بلاغ إلى النائب العام والمجلس العسكري


سيادة النائب العام...

حضرات الأفاضل أعضاء المجلس العسكري...

اهتزت مصر منذ أيام على وقع جريمة تجرد مرتكبها من كل شعور آدمي وغدا وحشاً كاسراً، بل إن الوحوش أكثر منه رحمة، لأنها لا تقتل غيلة أو لهوا أو لعباً ولا حتى بغرض البلطجة ، إنما تقتل لتأكل وتسد جوعها فحسب .

وكم رأينا أيها السادة من الوحوش من يطعم صغيراً ويحنو على ضعيف ويحمي من ليس له حيلة من بني جنسه، وفوق ذلك لا يأكل بعضها بعضاً.

أما هذا الوحش الآدمي الذي تجرد حتى من سلوك الحيوان، فقد رآه الشيطان شيطانا فاتخذه صاحبا ونديماً، وأشعل في صدره جمر الغيرة والحسد على شاب داعية قعيد حرمه الله من قدميه، وعوضه بزوجة ذات كمال وجمال فكانت خير معين له بعد الله سبحانه على يتقرب بها إلى الله تعالي.

لم يذكر الوحش الآدمي للداعية القعيد إحسانه إليه، وأنه كان سببا في توبته التي كان يتظاهر بها فيما يبدو للناس، ولم يذكر له كذلك المساعدات المالية التي كان يقدمها له عن طيب خاطر، كلما أرسله ليشتري له أغراضا من هنا أو هناك.

رتب مع الشيطان جريمته وخطط لها جيداً، أو هكذا كان يظن، ودارت رأسه كأنه مخمور حينما تذكر كلمات زوجته وهي تصف له مفاتن جسد زوجة الداعية القعيد، كيف أنها بيضاء كالقمر، ملفوفة القوام مثل ملكات الجمال، وصفت له عيناها وشعرها المخملي وضحكاتها الطفولية وخجلها وثغر الحسن في خدها، فاشتعلت نيران الشهوة العمياء في جسده الشيطاني.

دخل منزل الداعية القعيد وقدم له عصير دس فيه مخدرا لا يقوى على مقاومته جمل، وتأكد من أن زوجة الداعية الشابة في غرفتها لأنها لا تقابل الرجال ممن ليسوا من محارمها، قام إليه وعصر رقبته بكلتا يديه وتناول سكينا وحز بها العروق التي صرخت بأي ذنب ذبحت..!

ثم دلف إلى غرفة النوم وفاجأ الزوجة المسكينة بالسكين وعليه دماء زوجها، سارع إليها وكتم أنفاسها ووضع لاصقا على فمها في مشهد احترافي صفق له شيطانه الذي كان يراقبه عند الباب، قيد يديها بقسوة وربطها في السرير ونزع عنها ملابسها وهي تأن وتهمهم تترجاه ألا يفعل، دقائق حتى انتهى من وجبته المحرمة، لعق فمه كأقذر ما يكون حيوان وارتدى ملابسه ثم التفت إليها وقد خارت قواها، ثم وضع السكين على رقبتها فاستسلمت لأن الموت كان أرحم لها في هذه اللحظة.

لم ينجو المجرم بفعلته وسقط مثل أقذر حيوان في يد الأمن، واعترف بتفاصيل جريمته وكعادة هذا الصنف من الحيوان أراد أن يلقي بالتهمة على شيطانه الذي أعماه وأضله، غير أن الشيطان تبسم ساخرا وهو يتبخر من غرفة النيابة بعدما انتهي دوره في هذه القصة..!

واهتزت مصر ثانية سيدي النائب العام وحضرات السادة أعضاء المجلس العسكري الموقر ، هذه المرة كانت الضحية طفلة لم تجاوزت عامها الخامس بشهور قليلة، كان أقصى طموحها أن ترتدي صندل بعد أن عض قدميها الصغيرتين الفقر بأنيابه، كانت في الليل تنام على حلم جميل أن تستيقظ وتري في كفها كيس شيبسي أو مصاصة تلعقها في نشوة الأطفال..!

كم من مرة آلمها الجوع بعدما لم تجد ما تأكله طيلة اليوم، حتى أن أختها التي تكبرها بخمس سنوات كانت تجتهد في أن تشحت من عند الجيران شئ لأختها تأكله، وفي أحيان كثيرة يدفعها بكاء الصغيرة لأن تخطف لها باكو بسكويت من عند البقال، أو تغافل الطعمجي وتفر مسرعة بقرص طعمية ساخن ربما يحرق أصابعها ..!

لم يكن يعني العيد للصغيرتين الكثير سوى أنهما ينتظران من المحسنين بعد الجنيهات لركوب المراجيح وأكل الحلوي، لا تسأل عن الملابس فهما بالكاد قد وجدا ما يستر لحميهما ويدفع عنهما القليل من برد الليل وحرَّ النهار، ولا تسأل عن الأب فهو يقبع في السجن بعد تورطه بعدة سرقات، وهل لهما دخل فيما أعدته لهما الأقدار !، ولا تسأل عن الأم فهي منذ طلقت من والديهما وتزوجت ذلك البلطجي، وكل همها أن ترضيه فتعمل طيلة النهار لتعود ليلاً تدلل هذا الوحش الذي كان يذيق الطفلتين سوء العذاب.

