ممنوع من النشر


ألا تستحم يا جمعة.!

ليس من العيب مطلقاً أن يعدد الرجال في مجتمع هبت عليه رياح التخنيث من الغرب، وفرضت عليه جبراً قبل ثورة يناير فرمانات المجلس القومي للمرأة التى أصدرتها الجنرال سوزان زوجة الفرعون المخلوع ، ولكن العيب هو أن يظهر كاهن حرم الفرعون للجماهير بوجه ويخبئ وجه آخر خشية زوال كرسي الإفتاء من تحت إسته، لكن وثائق أمن الدولة المبعثرة أزاحت عنه لثام التقية وكشفت لمولانا الإمام عشرة زيجات سرية من سيدات علية المجتمع ثيبات و"موزز" ثريات وأبكاراً ، وقد كانت الى وقت قريب غيبا مستورا..!

فضيلة الفلانتينو يعرف من أين تؤكل الكتف التى غرس فيها أنيابه أملاً أن توصله إلى إعتلاء عرش مشيخة الأزهر قبل إندلاع ثورة يناير، وسارع لنجدة الفرعون وحشر الآيات والأحاديث وارتدي مسوح الواعظين عبر تحريم التظاهر والخروج على أمر ولي نعمته، وسرعان ما انقشع غبار السحر عن كلامه وأدرك أن الله قد نجى الفرعون ليس ببدنه فقط؛ ولكن هذه المرة بشحمه ولحمه لتتوالى مشاهد قدرة المنتقم سبحانه بتقديمه هو وأسرته وهامان داخليته وحاشيته الظالمة إلى المحاكمة، بعدها بلع الكاهن لسانه وأخرسته المفاجأة ، ولأنه كما عودنا برجماتي المرحلة خرج يصفق بعد أيام على إستحياء للثورة ، وفي نفس الوقت ومن تحت المنضدة شارك في ثورة مضادة يقودها فلول الفرعون وأعضاء حزب طرة الوطني..!

وكما أن للخير رائحته العطرة الطيبة فإن للفساد رائحته النتنة الكريهة، ويظل الأنتان أنتاناً حتى ولو استعملوا ماء التواليت وعشرات الجالونات من مزيل رائحة الخبث والسهوكة، ويتعين على ثوار يناير بشتى ألوانهم وإئتلافاتهم كما بادروا وكنسوا ونظفوا ميدان التحرير من القاذورات، أن يبادروا بكنس قمامة النظام السابق وتنظيف كل هيئات ووزارات وإدارات الدولة فرد فرد ومكتب مكتب وزنجة زنجة، ونحن على يقين أن يد رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف الطاهرة لن تصفق وحدها، لاسيما وأن النظام السابق لم ينتهِ بعد وأن أذياله ما زالوا موجودين بيننا رأيناهم فوق الجمال تارة وبالجلاليب في ستاد القاهرة تارة أخري ونأمل في القريب العاجل أن تجمعهم مقشات الثوار في مكبهم الجديد في بورتو طرة.

وياليت كاهن حرم الفرعون المخلوع ظل مبتلعا لسانه ومحنطاً بلفائف الصمت كما كان فى الأيام التى تلت الثورة، ولكنه أسرع إلى صحيفة أمريكية تعتبر لسان حال صناع القرار في الكونجرس والبيت الأبيض، وعلى صفحاتها خرج عن وقاره المصطنع ولطم خده وشق جيبه وجدع انفه وعفر رأسه وصرخ "يا سيد الأمريكان ويا بني واشنطن اللطيمة اللطيمة"، وأخذ ينذر ويحذر الأخوة الأمريكيين بأن صمتهم عما يجري في مصر لا يجوز، وأن سكوت سيدهم اوباما عمن سماهم السلفية لا يرضاه كتاب منزل ولا تقره شريعة نبي مرسل، وأن أمريكا بأرضها وسمائها وحرثها ونسلها وأعمدة بيتها الأبيض مهددة بغضبة من الرب وزلزلة عظيمة لا تبقى ولا تذر ما لم تتدارك أرض الكنانة بالعقوبات وقاية من شر أبنائها المغول..!

وربما لن تكون هذه الواقعة التى قام بها كاهن حرم الفرعون المخلوع منفرداً على صفحات الواشنطن بوست هي الوحيدة ذات الرائحة الكريهة، بل سبقها إعتداءه على حرية المنتقبات في إختيار ملبسهن ، وأفتي أن النقاب عادة كريهة وأن عدم امتثال الفتيات لهذا الأمر يعد خروجاً على طاعة ولي الأمر !! ، وجعل من الفرعون وحرمه نداً لله عز وجل وجعل طاعته مقدمة على طاعة الله ورسوله، وهي جريمة لا تستحق خلعه من منصبه فحسب بل ومحاكمته والزج به مع ولي امره وأفراد عصابته الغر الميامين في طرة، وإنه من العار بعد سقوط مئات الشهداء ونجاة الثورة من أنياب وأظافر كلاب الفرعون المسعورة أن يصمت فقهاء وعلماء الأزهر ومن نعتهم بالسلفيين على هرطقته وإفكه وبهتانه العظيم..!

إننا في حاجة ماسة إلى عدم السكوت على تقصير أو إخلال أي موظف حكومي بمهام وظيفته أو إرتكاب ما من شأنه أن يخل بشرفها وكرامة الوطن ويثير فتنة ويشق صف المجتمع، وعليه يجب على العلماء سواء من داخل الأزهر أو من السلفية أو من الإخوان وحتى المستقلين أن يخرجوا عن صمتهم ولا يكتفوا فقط بصد الهجوم تلو الهجوم، بل عليهم أن يبينوا قول الشرع في كل عبادة وفضيلة ومنها النقاب ولا يخافوا في الله أمريكا او غيرها، لا سيما وقد سقطت أسوار الخوف وصفدت الشياطين في زنازين طرة فممن نخاف وقد أرانا الله فيهم آية وعبرة, وعليهم أن يختصموا كاهن حرم الفرعون المخلوع أمام النائب العام والقضاء النزيه العادل.

وفيما يبدوا لي أن كاهن حرم الفرعون لا يستحي من ترديد الباطل وتأليب الأمريكان والغرب على الثورة والثوار، ولو أنه وجد علماء أجلاء يصفعون وجهه بالحجة والبرهان ويفضحون مواقفه المخزية للزم الصمت والتحف بالأدب, وفي حقيقة الأمر فإن غرض الكاهن من الهجوم لا يخص النقاب أو السلفيين تحديداً، ولكن يخص ثورة 25 يناير التى أضاعت جهد سنوات جعل الحرام والحلال سجادة في خدمة بلاط الفرعون ، وربما كان غرضه أن ينعم عليه الفرعون ويرفعه من دار الإفتاء إلى مشيخة الأزهر، وأخشى أن أقول أن ما يفعله الرجل الآن يعد كره للإسلام وعمالة للغرب وربما هو جاهل بذلك ولا يدري..!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقال تم منعه من النشر...!

0 عبرني: