سلطانية كابوووووس

كل شيء هاديء علي الجبهة الغربية
سمسم يمرق كالسهم في خندق ضيق علي خط النار
يتفقد جنوده الذين يدندنون بأغنية وطنية تناسب الجو الملتهب
كاتش كادر في الأنونو...كامننا...حب فايزة...وسئع للولو...كامننا
دمعت عين سمسم...وهو يري هذه الوطنية ويسمعها من جنوده الأشداء
العطش يكاد يقطع ما تبقي من حلقه
يسمع صوت يقول: حاجه سائعة ببس...معايا جيلاتي...معايا لبان و توفي
يخرج سمسم رأسه شيئاً فشيئاً فيري جنود الأعداء ملتفين حول بائع الحاجة السائعة
وهو يفتح لهم الكازوزة...وهم يشربون في مرح وسعادة...وفتيات الإعلانات يتقافزون من حولهم
ثواني وحضر بائع الترمس...ثم بائع العرقسوس...وغزل البنات...وبيض سميط وجبنة
سمسم لجنوده الذين سال لعابهم:مصر...مصر يا رجاله...مصر مادفعتش رواتبنا لغاية دلؤتي
أحد الجنود يضع شريط في التسجيل ويعلو الصوت: أنا بكره اسرائيل...وانشالله أتسأل... أو حتي اموت قتيل...او اخش المعتقل
كل الجنود في نفس واحد: ايييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه
سمسم في لحظة وطنية حاسمة: ماي بيبي...ماي سولدر...هجوووووووووووووووووووووووووووووووم
لحظات وتجمهر جنود الوطن حول البائعين المتجولين علي الجبهة والتحم الأعداء بالأعداء في ملحمة ندر ان تتكرر...ولن يذكرها التاريخ من كسوفه وإحراجه
وأختار سمسم بائع الحلبسة لينفذ غارة خاطفة عليه
سمسم بلهفة: عمو...عمو...عمووووووووه...شوية حلبسة بس علي ذؤك
يلتفت الرجل وتتبدل الملامح فيكتشف سمسم في الوقت الضائع انها مكيدة ابشع من سبعة وستين
الرجل بائع الحلبسه اخرج من طيات ملابسه " السلطانية التدوينية" وهتف ساخراً: مش عارفني أنا بطوووووووووووووط
ضحكة سلفسترية ارنولدية دراكولية...وأخذت تهرول خلفي في ارض الكرامة والواجب والشرف واللي يحبنا ما يضربش نار
إختبأت مثل اي جندي شجاع خلف بائع "السوبيا والتمر هندي" الذي قال لي: مالك يا جندي يا سمسم يا بني
قلت وانا مرعوب: في واحدة بطوط بتجري ورايا وعاوزه تلبسني "السلطانية" ...ارجوك استر عليا...آسف..قصدي داريني
رد اونكل السوبيجي بعد ان كشف عن ساقه: ويا تري رجليها زي دي
نظرت فإذا ساقه ساق معزة مشعرة صرخت: شت...ذا تس ماي بلاك داي
ثم قالت "الرجل" الذي تغيرت ملامح وجهه الي ملامح شخص اعرفه..بنبرة بلطجية: انت مش عارفني..طب ده انا جايبالك" السلطانية التانية"
صرخت من الفزع كأي مفزوع محترم في فيلم رعب راقي: اوه ماي جااااااااااد...ذاتس امبسيبول...شت شت وكمان الف شت
قالت بتشفي وهي تقترب بسرعة دون ان تمس رجليها الأرض: انا مولاتك...اميرة الحنوتية...اوه آسفة...قصدي اميرة البلطجية
ركضت بكل ما اوتيت من قوة ثم سقطت علي ظهري...والضباب يتكاثف من حولي...ولا أري شيئاً من حولي وأخذ الضوء يخفت شيئاً فشيئاً
وترددت اصداء اصوات مخيفة تقترب وتعوي بنبرة كأنها تأتي من أعماق الموت...تخالطها اصوات وحوش وذئاب ونانسي وعمرو دياب
بطووووووووووووط...توت..توت..توت...توت
حاجه سائعة ببس..س..س..س..س..س..س..س
اميرة البلطجية..جه ياه..جه ياه..جه ياه..جه ياه..جه ياه
انا اكتر واحد بيحبك...بك..بك..بك..بك..بك..بك..بك
ترمس يا ترمس...مس..مس..مس..مس..مس..مس
أعووووووووه (كح كح كح أطيعة تئطع الحشيش وشربه)...عوه..عوه..عوه..عوه..عوه
العرق يتصبب من جبهتي صوت الجوال بتاعي يقطع الموقف النغمة المميزة(نحن غرابة عنك...عنك) بتاعة فيلم الشيماء بطولة قريش...مانتو عارفينوه
أصرخ في جميع الأصوات المفزعة: هدوء يا جماعة شوية..مش معؤول كده...مش عارف اسمع الراجل اللي معايا
تنقطع الأصوات دفعة واحدة...ويخرج صوت مبلطج لم اتبين صاحبته يقول: طب براحة متزوئش...إحنا وحوش محترمة... مش شغالين عندك
سمسم يتحدث للطرف الآخر: لأ يا ماجد انا مشغول دلؤت...ايوه ياسيدي..زي كل يوم بحلم بكابوس...هو هو يا سيدي...يا عم كل اللي انا فهمتو إن الباشمهندسة بطوووووط بعتالي سلطانية..قصدي تاج...والحاجة اميرة البلطجية مخلصهاش تفوت يوم من غير عكننة ملوكي راحت مدحرجالي واحد هي التانية...ايوه ياعم هعملهم البوست الجاي واخلص
صوت يخرج فجأة: أعوووووووووووووووووووووووووه
سمسم بحدة ونرفزة: شت آب
الوحش بحرج شديد: حاضر حاضر انت عصبي ليه هدي نفسك...ده انا كنت بتدرب بس علي الصيحة الوحوشي
سمسم متجاهلاً: ايوه يا ماجد...معاك...انا ناوي ابعت التاجات دي لحبيبي ونور عيني...الي بحب لهم الخير لله في لله: انيما... احمد اسلام ست...محمد عبد الغفار...عين ضيقه...شارم...يا مراكبي...كلبوزة...كوكو الكميل...تسنيم...قطر الندي ..إرتعاشات...محمود بركات...شيماء...أحمد شعبان...الراقص مع الذئاب...لونلي...ياسر عوف...حورية...مشمش...كوكو...صلاح عبد الصبور ونعفوا عن الباقين
يشق سكون الصمت جنرال مهيب في زي دراويش مولد النبي...وتكلم بصوت كالرعد: كفايه كده يا سمسم
سمسم بذهول: عمو المهيب...طب خلصني الأول من الوحوش واميرة البلطجية وبطووووووووط
الجنرال المهيب: طب توعدني بعمل كل السلطنيات المطلوبة منك
سمسم يرتجف كقط خارج تواً من الترعة: آي برومس فور يو...وحياة ربنا العظيم
الجنرال المهيب: طب مع اول كف الطشوا علي بوزك تصحا من النوووووووووووووم
ون
تو
تلاتة
طااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخ