سؤال..!


في ظهيرة يوم التنحي ذهبت ومعي عدد قليل من الشباب الى الجهة الأخرى من ميدان التحرير، وتحديداً بالقرب من مبنى الإذاعة والتلفزيون عند مدخل كوبري قصر النيل، وللعلم فإن هذا المدخل شهد صمودا لا يقل بأي حال عن صمود الأبطال في جبهة المتحف المصري ليلة الأربعاء الدامي، المهم ذهبنا وكان الهدف هو الضغط على قوات الجيش وفتح الطريق أمام الحشود الغاضبة المتدفقة والمطالبة بوقف الكذب الإعلامي وإسقاط المخلوع ومحاكمة النظام.

تركنا الحشود امام الدبابات الوديعة وأفراد الجيش وفجأة وبلا مقدمات وجدنا أنفسنا نقود مسيرة نحو قصر العروبة الذى كان يتحصن فيه المخلوع قبل هروبه الى شرم الشيخ، كان هدفنا أن نقوي جبهة الثوار الذين حاصروا القصر منذ الليل بعد خطاب المخلوع الأخير، وفي الطريق الذى قطعناه سيرا على الأقدام وانضم إلينا مئات الناس كان ثمة سؤال يلح بقوة، وازداد إلحاحاً بعد أن وصلنا مشارف القصر بعد أذان المغرب بقليل وإعلان عمر سليمان تنحي المخلوع.

هل من مصلحة الثورة التى إنطلقت عفوية أن تستمر بذات العفوية وبلا مجلس ثوري حقيقي يتولي زمام الأمور حتى لا يختلط الحابل بالنابل، وهل نتصور أن تترك شياطين الإنس والجن في الداخل والخارج هذه الثورة أن تستمر بذات الوهج الذى بدأت به، وأن يجني الشعب الذى تلقى الرصاص في صدره ثمارها ،ومن ثم تنهض مصر قلب الأمة ، ويتدفق دم العروبة والإسلام عبر شرايين وأوردة القاهرة إلى باقي عواصم الجسد الواحد..؟!

0 عبرني: