أهلاً يا شباب
أعتذر عن التأخير...أنا لسه جاي من معرض الكتاب
طبعاً...بتسألوا جميعاً أنا أشتريت إيه؟!!...الأفضل ان يقال إيه اللي أنا تركته ولم أشتريه
لقد أشتريت كل شىء تقريباً...مجلدات ميكي جيب...سلسلة رجل المستحيل...وعشمان أدهم يتلحلح ويطلب إيد مني...لأن حاسس إن مدير الموساد الجديد عمال يتنطط أمام مني كتير...ده برفان...وده بوكيه ورد...وده فستان سواريه أسود بزراير...يعني حجات من الغالية قوي بتاعة سوق وكالة البلح
المهم كمان أشتريت سلسلة ملف المستقبل...بتاعة نور جوز سلوي أم نشوي مرات رمزي صاحب محمود خبير الكمبيوتر الرهيب اللي قفل فيفا 2007 المهم ماوراء الطبيعة جبتها بتاعة دكتور رفعت المصاب بكل أمراض المجموعة الشمسية تقريباً...لكن لا أعرف لماذا يكثر المؤلف الدكتور توفيق من جمله الشاعرية الرقيقة من نوع...وبصق علي من بجواره...وتدلي المخاط كشلال من الضوء عبر فتحات أنفه الضيقة...ناقص يقول...وتحللت جثته علي أنغام الموسيقي الساحرة
كما قلت لكم لم أترك شيئاً ذو قيمة إلا وأشتريته...لكن ما أحزنني هو إنكباب الأجيال القديمة علي الكتب القديمة وخصوصاً المجلدات...التي اشك ان يسعفهم العمر وينتهوا من قرأتها...زرت الجناح الشهير في المعرض...صور الأزبكية الذي يروج بما لذ وطاب من الكتب النفيسة والرخيصة...ككتب السحر الأسود...وتحضير الأرواح الجزء الأول...مع عدم وجود الجزء الثاني الخاص بصرفها
كما لم يفوتني أن أحضر فاعليات الندوات الجادة الثقافية...عند بائعي الساندويتشات الذين لم يتوانوا عن إثراء الحياة الثقافية لرواد المعرض هذا العام...وكم كنت سعيداً وانا اسمع التعليقات الواعية بالقضايا التي تمر بها الأمة والعالم...من نوع: كمان سنديوتش وحياة والدك...بليز مافيش شوية مايونيز...كيس كاتشب كمان ياحاج
نقلة حضارية جبارة شاهدتها بعيني هذا اليوم...كم سعدت...كم فرحت...يا حلولي يا ولاد...وفجأة لاحت من بعيد...مذيعة يتقاطر منها المكياج...تشبه الي حد كبير آنسة شعنونة...حبيبة مارد وشوشني في فيلم شركة المرعبين المحدودة...بتاع الأطؤطة بو اللي هربت من حلمي أبو عنكبوت...ظهرت هذه ممسكة بالمايك بيد...واليد الأخري تلوح بها للراغبين في الظهور في التلفزيون
لم افوت الفرصة...في البداية جريت عليها...بعد ذلك إنطلقت كالصاروخ نحوها لما رأيت الجموع الغفيرة تضرب بعضها للظهور في التلفزيون...وفجأة إنقطع التيار الكهربي...ليس من الكاميرا المحمولة علي كتف المصور...بل من عيني وذلك لما وجدت نفسي مطروحاً علي الأرض والآف الأقدام تترك بصماتها علي جسدي الممدد علي الأسفلت...ثواني قمت بعدها أنفض الغبار عن ملابسي ...لم أصب بأذي يذكر سوي تمزيق البنطالون الجينز بتاعي من عند الجيب اليمين حتي أسفل البنطال
وقفت بعيداً لأري هذا المحظوظ الذي ستتح له الفرصة للظهور...هنا خرج رجل من العدم...متأنق يرتدي بذلة ورابطة عنق...كأنه من نجوم السينما الكبار...همس له المخرج بكلمات في أذنه...من نوع: أنت فاهم هتقول إيه...ماتنساش تذكر بالشكر للسيد المحافظ فلان واللواء فلان...وطبعاً في نهاية كلمتك تشكر المذيعة والمخرج والمصور والكاميرا وكابل الكهرباء
همهم الرجل الشيك بكلمات وهنا أحمر وجه المخرج غضباً قائلاً: ماإحنا متفقين علي مائة جنيه...دول دقيقتين قدام الكاميرا...وبعدين دي بدلتي اللي انت لابسها...عاوز خمسين جنيه تاني ليه بقا؟!...لكن امام إصرار الرجل الشيك والوقت الحرج...والمذيعة التي بدأت التجاعيد تظهر علي وجهها بعد ذوبان المكياج...إضافة الي تدلي الباروكة من علي رأسها...كل هذا لم يترك للمخرج خيار...فقال صارخاً: خلاص غور في داهية...مش هنصور...خسارة فيك مائة جنيه...يلاه إخلع البدلة بتاعتي
ثم إلتفت المخرج وصوب عينيه في الناس قائلاً: مين عاوز يتصور ويتطلع في التلفزيون...ولوهلة صوب المخرج عينيه في عيني...ولكن حال بيننا العدد الغفير الذي قفز فوق جثة المخرج الذي إنبطح تحتهم...وكأنه فرع شجرة تغطيه عائلة من النحل
المهم حملت معي كنزي الثمين من الكتب التي أشتريتها وخرجت من باب المعرض مع أذان العشاء...ونظرت الي التاكسيات التي وقفت أمام إحدي بوابات المعرض...ثم لوحت بيدي لهم جميعاً...فأنطلقت عدة تاكسيات تتسابق لتفوز بي كزبون لقطة...وهنا تبسمت بدوري وتركتهم وقفزت في ميكروباص كان يمر بسرعة من أمامي...وإنحشرت في زحمة الركاب علي الباب
وحدث مالم أتوقعه مطلقاً...لقد إنفلت من يدي كنزي الذي أشتريته من المعرض هذا اليوم...فلما هممت بالنزول لجمع الكتب المتناثرة علي الأرض...أبصرت سائقوا التاكسيات يحاولون اللحاق بي للإنتقام...وهنا كبرت دماغي...وصرخت في سائق الميكروباص الي الأماااااااااااااااااام...كما في فيلم صلاح الدين...وغابت سيارتنا وسط زحام القاهرة الثقافية...وأنا أقول في نفس: لابأس سأعوضها غداً...ولكن ما آلمني حقاً هو مبلغ الـ15 جنيهاٌ الذي أنفقته في شرائها
حد فاهم حاجة...طب حد متعاطف مع قضيتي؟!
0 عبرني:
إرسال تعليق