صناعة الإرهاب الطائفي (3)

وشهد شاهد على أكاذيب مخطط شنودة

ومن الجدير ان نستدعي شاهدا على إتهامات الأستاذ نظير..ويجب مراعاة ان الأستاذ نظير في بداية مقاله قال بالحرف أن شخصا ما نقل له ما حدث وهو بنى على كلامه جميع ما جاء في مقاله، في حين أن شاهدنا وهو الشيخ حافظ سلامة كان شاهد عيان على واقعة ادعاء حرق الكنيسة الأرثوذكسية في السويس يوم 4 يناير 1952..

ولكن مهلاً يا رفاق من هو الشيخ حافظ سلامة أولاً:

كلكم تقريبا رأيتم منذ أيام ذلك الشيخ التسعيني وضئ الوجه ذو اللحية البيضاء والطربوش الأحمر العتيق وهو يرتدي بدلة متواضعة على الفضائيات ، رأيتموه وهو يصيح بكلمة الحق في استرداد مسجد النور في العباسية والذى استولت عليه وزارة الأوقاف في عهد الرئيس المخلوع، ورأيتم كيف أنه رفض ان يجلس أمام مذيعة متبرجة في سن أحفاده واختار الجلوس في غرفة الضيوف في الإستوديو ، في حين جلس خطيب الأوقاف الشاب الأزهري صاحب العمة والجبة والكاكولا بلا اكتراث امامها طيلة الوقت شاخصا في محاياها...!

ولد الشيخ حافظ على أحمد سلامة، بالسويس في 6 ديسمبر 1925م أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر، وكان حافظ الأبن الرابع لوالده الحاج علي سلامة الذي كان يعمل في تجارة الأقمشة، وبدأ حافظ سلامة تعليمه بكتاب الحي ثم التعليم الابتدائي الأزهري وأخذ في تثقيف نفسه في العلوم الشرعية والثقافة العامة ودرس العديد من العلوم الدينية ثم عمل في الأزهر واعظًا، حتى أصبح مستشارًا لشيخ الأزهر لشئون المعاهد الأزهرية حتى 1978م، ثم أحيل إلى التقاعد.

انتسب للعمل الخيري مبكرا وشارك في العديد من الجمعيات الخيرية في السويس، وكان له دور اجتماعي وسياسي ونضالي بارز حيث ساهم في دعم المقاومة والمشاركة في العمليات الفدائية والتعبئة العامة للفدائيين في الحروب التى خاضتها مصر ضد الاحتلال الإنجليزي والإسرائيلي، وواصل هذه التعبئة ولكن هذه المرة ذاهبا الى ليبيا مرتين لحث شباب الثوار على مواصلة جهادهم ضد نيرون ليبيا معمر القذافي.

ويحكي الشيخ حافظ – حفظه الله تعالي- الحكاية كما رآها في ذلك التاريخ بعد إلغاء معاهدة 1936 بيننا وبين الإنجليز بعد صراع مرير من شعب مصر ضد الاحتلال الإنجليزي حينذاك وقيامنا بسحب العمالة المصرية من المعسكرات البريطانية فوجئنا بالمواطن محمد العربي يطلق النار على بعض الجنود الإنجليز في محطة بترول كانت خاصة بالقوات البريطانية عند المثلث في المكان المبنى به الآن مسجد الخلفاء الراشدين وكان يسمى من قبل بالمجاهدين .

وإذا بالقوات البريطانية تطلق النار عشوائياً على المواطنين وسقط الكثير منهم شهداء وجرحى وحينذاك لم يكن لديّ سلاح لأقاوم به وللرد على العدوان البريطاني وإذا أبى أجد اليوزباشي محمد البركينى ومحمد النفياوى ومع كل منهم حوالي من 15 إلى 20 جندي بلك النظام ( ألأمن المركزي الآن ) ومع كل منهم بندقية من عهد الخديوي التي يستعملونها طلقة طلقة وبالتالي قمت بمساعدتهم واشتركت معهم ضد الموقع الإنجليزي الذي يطلق النار على المدنيين ولكنهم طلبوا منى أن أزودهم بالذخيرة لأنها سوف تنفد منهم ولن يستطيعوا الاستمرار في المعركة فاضطررت إلى أن أتركهم لإحضار الذخيرة لهم، وإذا أبى أجد الصاغ زكى جبران مفتش القسم المخصوص (سابقاً أمن الدولة حالياً) يطلب منى أن أأمر الضابطين وقواتهما بالكف عن إطلاق النار لأنه أتفق مع القيادة العسكرية البريطانية بوقف إطلاق النار بصفته ضابط الاتصال بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية ومعه اليوزباشي جرجس مينا لأن المكتب لم يكن به على مستوى المحافظة غير الصاغ زكى جبران واليوزباشي جرجس مينا واليوزباشي ميخائيل والكونسطبل المرحوم الحاج عبد المقصود والكونسطبل محمد التابعي وهما المسلمان فقط بالمكتب لمراقبة المساجد . في هذا اليوم 4 يناير 1952 حاول الإنجليز دخول المدينة فتصدت المقاومة لهم .

وبدأ بعض الفدائيين يتخذون مواقعهم فوق أسطح بعض المنازل وكنت حيذاك – وكان اليوم جمعة – بالمستشفى العام لاستقبال الشهداء والجرحى وإذا أبى أسمع طلقات نارية قريبة منا وإذا بنا نرسل بعض الحراسات الموجودة بالمستشفى من جنود بلك النظام إلى مصدر هذه النيران وإذ بهم يجدون اثنين من المواطنين الأقباط فوق منزل الحاج المرحوم عبد العزيز البهنسى المواجهة للمستشفى يطلقون الرصاص على سيارات الإسعاف وعلى الأهالي الذين جاءوا ليطمئنوا على ذويهم بالمستشفى وطلبنا من جنود بلك النظام أن يأتوا بهؤلاء ولكنهم من غضبهم أجهزوا على واحد منهم وجاءوا ببندقيته وطلبنا عدم المساس بالأخر حتى نعلم من وراءهم وعلى الفور حضر الصاغ كامل سالم مأمور قسم السويس ليتولى بنفسه التحقيق ولكنه قال لي : يا شيخ حافظ هناك مظاهرة قامت من ميدان الأربعين عقب صلاة الجمعة ومعهم جثتان لاثنين من المواطنين كانوا يطلقون النار من منزل المواطن جورج سمعان بشارع صدقي على الفدائيين المنبطحين بالأسطح الذين يطلقون النار على الإنجليز فاضطروا إلى إحضارهم وتم قتلهم بعد إحضار الأسلحة التي كانت بحوزتهم ويطلقون النار منها على الفدائيين .

فقلت للسيد المأمور : وأنت لماذا لم توقفهم وتسحب الجثث ؟!! فقال لي : لم أستطع مع غضب المواطنين، فالحقهم لأنهم كانوا يقولون على الكنيسة على الكنيسة حتى لا تحدث فتنة . فقلت له : هما فين . قال لي : في طريقهم إلى الكنيسة . فقلت له : كيف أصل إليهم ؟ !! فقال:خذ سيارتي الميري علشان محدش يعترضك من الشرطة . ورغم العراقيل التي صادفتها من بعض ضباط الشرطة ومنهم القائم بالحملة الميكانيكية وكان ضابط مسيحي . ولكنني بفضل الله تبارك وتعالى استطعت أن أصل إلى الكنيسة ووجدت بها بعض الأقفاص والقش الذين كانوا سيقومون بحرقه وأربع دكك خشبية كانت موجودة على باب الكنيسة الداخلي وبفضل الله تبارك وتعالى أدركت هذا العمل قبل نشوبه وتفريق المتظاهرين . وقلت لهم : هذه مؤامرة وخاصة أن مأمور قسم الأربعين قبض على اثنين من الأقباط كانوا يتزعمون المظاهرة معكم . والآن هم في قسم شرطة الأربعين . لا نريد فتنة حتى لا نسمح للإنجليز بالتدخل فانصرف جميع المواطنين وإذا بى أجد المرحوم اللواء/ محمود كفافى حكمدار السويس (مدير الأمن بعد ذلك) فقال لي: أنت سبقتني يا شيخ حافظ . فقلت له : حتى أدرك هذا الشباب المغرر بهم وخاصة بعد أن تم القبض على اثنين من النشطاء في المظاهرة وتبين أنهم من الأقباط . فقال لي : تعال نخش جوه الكنيسة حتى نرى من بالداخل فإذا أبى أنادى ويخرج من فرن الكنيسة الخاصة بخبز القربان شخص يسمى ميخائيل . فقال : أنا أستخبيت في الفرن لما شوفت المظاهرة فقال سيادة الحكمدار حينذاك : في حاجة في الكنيسة . فقال : مافيش حاجة داخل الكنيسة ولكن في فناء الكنيسة وعند الباب.

يواصل المجاهد البطل الشريف الحر الصادق الأمين:

وأتحدى شنودة أن يأتي بدليل أو بصور فوتوغرافية عن أي أضرار أصابت الكنيسة حينذاك . وإذا أنا واقف مع سيادة اللواء إذ حضر نزيه تناغو المحامى ومعه نصرالله سمعان الموظف بمحافظة السويس فقالوا لسيادة اللواء : أحنا ها نروح للقنصل الإنجليزي في بور توفيق ونطلب منه حماية الأقباط من عدوان المسلمين علينا فحاولنا تهدئتهم وإسكان غضبهم لعدم إثارة الفتن وأثبت سيادة اللواء ما شاهده وما تلفظ به نزيه تناغو ومن معه وهما في ملف كلاً منهم إلى الآن في أمن الدولة .

هذه هي قصة المقتولين بذلك الحادث بذلك اليوم ، الذي غضب من أجله نظير جيد ـ الأنبا شنودة قبل أن يترهبن ـ ونشر افتراءات كثيرة واتهم فيها النظام والشرطة في تواطئهم وترك القتلى وأتحداه أن يعود إلى ما ثبت في المستشفى العام من عدد الشهداء الذين استشهدوا في هذا اليوم برصاص الإنجليز ورصاص الخونة من الأقباط ...!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم الإقتباس من كتاب الدكتور محمد عباس.

0 عبرني: