يقول (الكواكبي) في كتابه طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد :
الحكومة المستبدة تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي..
إلى الفرّاش ..
إلى كنّاس الشوارع ..
و لا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً ..
لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة و حسن السمعة إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته ..
و أنصار لدولته ..و شرهون لأكل السقطات من أي كانت و لو بشراً أم خنازير ..
آبائهم أم أعدائهم ..
و بهذا يأمنهم المستبد و يأمنونه فيشاركهم و يشاركونه ..
و هذه الفئة المستخدمة يكثر عددها و يقل حسب شدة الاستبداد و خفته ..
فكلما كان المستبد حريصاً على العسف احتاج إلى زيادة جيش المتمجدين العاملين له المحافظين عليه ..
و احتاج إلى مزيد الدقة في اتخاذهم من أسفل المجرمين الذين لا أثر عندهم لدين أو ذمة ..
و احتاج لحفظ النسبة بينهم في المراتب بالطريقة المعكوسة ..
و هي أن يكون أسفلهم طباعاً و خصالاً أعلاهم وظيفةً و قرباً ..
و لهذا لابد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحديث:أكثر من مائة عام مرت على ما قال الكواكبي ..
وللعلم فقد مات مقتولا بالسم في القاهرة التي دفن فيها في 1902 م..
ما الذي تغير إذن؟!
ولماذا العجب من نتائج انتخابات مجلس الشعب 2010..؟!
0 عبرني:
إرسال تعليق