هل تعلمون ماذا كان يفعل....؟!

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...

يا عيني لا تحبسي دمعك عليهما...

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...

ويا قلبي تمزق وتفتت حسرة عليهما...

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه...

ويا لساني أخرس كلماتك حزنا عليهما...

ويا سكاكين العالم اطعني قلبي حتى يهدأ أو يموت...

وأيها الحزن لا تقف صامتاً هكذا...

مد يديك واخنق عبراتي واحبس أنفاسي ...

إن كان هذا يرضيك...

إن هذا الوحش الآدمي كان يتعاطى جرعات من المخدرات تجلبها له والدتهما ثم يدخل في نوبة من الوحشية ويظل يضرب جسد الطفلتين بكل ما أوتي من قوة وبطش، ثم يسحب الطفلة الكبري ذات العشر سنوات ويعتدي علي عفتها وشرفها وهى تأن من ألم الضرب وألم الاعتداء، مزق برأتها وقتل الحلم في قلبها الصغير، ثم يلتفت إلى الشهيدة الصغري التي أخرسها الموقف ويفعل معها الجريمة ذاتها، وتظل تصرخ وتصرخ...

ولكن من يسمع صراخها...

ومن عساه أن يقف أمام رغبات بلطجي ...

مجرم ...

جبان...

الأم تعلم جيدا ما يحدث لطفلتيها لكنها تجردت من مشاعر أمومتها وصارت ذئبه، وربما لو مسخها الله حيوانا كما تستحق لأكلت لحم الطفلتين من فرط شراستها، لقد وجدت نزوات زوجها الجديد أمر لا مفر منه طالما تتمتع بحمايته، وربما قالت في نفسها انه سرعان ما ستفتر رغبته تلك في الطفلتين وسيعتريه السأم من تلك اللعبة، وأن ما يفعله طيش رجل لعبت برأسه المخدرات.!

أما الفتاة الكبري فلم تتحمل ما يحدث وفي ذات صباح تسحبت دون أن تشعر أمها أو الوحش الذي يرقد في صدرها ، وأيقظت شقيقتها الصغري بهدوء شديد وخرجتا عند الباب واحتضنت كل واحدة منهما الأخرى، وكان وداعاً مريراً بكت الشقيقة الصغري التي لا تعرف لها قلب يحن عليها سوى أختها، وبكت الشقيقة الكبري وشعرت أنها تغادر قطعة من جسدها وحينما نظرت في عين شقيقتها شعرت بأنهما لن ترى إحداهما الأخرى بعد اليوم، وهمست في أذنها بأنها ستغادر ولكنها ستعود يوما لتأخذها معها وعليها فقط أن تتحمل وتصبر، وشددت عليها ألا تستسلم لرغبات ذاك المجرم.

أيام مرت والطفلة مكبلة بحبل غسيل بلاستيك حفر لحمها الغض، وآثار العض والركل والعصا بكل ألوان الطيف على جميع جسدها ووجها، وهي تقسم لأمها وذئبها المجرم بأن شقيقتها الكبري لم تبلغها عن وجهتها، وبعدها مرت أيام والذئب يجدد انتقامه منها في كل ليلة مرة اعتداء بالضرب وعشرات المرات اعتداء (............)، حتى نحل جسد الصغيرة وغارت عيناها وكان من يراها يحسبها عجوز في السبعين وليست طفلة بالكاد تبلغ عامها السادس..!

وفي ليلة عقد الذئب العزم على التخلص منها بعد أن سئمها، فدخل البيت وفتش عنها فوجدها نائمة تحتضن البلاط شديد البرودة وممزقة الملابس، أيقظها بعنف صفعها عدة مرات دون سبب ومزق ما تبقى من ملابسها، ثم بدأ يتجرد من ثيابه أمامها وحينها حاولت الهرب مثل كل مرة تفشل فيها، فأمسكها من شعرها وطوحها بأقصى ذراعه فاصطدمت بالحائط ونزف انفها وفمها، ولعلها كانت آخر رغبة لها في الحياة فنشبت أظافرها مثل قطة صغيرة بائسة في وجهه، فاستشاط غضبا وامسك بـ"واير" حديد وانهال على ساقها وظهرها، حيى سقطت أمامه ممددة هامدة بالكاد تلتقط أنفاسها.

