تداعيات إذا لم تتم لملمته من قبلها، فمن الممكن أن ينقلب إلى عامل من عوامل كثيرة مفترضة تفضي بالمحصلة إلى تفكك الدولة العظمى، على نحو ما جرى للاتحاد السوفييتي السابق، كما أن ذلك يتوقف على متغيرات كثيرة في المنطقة والعالم.
بهذه العبارات وضع الشيخ الذي صقلت السنون تجاربه وأذكت فكره، وعمقت تفكيره، ليقول لألئك المحبين الحدبين على نجاح المقاومة لا تعطونا أكبر من حجمنا نحن لسنا الخطوة الأخيرة في الطريق.

وانت اخبار جزمتك ايه(1)؟!!


أهلاً يا شباب
هل حصل أن لبست جزمة أكبر من قدمك، أو ثوباً أوسع من جتتك؟
هل أحسست بذلك الضيق وأنت تمشي بتلك الجزمة، أو تلملم أطراف ذلك الثوب؟
هل دخل عليك يوماً أحد الأطفال وقد لبس حذاء الكبار فسقط أو كاد؟
إن ذلك الضيق الذي نحس به عندما نستعمل ما لا يتناسب مع أعضائنا نتيجة طبيعية
لأننا كسوناها ما هو أكبر منها
ولايقتصر ذلك على المحسوس فحسب بل يشمل النواحي المعنوية كذلك
فتهويل وتضخيم ما نحقق من نجاحات هو في الحقيقة ثوب أوسع من أبداننا أو حذاء أكبر من أقدامنا
ولن نجني منه غير الضيق والعنت
وأي خير يرجى مع فساد التقدير، أوسوء التقييم
مجافاة الحقيقة:
المرء إن اتضحت له الحقائق كان ذلك أول الطريق لهدايته للخير ولذا كان من دعاء الأخيار اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، والإنسان إذا جانب الحقيقة لن يصل إلى مبتغاه، إن الحقيقة وإن كانت مرة إلا أنها أفضل من الخداع، ومَن جانبها لأنه لا يستسيغها فلن يكون حاله إلا كحال ذلك الذي فقد بعض النقود في أحد الشوارع فذهب يبحث عنها في شارع آخر لان الشارع الذي أضاع فيه نقوده مظلم
ولما جاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بغلامين أسيرين قبل معركة بدر وجعلوا يسألونهم عن القوم وعدادهم فأحاب الغلامان القوم بين تسعمائة وألف، فما كان من الصحابة إلا أن أوسعوهما ضرباً حتى أضطر الغلامين لتغيير أقوالهما ونبينا صلى الله عليه وسلم قائم يصلى فلما فرغ من صلاته قال إذا صدقوكم تكذبونهم وإذا كذبوكم تصدقونهم!!

عااااااااااااااااااااااااااااااااااااجل



أهلاً يا شباب

صبحكو زي الفل

تم بحمد الله اختراق موقع العميل الصفوي وذيل الاحتلال مقتدي الصدر

قاتل الاطفال

وعدو المقاومة العراقية

ويد ايران في الانتقام من اهل السنة

وقائد مليشيات جيش المهدي الشيعية الدموية

الله اكبر

ولله الحمد

وفي انتظار المزيد

ياهوووووووووووووووووووووووو

باي باي


تسلم ايديكو يا رجاله

وعقبال ما نجيب رقبتو قريباً بإذن الله

ونأخذ بثأر اطوار بهجت مذيعة قناة الجزيرة التي عذبوها ثم قتلوها

قلب أم


أغرى أمرؤ يوما غلاما جاهلا

بنقوده كيما ينال به الوطر

قال ائتني بفؤاد امك يافتى

ولك الجواهر والدراهم والدرر

مضى واغرز خنجرا في صدرها

والقلب اخرجه وعاد على الاثر

لكنه فرط سرعته هوى

فتدحرج القلب المقطوع اذا عثر

ناداه قلب الام وهو معفر

ولدي حبيبي هل اصابك من ضرر

فكأن هذا الصوت رغم حنوة

غضب السماء على الغلام قد انهمر

فأرتد نحو القلب يغسله

بما فاضت به عيناه من العبر

حزنا وأدرك سوء فعلته

التى لم يأتها أحدا من البشر

واستل خنجره ليطعن نفسه

طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر

ويقول ياقلبي انتقم مني

ولا تغفر فان جريمتي لاتغتفر

ناداه قلب الأم كف يدا

ولاتذبح فؤادي مرتين على الأثر

غباوة سوفت


س1: ما هو وجه التشابه بين الكمبيوتر والتاكسي والحفرة ؟
ج 1 : الكمبيوتر ..... حاسب آلي التاكسي ...... حاسب يا اسطى الحفرة ........ حاسب لا تقع
س2 : ما هي قمة الحيرة ؟
ج 2 : يقال لك اجلس على ركن غرفة مستديرة
س 3 : ما هي قمة الذكاء ؟
ج 3 : هو ان تجد ركن الغرفة
س 4 : سؤال من ذهن الطالب ويجيب عليه بنفسه
ج4: قطار بسير بسرعة 90 كم / الساعة ، ويتوقف في 8 محطات ، وسرعة الرياح 134 م / ثانيه فما اسم سائق القطار ؟!!!
س5 : ما هي قمة الالم ؟
ج 5 : التزحلق على زحليقه مغطاه بشفرات حلاقة وشظايا الزجاج
س 6: ما هي قمة العذاب ؟
ج 6 : السقوط بعد ذلك في حوض به كولونيا
س 7 : ما هي قمة الادب ؟
ج 7 : ان تطرق باب الثلاجه قبل فتحها
س 8 : ما هي قمة الذهول ؟
ج 8 : ان يفتح احدهم لك الباب
س 9 : كيف تضع 4 افيال في سيارة فولكس؟
ج 9 : اثنين قدام واثنين في الخلف
س 10 : كيف تضع 8 افيال في سيارة مرسيدس ؟
ج 10 : نبيع المرسيدس ونشتري 2 فولكس
س 11 : كيف نضع فيل في الثلاجة على ثلاث مراحل ؟
ج 11 : - نفتح الثلاجة 2 - ندخل الفيل في الثلاجه 3 - نقفل الثلاجة
س 12 : كيف نضع زرافة في ثلاجة على اربع مراحل ؟
ج 12 : - نفتح الثلاجة 2 - نخرج الفيل 3 - ندخل الزرافة 4- نقفل الثلاجة
س 13 : ما هو الشيء الذي ننام عليه ونجلس فوقه ونغسل به اسناننا ؟
ج 13 : السرير والكرسي وفرشاة الاسنان
س 14 : ما الذي له راسان و 8 اقدام ؟
ج 14 : كلبان
س 15 : كيف نقسم برتقاله واحده على ثلاثة اشخاص بحيث يأخذ كل واحد نصف برتقالة ؟
ج 15 : نقول للبرتقاله انتي برتقاله انتي ، فترد: انا مش برتقاله انا برتقاله ونص، فنقسمها على ثلاث اشخاص !
س 16 : كيف تستطيع ان تعرف بأن 8 افيال متواجدين داخل فندق الشيراتون بدون ان تدخل الفندق ؟
ج 16 : اعرفهم ، اذا وجدت 2 فولكس في مواقف الفندق
س 17 : احترقت حديقة الحيوانات فاحترقت جميع الحيوانات التي بها ، إلا الزرافة لم تحترق .... لماذا ؟
ج17 : لاننا وضعنا الزرافة في الثلاجة
س18: ماهو الغباء ؟
ج18: انك تستمع ا لشريط فاضي
س19:وماهي قمة الغبا ؟
ج19:انك تقلب الشريط
س 20: ومن هو اغبى من هذا ؟؟
ج20:هو الذي يطلب الشريط ليعمل منه نسخة

الشخصية في القرآن



اهلاً يا شباب
ماشاء الله عددكم بيزيد
مش عاوز احسد نفسي
عددكم بقا تلاته
ياهووووووووه!
وهذا لو تعلمون امر جلل عظيم
والان نغوص في الموضوع
تتكون شخصية المسلم كغيرها من الشخصيات من “العقلية” و”النفسية”، ويلخص لنا الرسول عليه الصلاة والسلام ذلك في حديثين شريفين حيث يقول عليه الصلاة والسلام: “لا يؤمن احدكم حتى أكون عقله الذي يعقل به” ومعنى ذلك ان المؤمن حتى يكون مؤمنا حقا يجب ان يعقل امور دينه من القرآن والسنة بقدر امكاناته ويجعلهما مقياسا لتقدير الأمور وقبول الافكار والمعارف أو رفضها بميزان الاسلام وليس بميزان العقل أو المنطق أو العرف السائد، فإن عرضت عليه قضية أو أشكل عليه شيء يكون مرجعه الوحيد للحكم عليه أو قبوله أو رفضه هو ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام قرآناً وسنة ولا مجال هنا لتحكيم غيره من قانون وضعي أو من اجماع الناس أو العرف أو المصلحة أو غير ذلك، وهنا يكون دور العقل هو الرجوع الى النصوص وفهمها، فإن لم يستطع فعليه الرجوع الى العلماء عملا بقوله تعالى: “فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون”(43-النحل).
أما الشق الثاني من الشخصية الإسلامية فهو “النفسية” والتي يبينها لنا الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف “لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به” ومعنى ذلك ان المؤمن لا يحب ولا يكره شيئا أو شخصا أو عملا إلا بالشكل الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام وبينه، أي تتحدد ميوله واقباله على الأشياء أو اعراضه عنها أو تجنبها وكرهها حسبما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من بيان قرآناً وسنة.
فالمؤمن يحب ان يرى المرأة في لباسها الشرعي غير سافرة وغير متبرجة، وإذا رأى امرأة فإنه يغض بصره عنها ويجد في ذلك حلاوة الإيمان، والمؤمن يكره الخمر والمخدرات والمسكرات ولا يغشى مجالسها ولا يبيعها ولا يبتاعها ولا يروج لها بأي شكل من الاشكال، والمؤمن يكره التعامل بالربا بأي شكل وبأي نسبة ولا يقبل التحايل في المعاملات الربوية، وهو يكره لبس الذهب والحرير كرجل مسلم، ويكره التعري امام غيره من الرجال أو النساء الا للضرورة، كما انه يكره الخلوة بأي امرأة اجنبية عنه؛ وهو يكره الكذب بكل أنواعه، وليس لديه كذب أبيض وكذب غير أبيض، فالكذب هو الكذب، إلا في الحالات التي بينها وأباحها الرسول عليه الصلاة والسلام كالحرب واصلاح ذات البين ولمدح زوجه، وهو يكره النفاق تحت كل الظروف، ويحب الصدق ولو كان فيه خسارة ظاهرية، ويكره شهادة الزور، ويحب اخراج زكاته، ويحب التصدق من ماله ورغم ما في ذلك من خسارة مادية ظاهرة إلا انه موقن تماما انه رابح في هذه الصفقة، وان ما عند الله خير له كما قال الله عز وجل “من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة” (البقرة 245) وقوله تعالى “مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم” (البقرة - 261) فالمؤمن حين ينفق من ماله أو من وقته ومجهوده في سبيل الله فإنما يفعل ذلك راضيا سعيدا بما يقدم لآخرته وبما يقدم ابتغاء مرضاة الله وثوابه العظيم في الآخرة.
وهكذا الحال بالنسبة للعبادات فالمؤمن يسارع الى القيام بها سعيدا مقبلا عليها، فلا يكتفي بالصلوات المفروضة بل يزيد من النوافل، ويؤدي العمرة والحج، ويسارع في الخيرات، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوفي الكيل والميزان، ويوفي بالعهد، ويرحم الصغير والكبير والارملة واليتيم والمسكين وابن السبيل، ويؤدي عن الغارمين إن استطاع.
والمؤمن بذلك يلتزم منهجا واضح المعالم ينسجم مع ما لديه من أفكار اسلامية فهو يوجد حيث امره الله ان يوجد، ويعمل ما أمره الله بعمله، ويحب ما أمره الله بحبه، وينأى بنفسه عن كل ما يخالف عقيدة الاسلام، وهو بذلك ذو شخصية ثابتة واضحة المعالم لا تنحرف ولا تتغير إلا مضطرة أي حين يكون هناك تهديد مؤكد لحياته ومع ذلك يظل قلبه مطمئنا بالإيمان ويعود بسرعة الى حالته الايمانية حال زوال ذلك الطارئ الاضطراري “إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان” كما حدث مع عمار بن ياسر رضي الله عنه عندما عذب هو وأمه وأبوه ورآهما يقتلان امام عينيه فرضخ لأمر المشركين وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء ولكن قلبه ظل مطمئنا بالايمان، ووافقه الرسول عليه الصلاة والسلام على ذلك، ونزلت في حقه الآية الكريمة.
ومعنى ذلك ان شخصية المسلم ليست ثابتة منتهى الثبات ولا كاملة تمام الكمال، فليس هناك معصوم إلا الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه، فالمؤمن قد يخطئ وقد يذنب وقد ينحرف مرة أو مرات عديدة، ولكنه يثوب الى رشده سريعا ويتوب الى ربه سريعا ويستغفر لذنبه ويعود الى صراط الله المستقيم ليعتصم به راجيا عفو ربه ومغفرته مقرا بذنبه نادما عليه معاهدا ربه سبحانه وتعالى ألا يعود ثانية، ولنا في كتاب الله تعالى تفاصيل كثيرة لذلك بدءاً بآدم عليه السلام وزوجه بعد ان اكلا من الشجرة وعصيا أمر ربهما “قالا ربنا ظلمنا انفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين” وانتهاء بقوله تعالى “قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم” (الزمر -53)، والله سبحانه وتعالى “يحب التوابين ويحب المتطهرين”.
هذه هي الشخصية الاسلامية ،عقلية ونفسية، وبالطبع فإن هناك شخصيات اخرى تتميز بعقليتها وتنبثق عن افكارها مفاهيمها الخاصة، وذلك مثل الشخصية الشيوعية التي لا تؤمن بوجود إله خالق لهذا الكون وخالق للانسان والحياة، وتنطلق في مفاهيمها وميولها من ذلك المنطلق، وهناك الشخصية الاشتراكية، والرأسمالية التي تعترف بأن للكون خالقا خلق الكون والانسان والحياة ولكنها تترك الانسان ليقرر بنفسه نظامه في الحياة من دون الرجوع الى الخالق في أي شيء، وهكذا سائر الملل والنحل، كل له فكره وميوله ونظامه في الحياة الخاصة به.
وعندما يخطئ المؤمن فإن الذي يعيده الى طريقه هو اقتناعه التام بصحة عقيدته وصوابها، ولا ينحرف المؤمن عن الطريق لأنه يعتقد بأن ما يرتكبه من خطأ هو الصواب ولكنه يفعل ذلك في لحظات ضعف أو نسيان أو حين تغلبه شهواته وشيطانه، ولكنه دائما يتذكر سريعا ويتوب الى ربه ويعود الى شخصيته السوية “ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون” (الاعراف - 201).
ولكن حين يقبل الانسان على اعمال وأقوال وتصرفات غير المسلمين بحجة التطور أو السير مع الموضة أو لاقتناعه بضرورتها للحياة، وذلك رغم انه يعتنق الإسلام ويؤمن بأنه من عند الله كتابا وسنة، فإنه بذلك يفقد شخصيته الاسلامية، ويصبح شخصية لا لون لها ولا تميز، فهو يحمل عقلية إسلامية ولكن ميوله رأسمالية أو شيوعية أو علمانية أو بوذية أو غير ذلك

فهو بذلك ليس بالشخصية الاسلامية ولا بالشخصية الشيوعية أو الرأسمالية أو غيرها، بل تنتفي عنه صفة الايمان لارتكابه المحرمات وعدم اقتناعه بحرمتها، وذلك هو الانفصام لشخصية المسلم وضياعها الذي حارب اعداء الإسلام بكل ما لديهم من وسائل للوصول بالمسلمين إليه، وقد نجحوا الى حد كبير في ذلك في كثير من البلاد الاسلامية التي ظهر فيها من ينادي بتطبيق الاشتراكية وتحليل الربا وسفور المرأة وعريها في كل مكان بدعوى التحرر والتقدم والتطور وغير ذلك من دعاوى الجاهلية والابليسية

ونادوا بفصل الدين عن الدولة، وبفصل العقل عن الجسد، وبفصل القاعدة الفكرية الأساسية للمسلمين عن حياتهم وعلاقاتهم ومعاملاتهم ليصبح الدين مجرد طقوس وشعائر، وتصبح التكاليف الشرعية مجرد رموز اثرية عفا عليها الزمن، وليفعل الانسان ما يشاء لأن الله في النهاية غفور رحيم والكل يدخل الجنة برحمة الله حتى العصاة والزناة ومرتكبو الكبائر، كبرت كلمات تخرج من أفواههم، وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، فلن يستوي المؤمن وغير المؤمن، ولم يخلق الله سبحانه وتعالى الناس عبثاً، ولم يخلق يوم القيامة بهوله ولا الجنة والنار كرموز لإخافة الناس، ولكنها الحق الذي يؤمن به كل مسلم ويعمل له ألف حساب في كل يوم يمر من عمره.
...................
الحلقة القادمة بإذن الله تعالي كيف تتكون الشخصية؟