فانتازيا


صرخ حتى كادت حنجرته تنخلع من مكانها..
ولف في اللامكان متوتراً دورة كاملة ..
وتأمل الفراغ الممتد في الأبعاد الأربعة من حوله...
ضرب بقبضته ما اعتقده انه منضددة صائحاً:
- هراء..هراء..كل ما تعتقده يا هذا مجرد هراء فحسب ..
حاول استعادة توازنه محتداً:
- العقيدة هي أمر انعقد القلب عليه فلم يعد يحتاج إلى مزيد من تفكير أو بحث أو نقاش..
التفت نحوه وصاح غاضباً:
- هل تفهمني..هل يصلك كلامي..أقووووول انعقد ولن ينفك..
رد عليه بهدوء يثير استفزاز جبال الجليد :
- وهل ذلك موجود على مستوى الدين..؟!
صرخ محتداً:
- أجل موجود بصورة أدنى على مستوي الحقائق اليقينية على الأقل..
قاطعه ساخراً:
- أنا عندما أريد أن أقيم الحجة على داعرة..لن أبحث عن شاهد في رحاب مسجد يا صديقي .. بل سأبحث عن قواد يكشف سرها..!.
صاح في وجهه :
- إن خمسة مضروبة في خمسة تساوي خمسة وعشرين..هل هذا معلوم لديك..؟!
تبسم وحدق في عينيه:
- هي تساوي ذلك بدون أي تفكير جديد وبدون أن تستعيد أدلتك المنطقية وعلومك الرياضية..!.
لوح بكفه غاضباً:
- ذلك أنك غير مستعد من البداية للدخول في نقاش سفسطائي مع من ينكر ذلك..
رفع حاجبيه مندهشاً :
- ولماذا تظن بي ذلك؟!.
جزَّ على أسنانه :
- لأنك لا تملك الشجاعة ولا رباطة الجأش..
عاد الصمت يلف اللامكان بعباءته..وترنحت عقارب الساعة تغفو تحت الأرقام التى تناثرت بدورها تسبح في الفراغ السرمدي الأزرق بلون طبقة الأوزون بين البندول الساكن وقرص الشمس البرتقالي البعيد..
قطع الصمت قائلاً :
- الأمر ليس أمر شجاعة ولا رباطة جأش..
أخذ نفساً طويلاً وأضاف:
- إنه المنطق.. نعم هو المنطق وحده..
عقد كفيه أمام وجهه وهو يقول:
- الأمر تماما كما تضغط مكابح السيارة بعنف عندما تكاد تدهم طفلا..أنت ساعتها لا تفكر.. بل إن قدمك تنتفض على الفور لتقوم بالضغط على المكبح كما تتحرك يديك على المقود لتبعد الكارثة..
التفت إليه وهز رأسه قائلاً: كل هذا يتم دون تفكير يا صديقي..وهو المنطقي..نعم هو المنطقي الوحيد..مثل ما انت الأن هنا وتقرأ هذه التدوينة في مدونتي..!.
قاطعه ثائراً:
- هراء..هراء..
وقف استعداداً للرحيل:
- قلت لك أنك وانا وهذا العالم الإفتراضي مجرد هراء..وهم في خيالك سيتلاشي حينما يستنشق الاكسجين و ينقشع..
رد عليه بذات الهدوء المثير:
- وأنا قلت لك سابقاً أنه المنطق..فقط جربه إنه لا خطورة منه البتة..وليس كما تظن شجاعة ولا رباطة جأش..صدقني..!
نظر إليه طويلاً ثم خرج مسرعاً دون ان يلتفت خلفه بعد أن أوصد الباب الوحيد الذي بينه وبين العقل والمنطق...بعنف ..!

نسيم الذكريات


فاكرين المسلسل الطفولي ده:
أنا سندباد المغترب
أبعد أبحر أقتربً
لا أهاب الموج أبداً
حين يعلوا و يضطربُ
سندباد
لا يخاف
سندباد
مهما تكثر الأخطار
و يبعد عن بغداد
سندباد
ما أقواه
في كل البلاد
تاجرٌ
مندفعً
بطلاٌ
من بغداد
سندباد
لا يخاف
سندباد
مهما تكثر الأخطار
و يبعد عن بغداد
سندباد
ما أقواه
في كل البلاد
تاجرٌ
مندفعً
بطلاٌ
من بغداد