حضرت أمها بعد ساعات فأخبرها ما حدث وبكل برود وضعتها في بطانية قديمة وحملتها على كتفها وذهبت بها إلى إحدى الجيران، وأخبرتها أن تجعلها عندها طفلتها أمانة لأنها "مريضة" و زوجها لا يريدها في البيت، وأرادت الجارة وزوجها أن تستحم الطفلة وحينما كشفا عن جسدها صعقتهما المأساة، لم يكن في الجسد موضع إلا وفيه كدمة أو جرح غائر والضلوع تكاد تطل من الجسد النحيل من فرط الجوع .

لم تستطع الطفلة أن تمشي معهما إلى الحمام وسقطت من الإعياء، ولأنهما لا يعلمان أن إحدى ساقيها قد كسرت تحت ضربات الـ"واير" الحديدي، في دقائق معدودة تحدثت معهما الطفلة وأخبرتهما بكل شئ، بكت الجارة وزوجها واحتضنت الطفلة في صدرها ولأول مرة تشعر الطفلة بحنو الأمومة ...ولكنها كانت المرة الأخيرة، حيث طلبت منهما أن تشرب وبعدها طلبت كيس شيبسي لأنها جائعة، ولكن القدر لم يمهلها لتحقق أمنيتها الصغيرة وقبل أن يذهب زوج الجارة ليشتري لها الشيبسي سقطت مغشية عليها في غيبوبة أخيرة.

في المستشفى طلبت الإدارة البطاقة الشخصية لزوج الجارة ودخلت الطفلة في العناية المركزة وكانت حالتها ميؤس منها، لأنها ببساطة كانت مصابة بنزيف وكانت تحتضر ببطئ شديد ولعلها كانت متمسكة بالحياة عساها تبتسم لها يوما وتجمعها مع أختها، ومرت ثلاثة أيام لم يزورها احد ولا حتى أمها التي علمت بمكانها بعد أن أخبرتها جارتها، ثم فاضت روحها الطاهرة وانطلقت بها ملائكة الرحمة مسرعة نحو الجنة.

لم يحضر أحد لاستلام جثة الصغيرة لدفنها وظلت هكذا أياما في ثلاجة المستشفي، حتى اتخذت إدارة المستشفي قرارها وسلمتها إلى مشرحة كلية طب القصر العيني، وهناك مزق الطلاب جسد الصغيرة بالمشارط وقطعوا منه ليتعلموا كل شئ عن الطب، ولعلها لو نطقت لطالبتهم أن يتعلموا الرحمة أولا، ثم قامت إدارة الكلية بدفن ما تبقى من جسد الصغيرة في مدافن الصدقة.

سيدي النائب العام...

حضرات السادة أعضاء المجلس العسكري الموقر...

أقر أنا الكاتب الصحفي أسامة عبد الرحيم أنني حصلت على هذه القصة من مكتب أحد المحامين بمحض الصدفة...

وأنها حدثت بكامل وقائعها منذ ما لا يزيد عن أسابيع قليلة...

وانه توافرت تحت يدي جميع الأسماء والأدلة على شروع الأم وزوجها المجرم في قتل الطفلة البريئة ذات الخمس سنوات وأشهر قليلة...

وقد وضعت أمامكم صورة الطفلة الشهيدة وأختها...

لعلها تحرك الرحمة والشعور بالواجب في قلوبكم...

وأنا أطالب عدالتكم بسرعة القبض على البلطجي المجرم زوج الأم، وكذلك الأم ذاتها بعد أن هددا الجارة وزوجها بالقتل إن هما فضحا سرهما وأفشيا أسباب مقتل الطفلة وهروب أختها الكبري...

سيدي النائب العام...

حضرات السادة أعضاء المجلس العسكري الموقر...

إن المجرم حر طليق يتمتع ويتلذذ باسترجاع مشاهد جريمته، وربما يفكر في غيرها مستقبلاً إن لم يقبض عليه ويحاكم علنا وليكن في ميدان التحرير، يجب أن يتم إنزال أقصى العقوبة عليه علناً ليكون عبرة لكل البلطجية الذين عاثوا في مصرنا فساداً بعد ثورة يناير...

إن هذا المجرم واحد من آلاف المساجين الذين فك أطواقهم حبيب العادلي وأطلقهم لينهشوا بأنيابهم وأظافرهم في جسد الشعب ، الذي اختار حريته وقام صارخا في وجه الفساد الذي أنتج أمثال هذه المسوخ الشيطانية، ولو لم نقف وقفة جادة في وجوههم فسيقتل العشرات أمثال هذه الطفلة الشهيدة، وأمثال الداعية القعيد الشهيد وزوجته الشهيدة.

سيدي النائب العام...

حضرات السادة أعضاء المجلس العسكري الموقر...

إن لم تقوموا بدوركم الآن فلا تلموني لأنني سأتدبر سلاحا وهو متوافر بكثرة، وسأذهب بنفسي إلى هذا البلطجي – أقسم على ذلك- وسأفرغ في رأسه كل الرصاص، انتقاما لشهدائنا في التحرير وانتقاما للطفلة التي قتلت وانتقاما للداعية وزوجته..

وقبل هذا وذاك انتقاما لمصر.

0 عبرني: