كارثة فكرية..!!


مع بداية كل صباح ومع ذهابي للعمل أبدو في حالة غريبة من المرح والنشوة الداخلية الأمر الذي يبدو لبعض الزملاء أنه غير مألوف بسبب زحمة المواصلات والكثير من المشاكل التي تمر بنا أثناء ذهابنا للعمل ، قد لا يعلمون السبب الذي يجعلني في هذه الحالة والذي سيصبح من الآن ليس سرا .

فبجانب عشقي لعملي وحبي له وهذا دافع أيضا لجعلي في حالة سعادة ، إلا أنني بمجرد جلوسي في المترو... ابدأ في ممارسة هويتي المحببة إلى نفسي جدا وهي القراءة ... نعم القرءاة ولكن هذه المرة ليست قراءة الكتب التي أعشقها أيضا ... ولكت قراءة وجوه البشر .

فأنا لا أزعم أني مهارة في هذا الأمر وأنه قد يخطئ كثيرا ويصيب أحيانا أخرى ، الا أن الأمر بالنسبة لي هو أني بمجرد أن أتأمل وجه من تقف أمامي وإذا بي اسرح لعالم أخر بعيدا عنها وأنا ناظرة إليها وأتخيل شخصيتها مع أبنائها إذا كانت متزوجة ، أو مع والدها وأسرتها إذا ما كانت طالبة ، ومع خطيبها أو زوجها إذا ما لمحت أنها مرتبطة لأرجع إلى واقعي على نظرات من الاستنفار من جهة من تعثر حظها معي وتوغلت داخل شخصيتها ، لتبدأ المرحلة الثانية بعد ذلك بأن أعتذر بأني كنت أُشَبه أو إني سرحت لبعيد وتبدأ رحلتي في التعرف على الشخصية حتى أتأكد من صواب توقعاتي للشخصية وينتهي الأمر بأنها سعيدة بالتعرف عليا وده طبعا من تحت الضرس .

فمن يتعرض لمثل هذا الأمر بحق يكون في موقف لا يحسد عليه أن تجد من يسعى للتعرف عليك ويتطفل ويقتحم صمتك وتفكيرك ، أمر ولا شك يوقعني في الكثير من المشاكل ، وتجارب لا تحمد عقباها وتجعل الآخرين يصفوني على أني شخصية متطفلة ، إلا أنني لا أستطيع أن أتخلص منها فهذا ما تركته في مهنتي من آثار تتمثل في الفضولية الزائدة التي لا تتوقف إلا بوصولي إلى المحطة المبتغاة... متمتمة في سري الحمد لله أنني كنت في عربة سيدات و إلا الأمر كان سيختلف تماما.
.................................
التدوينة ملك الصحفية بدرية طه (ادعس هنا)

0 عبرني: