لم تعني شيئاً دهشة الكثيرين لدي وزيرة القوى العاملة والهجرة ولم تكترث وهي تنحني في نفاق واضح وعرفان بالجميل وتبوس ايد السيدة سوزان حرم رئيس الجمهورية..من باب التأدب وتبجيل ولي النعم..!
وربما خشيت الوزيرة أن تعضها السيدة سوزان كما حدث في العام 1837، حينما رفع توماس سافرلاند دعوى على امرأة تدعى كارولاين نيوتن لأنها عضَّت أنفه بوحشية حين حاول تقبيلها. لكن القاضي ردَّ الدعوى، ونصَّ حكمُه على أن للمرأة أن تعضَّ أنف من يحاول تقبيلها دون إرادتها إن رغبت في ذلك!
والبوسة على الجبين احترام وطهارة؛ وعلى الخدِّ صداقة ومودَّة؛ وعلى الأنف تقدير وتبجيل؛ وعلى العين حنان؛ وعلى الشوارب صفح؛ وعلى اليد احترام وولاء؛ وعلى القدم تذلل وخضوع؛ وعلى الشفايف من غير زواج قلة أدب..!
واضطرت بعض الدول أن تضع قانونًا للسيطرة على انتشار البوسة: ففي فرنسا كان أحد القوانين ينصُّ على أن المرأة تكون زانية إذا قبَّلتْ رجلاً غير زوجها! وفي إيطاليا نصَّ أحد القوانين على أن الرجل الذي يقبِّل امرأة في العَلَن يُجبَر على الزواج منها!
وفي المترو أمس في طريق عودتنا انا وعبدالخالق بعد شراء جاكيت من وسط البلد، وأثناء تبادل الحديث ونحن محشورين امام أحد الأبواب، جحظت عين عبد الخالق وتدلي فكه في بلاهة جعلتني اضحك، بعدها انفجر هو أيضا بالضحك مما اثار انتباه من حولنا من المواطنين، وهمس في أذني أن أنظر خلف ظهري على وجه هذا الشاب "النحنوح" الذى كان يضع كفه على كتف فتاة بصحبته، وبالتحديد على فمه..!
التفتُ ناظراً إلى فم الشاب فوجدت بقايا الروج ظاهرة في وضوح تام لا تخطئه عين، تمالكت نفسي وتظاهرت بأني لا أري ذلك وأنا أكتم ضحكة بالعافية، في الوقت الذى انتبهت الفتاة الى سبب تحديق الناس في فم الفارس المغوار، بعدها همست بشئ من الحرج اليه أن يمسح فمه بمنديل ورق.
العجيب ان الشاب تبسم ولم يكترث كما لم تكترث الوزيرة ولم تعني له دهشة الكثيرين شيئاً، واخرج منديلا ومسح بقايا الروج وكأن شيئاً لم يحدث..ولسان حاله يقول "ماتفوتش لحظة"..!
0 عبرني:
إرسال تعليق