جنازة أحد ضحايا الأنبا فلوباتير



عسكري مسكين من الشرطة العسكرية...
واقف في أمان الله فرحان زي ما كلنا فرحانيين بالثورة...
من قرية صغيرة جدا جدا في الحامول...
ابوه راجل كبير وامه ست مسنة واخوه الوحيد برضو مجند زييه...
كان واقف في الخدمة من الصبح يتفرج على مظاهرة المسيحيين...
مكنش عارف ان فلوباتير داسس سمه وغارس انيابه في صفوف المظاهرة...
وزي الحية ما بتلف على ضحيتها في لحظة الإفتراس...
تحولت المظاهرة الى كتيبة اعدام...
الآلاف بالرصاص والمطاوي والحجارة يلاحقون العساكر المساكين...
العساكر مذهولين...
معاهومش زخيرة حقيقية...
مافيش غير الرصاص الفشنك...
وليه زخيرة ...
ماهم أصلا من الشعب...
ولاده...
وولاد ولاده...
وعمرهم ما فكروا يخرجوا رصاصة على متظاهر من اول لحظة في الثورة...
لكن...
غيرهم فكر يضحي بيهم عشان يطلع على جثثهم لقمة المؤامرة...
غيرهم لم يفزعه منظر الحجر وهو بيتكسر فوق دماغ عسكري غلبان...
امه في البلد دبحت فرخة وسوتها وخبزت رغفين عيش عشان اما ييجي يتعشوا سوا...
لم يتأثر بمشهد عسكري ابن عشرين سنة بيجري خايف من اهله...
اللي عاوزين يقتلوه من غير ذنب...
فجأة حد يشنكله ويقع عالأرض...
يبص في عيونهم...
يلاقي عيون فلوباتير بتضحك...
نفس العيون اللي كانوا بيحكولوه عنها في 67
بس دي كانت نكسة...
ودي كمان نكسة...
ثواني والحجر ينزل على دماغه...
الدم يسأل الأرض الطيبة...
ليه انا بنقتل...
والحجر ينزل تاني...
والدم يصرخ...
يسأل القاتل اللي بيضحك...
بأي ذنب قتلت...؟!
يسأل فلوباتير اللي بيضحك...
بأي ذنب قتلت...؟!
يسأل(......) اللي بيضحك...
بأي ذنب قتلت...؟!

1 عبرني:

يا مراكبي يقول...

ما فيش حد بيدخل المواجهة ولا بيبان في الصورة .. الكل بيحرك الناس من بعيد وللأسف البُسطاء هُمّا اللي بيقعوا ضحايا :-(