Surprise


يوم 2/2/2010 قابل عقرب الثواني عقرب الدقائق واخده بالحضن على عتبة بيتنا الساعة 12..
وأخبره بعد سلامات وطيبون أن يخبرني أن طفلتي سهيلة أتمت سنواتها الأربعة بفضل الله وكرمه..
وخطت خطواتها الأولي في طرقات وحدائق وروابي عامها الخامس بمشيئة الله ..
انا لاحظت ان البنت فعلاً كبرتلها سنة كمان بسم الله ماشاء الله..
أولاً الغلاسة زادت أوي في حوارتها وأصبح لها منطق في الكلام..تصوروا..؟!
ثانياً بتقفل الباب بعد ما تيجي من الحضانة وتقولي اطلع بره عشان هغير هدومي..
نياهاهاهاهاهاه..!!
ثالثاً اصبحت تقود البسكلتة بتاعتها بمنتهي السلاسة ومش محتاجة حنطور يجرها..
رابعاً اني نازل النهاردة العتبة عشان اشتري من درب البرابرة لاوازم التورتة ..
وكمان البلالين والزينة بتاعة حفلة عيد ميلادها اللي خليناها بكرة الجمعة..
عشان نخالف عادات الفرنجة ..!
.................................
كل سنة وانت طيبة يا "هايلة"..

أبو "النونو"


البعض يتهم زوجته انها باتت تشبه انثي العنكبوت..!
وذلك لأن أنثى العنكبوت لها تصرفات غريبة من لحظة حملها بـ"النونو"..
حيث أن اول إجراء تتخذه أنثى العنكبوت بعد "السونار" قتل الزوج العنكبوتي المسكين..
اما تفعله بنت حوا هو وضع الزوج على الرف ومبررها أنها تخاف من الانشغال بأبو "النونو"..
وعلماء النفس يرتبون تشابه كبير بين ما تفعله أم النونو العنكبويتة ونظيرتها الآدمية..
فأم "النونو" تسعى للزواج من أبو "النونو" إلى أن يتم الحمل بالمحروس "النونو" ..
عندها تبدأ رحلة التفرغ المطلق والرهبانية في صومعة الديكتاتور الصغير "النونو" ..
تدشن أم "النونو" حملتها بـ"نفسي في الفراولة" في عز الشتا علشان وحم "النونو"..
ثم تسير الحملة حتى تصل إلى شراء هدوم "النونو" ..

وأدوات حمام "النونو" ..
وعربة نقل "النونو"..
ولعب "النونو " ..
ودكتور " النونو "..
ويطرح علماء النفس سؤال في غاية الغلاسة: أين أبو "النونو" يا مدام؟!
ويجيب العلماء بنفس الغلاسة: مركون على الرف يا سادة!!!
ويدخل أبو النونو في دوامة من اللامبالاة ..

أولها: هدوم أبو "النونو " لم تغسل اليوم علشان أم " النونو" متوعكة شوية..
ثانيها: لم تستطع أم "النونو" عمل الطبيخ علشان كانت مشغولة بطلبات "النونو!!
ثالثها: " النونو " بسلامتو لا ينام إلا بجانب أم " النونو" ..

رابعها:على أبو "النونو" أن يرتب الانتريه او الصالون لينام فيه ان كان من هواة عدم الازعاج!! ..
خامسها: على ابو "النونو" ان يلتزم بالصمت والسكون ويمشي على اطراف صوابعه في ساعات قيلولة "النونو" خصوصا لما يكون المحروس مطبق بالليل!
سادسها: بمجيء " النونو " يكتشف أبو "النونو" أن وظيفته الزوجية تنحصر في تمويل "النونو" وأم "النونو"..!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحديث:
-الدكتور : مبروك يا فندم المدام حامل..
- أبو النونو : ايه حامل يا الف نهار ابيض..
- أم النونو : يلا بقى يا حبيبى ننزل نجيب حاجه النونو..
- أبو النونو: لوازم ايه العيال بتكبر بسرعه استلفى من اختك هدوم ابنها..
- أم النونو :ناااااااااااااااااعم هلبس اول فرحتى هدوم قديمه..
- أبو النونو: اصطبحنا واصطبح الملك لله حاضر يا حبيبتى..
- أم النونو : وسرير النونو يا حبيبي..؟!
- أبو النونو : حاضر يا حبيبتي..
- أم النونو: وشياله النونو...يا روحي..
- أبو النونو: حاااااااااااااااااضر..

عليك وعالوحدة الصحية


مش عارف ليه جه في بالي عبسلام وهو بينزل بضهره في الترعة والبلهارسيا بتدق الطبل ابتهاجا بقدومه..
الاعلان ده كان تقريبا في الثمانينات من القرن الماضي عندما كان عمرى حينها حوالي عشر سنين ..
اللي خلاني افتكر هو ان الاسابيع اللي فاتت أكتر من موقف يقابلني وكلهم عن ازواج لسانهم فالت بالطلاق..
آخرهم واحد قال لمراتو تكوني طالق لو رُحتي عند أمك بدون إذني..
وعنها وكل ما مرات السبعاوي تحب تروح لمامتها لازم تعدي على شؤن الخروجات عشان تختم التصريح من شنباتو..
الغريب بقا ان السبعاوي ارهقه كثيرا انها تستئذن في كل مرواح لمامتها ومل من اللعبة وحس انه خلاص شبع تحكمات..
وعاوز بقا يرجع في يمينه أصله فاكره يمين استرتش يتمدد بالغضب وينكمش بالرضا والأنس والفرفشة..
حظه العاثر انه جه ياخد مشورتي رحت انا بقا انجعصت كده على الدكة زي الفنان محمد رضا الله يرحمه..
وزغرت له زغرة من اللي كان بيزغرهم لعبسلام الله يرحمه ..
في الاعلان بتاع الحملة القومية للقضاء على مرضى البلهارسيا لما كان بيسأله:
والحل ايه يابا الحاااج..؟!
وشخطت كده زي ابا الحاج وقلت له:
الحل في انك تروح عالوحدة الصحيـ....آ..
آصدي دار الإفتا يا عنيا..
هناك حيعملولك كل التحاليل الفكرية..
ويعصروك وينصحوك ..
ومش بعيد يلطشوك بكل حنية..
والإجابة هناك ببلااااش..
يعني من غير ما تدفع نقدية..
الإجابة بقال الله وقال الرسول مش بالأشطة زي زمان والمهلبية..
ورحت باصص نحية الكاميرا وشوحت في وش السادة المستمعين زي ابا الحاج بالظبط وزغرت:
طول ما ندي ضهرنا للترعة عمر البلهارسيا في جتتنا ما ترعي...!

لا


ما اعذبها من لحظة صدق من النفس والآخرين حينما نقول لهم بكل صراحة: لاااااااااااااااااااااا..!
حقيقة الأمر يا جماعة انه عندما نرفض طلباً لشخص معين لا يعني هذا رفضنا لهذا الشخص..
أي والله ولكن ببساطة: إننا نرفض القيام بما يطلبه منا..
لاحظ إن كثير من حبيبك يفضل أن تتصف بالأمانة معهم ونرفض طلبهم على بلاطة من البداية..
بدلاً من أن يتحملوا عاقبة الرفض في منتصف الطريق أو عدم تأدية العمل في الوقت المناسب..
لو عارف انك من البداية مش حتقدر على شئ معين ليه تنكسف يالا رددها عشر مرات: لأ..
و لأ ..
و لأ..
و لااااااااااااااا..

جواب نهائي


بصوا يا شباب أحيانا بيكون صعب عليك في مواقف معينة انها تعدي بدون قرار حاسم وسريع...
بمعني ايه؟!..
بمعني ان الموقف لو طار منك وعدى من غير هذوها القرار حتقعد بعدها تشيل وتنكت في روحك..
وتنك يا ولداه تندب وتنوح وتهري في بدنك وجتتك وانت بتعدد :"ياريتني عملت كذا يا ريتني سويت كذا"..
ويكون في معلومك ان يا ريتني دي مش حتريحك بل على العكس تماماً ..
بتزيد نار جلد ضميرك وذاتك شعوطة وبتزيد ضغط الغضب في جنابك كمان وكمان..
الخلاصة عود نفسك تاخد قرارات لحظية حاسمة بحسب مقتضى الموقف يعني بدون ارتباك..
وده مش معناه التهور والانفعالية والارتجالية الخ الخ الخ...
بل ده جزء من منهج ادارة الأزمات حينما تكون الأزمة اللي هي الموقف يعني وقتي ولا يترك لك ترف الوقت..
وده كله مش مهم انما المهم انك بعد ما تاخد قرارك مش تقعد تلوم نفسك وتسمع ملامة من ده وده ..
لأن كل واحد بيحلل الموضوع من وجهة نظره هو مش من وجهة نظرك انت..
كمان وده الأخطر في المسألة ان كل محللاتي من دول بيحسبها من خلال حسباته هو مش حسباتك انت..
يعني منطلقات اخدك للقرار اللحظي الحاسم كانت ولابد وحتما حتختلف في الشكل والمضمون عن قرارات الآخرين..
زد على ده بقا ان سماتك الشخصية تختلف جذرا عن سمات كل المحللاتية اللي بينغصوا في قرارتك..
فطبيعي مش يكون قرارك هو نفسه قرارهم ولا قرارهم هو ذاته قرارك..
من الآخر بقا ندمك على قرار لحظي اتخذته أخف بكتير أوي على ندمك من فوات موقف بدون قرار..
لو مش فاهم قولي وانا اعيدلك من تاني...!