منذ زمن..!


أحياناً تتكعبل مرة واحدة في اليوم..
لا تلتفت إلى الموضوع ولا تعيره إهتماماً يذكر..
ولا يستغرقك التفكير في تلك الكعبلة الطارئة..
إلا بقدر ما يستغرقك الألم..
وأحياناً تتكعبل في يوم واحد مرتين..
وتلاتة..
وخمسة..
و16 مرة وأكثر من ذلك..
تحاول الوقوف للتفكير فيما يحدث لك..
لكن ضربات خصمك الذى لا تراه تتوالى عليك..
تغيبك عن الوعي رويدا رويدا وتجعلك تترنح..
وتترنح أكثر..
وتظل تترنح بشدة..
ثم تتهاوي قوتك على حلبة الحياة تدريجياً..
ويخر جسدك بعد يقينه أنه لم يعد يحتمل..
تحتويك رغبة عارمة في الإستسلام..
استسلام تظنه يحمل لك في طياته الراحة الأبدية..
لم تعد روحك تقوى على تحمل مزيد من اللكمات..
من خصم يراك ولا تكد تراه..
يعتريك ذهول وأنت ترى خيوط وعيك..
تنزف بشدة من جروح ذاكرتك..
عندها تتذكر أحبابك..
أصحابك..
شقاوة طفولتك..
بكارة براءتك..
عفوية بكاءك..
وتتردد في أذنك صدى ضحكة..
جلجلها قلبك مخلصاً..
على نكتة سمعتها منذ زمن..
ثم تغيب عن الوعي..
تقطع حبل ذكرياتك يد خشنة..
باردة كالثلج..
تهزك في غلظة غير مفتعلة..
وتستميت في انتشالك واستردادك..
قبل أن تتلاشى روحك وتتسرب..
في بحيرة الموت السرمدية..
ترفعك من على أرضية الحلبة..
تشعر بأضواء الحلبة المبهرة..
تتسرب من تحت جفنيك..
مترنحاً تقف على قدميك ..
يهتف لك الجمهور المقيد في مقاعد الحلبة..
جمهور مجنون في ذروة الإثارة..
لا تراه ولكن تسمع نباحه عليك..
يعوي مثل كلاب مسعورة..
تثيره رؤية وعيك الذى ينزف من الذاكرة..
يحاول كل واحد من الجمهور قطع قيده..
لينطلق نحوك وينزع بأسنانه شيئاً من وعيك..
ويمزق بأنيابه الحادة ما تبقى من ذاكرتك..
تسقيك تلك اليد رشفات من ماء مالح..
تشعل حر ظمأك أكثر وأكثر..
تعود روحك بوهن مضطرة إلى جسدك..
هدها التعب وبطشت بقوتها الضربات..
وعلى مضض يعود إليك بعض وعيك..
تتلفت أنت من حولك بحثاً عن تلك اليد..
ثوان وتأتيك ضربة منها تخلع روحك من الجسد..
تظل تصرخ فيها أن تجهز عليك بالقاضية وتنهى الجولة..
تتركك حتى تنتظم أنفاسك وتستعيد شيئاً من قواك..
عندها تتيقن ان خصمك الذى لا تراه..
يرفض أن يدعك تستسلم..
يرفض ان يدعك تموت..
يرفض أن تغمرك راحة العدم..
يرفض أن تغتسل روحك..
في بحيرة الموت السرمدية..
ومن جديد..
تتذكر أحبابك..
أصحابك..
شقاوة طفولتك..
بكارة براءتك..
عفوية بكاءك..
وتتردد في أذنك صدى ضحكة..
جلجلها قلبك مخلصاً..
على نكتة سمعتها منذ زمن..
ثم تغيب عن الوعي..

2 عبرني:

أميرة يقول...

في بقعة من بقاع الزمن
حتما ستجد المأوى
وبينما تجلس عنده تلتقط أنفاسك
ستجد خلفك ثمرات الود
تحمل لك نياشين البطولة
تجازيك بعد الصبر فخرا
وبعد الفخر ثمرا
وبعد الثمر رضا
فتأكل من الثمار حتى تقر عينك

بيتنا القديم يقول...

زوجتي الحبيبة
...........
امممممممممممم..
ربما..
!!
(:
تحياتي