شئ من التاريخ..!

في يوم كذا وكذا

كنت فى مقر مباحث امن الوطن

صار الحديث من طرف واحد

تخلله الضرب المبرح

واللكمات العنيفة

زهقت من كتر الصراخ

ولم اكد اقوى على الوقوف

تهاويت

وتهاوت

معي كرامتي

احتملوني

الى غرفة صغيرة

حسبتها الإنعاش

هناك تجردت من ملابسي

ليس انا من جردني

وانا استحي ان اطلب

من امي منشفة

وانا اغتسل في الحمام

جردوني هم

اوثوقوني جيداً

أردت ان اقول لهم

لا توثقوني

ولكني لم أستطع

فأنا لا اقوي

حتى على التنفس

لم أستطع ان اخبرهم

لأنني لم استطع الكلام

سقط الزمن

وسقطت معه

كرامتي

سقط كل شئ

كان يوماً معي

وكنت اتوهم اني املكه

وسقطت معه ورقة توت

كانت تستر شيئاً

كنت أحسبه يوماً

عورتي

أحدهم يمرر يده

علي شئ كنت أملكه

يخصني

شئ يقولون له العرض

واذا ما انتهك

يقال له هتك عرض

وربما ذلك حصل

لم اقوى على الصراخ

ليس لأنني لا اريد

بل لأنني لا استطيع

فاكتفيت بأن اراقبهم

وداخلي تضخمت كلمة

وصار لها لون ورائحة

الحريق

حسبي الله ونعم الوكيل

ضحكوا

على اي شئ لا ادري

فقط أحسست بأيديهم العابثة

تلصق اشياء معدنية

في انحاء من جسدي

انحاء تدعوها كلية الطب

مناطق حساسة

ثم

إحتضنني التيار

صعقتني المفاجأة

من قبل أن يصعقني

تمنيت ان لا أصرخ

ليس لأنني لا أريد

بل لأنني لا اقوي

على مجرد التنفس

ورغم هذا

حملني التيار على

الصريخ

فصرخت

لوعة

على كرامتي

من يومها

كرهت شيئاً

مجرماً قاسياً

يدعوه الناس

وطن ...!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حدث بالفعل