قصة كلب امريكي 8


في ساعة من ساعات صباح يوم مكفهر من شهر نيسان استعد النائب سلمان الصغير للخروج من داره قاصدا مقر البرلمان في المنطقة الخضراء من بغداد ، تلك المنطقة التي باشر فيها كل من وليم وريكس الخامس عملهما حال وصولهما لها . كان النائب سلمان الصغير مترددا في لحظات ومضطربا في أخرى ، وبسبب من تردده هذا فالت له زوجته : لماذا متردد أنت الى هذا الحد ؟
- أشد ما يزعجني هو العريف وليم ، والكلب ريكس الخامس ! - تقول كلب ؟ - نعم . كلب .
- ولماذا أتوا بكلب لكم ؟
وجد النائب سلمان الصغير صعوبة في الرد على سؤال زوجته التي وقفت مندهشة أمامه ، بينما تشاغل هو عنها بالوقف أمام مرآة عظيمة التصقت على الجدار القريب من الباب الخارجي للبيت الذي استولوا عليه حديثا ، وراح يعدل من وضع عمامته على رأسه ، ثم يمسح بيده اليمنى على لحيته المخضبة بماء الزهر المعطر ، والتي قام بتشذيبها له رجل متخصص بتزين اللحى أمضى شطرا من حياته يعمل حلاقا في ضاحية السيدة زينب من العاصمة دمشق ، وهو الآن بانتظار أن يصبح مستشارا في رئاسة الوزارة المباركة من سيد المال في البيت الأبيض .
- سألتك لماذا أتوا بهذا الكلب ؟ لماذا تهرب من سؤالي ؟
- عليك أن تذكري الله يا امرأة ! ولتنظري الى هذا الصباح الملبد بالغيوم الدكن مع أن الوقت ربيع !
- أنت تعلم أنني صليت صلاة الصبح وحمدت ربي الذي رزقني بهذا البيت الرائع بعد حياة التشرد التي قضيناها في قم من إيران ، أو في الضاحية الجنوبية من بيروت ، فقد كنا ننام هناك على الأرض ، بينما نحن ننام الآن على أسرة مثل أسرة الملوك .
- هذا كله من بركات الله وبركات أهل البيت .
- لا تنسَ أمريكا ، قالت ذلك مازحة ثم عادت لسؤالها الأول .
- جاءوا بهذا الكلب من أجل أن يشمّ جميع أعضاء الحكومة والبرلمان من الذين يدخلون الى المنطقة الخضراء . أجاب النائب سلمان الصغير زوجته أخيرا .
- هذه مسألة سهلة ، دع الكلب يشمك ! وعليك أن تتذكر أنه لولا هذا الكلب لما استلمت راتبا مقداره عشرون مليون دينار ، وما كنت لتحصل على نصف عشر هذا الراتب لو كنت تعيش في الضاحية الجنوبية من بيروت الآن . فاخرج - يا رجل- وتوكل على الله وأهل بيته !
...................

منقول

0 عبرني: