الكلمة شرف..


" قلمي لا ينطق الا الحق..ينشق الصخر ولا ينشق"..
كانت هذه بعض الأزهار التى نثرت في حفل تكريم الدكتور جابر قميحة في نقابة الصحفيين بالأمس..
للأسف لم أحضر الاحتفالية من بدايتها لأن الطريق من شارع السودان إلى شارع 26 يوليو كان محتقناً بالسيارات..
استقبلني صديقي طارق قاسم عند الطابق الرابع حيث مقر قاعة الاحتفال وبسرعة أخذت مكاني بين الحضور...
العجيب انني ظننت القاعة مكتظة عن آخرها حيث أن المحتفي به قلم له تاريخ في الشعر والادب والقصة والمسرحية والمقال السياسي..
الرجل الذى تخطى السبعين بكثير يجلس هادئاً متكئاً على عكاز الزمن ناثرا نظراته على الأجيال التى جاءت تحتفل بنهر ابداعاته الفكرية قبل رحيله الذى بات يشعر به بعض تساقط أوراق العافية من فوق اغصان العمر..
من فوق المنصة انبرى الضيوف في استرجاع ذكرياتهم مع ما كتبه د.جابر قميحة وكان أبرزهم المستشارة الدكتورة نهي الزيني ..
أعجبتني كثيرا كلماتها في حق الرجل بل وأعجبني أكثر القائها قصيدة من ديوان د.جابر قميحة بعنوان لجهاد الأفغان أغني...
غير انني اعرف د.نهي من خلال كتباتها السياسية الساخنة التى لا تقبل فيها انصاف الحلول الا قول الحق ولا شئ غيره..
لكن أكثر شئ خدر أذني هو قصيدة القاها مدير قناة الرافدين الفضائية وهو سوري الجنسية بعنوان يا صاحبي..
انتزعتني طريقة الالقاء من مكاني واطاحت بي عالياً حتى شعرت ان روحي حطمت سقف القاعة وخرجت في رحاب السماء..
كلمات القصيدة لا اذكرها الان ولكن سأحصل عليها بإذن الله لأنها اعتصرت الوعي في داخلي ومسحت على جدار قلبي..
في نهاية الاحتفالية التقت صورا مع د.جابر قميحة وبعض الضيوف ثم ذهبت صوب د.نهي الزيني ..
عرفتها بنفسي فوجدت روحا عالية وعقلية ابداع تتدثر في ثوب انثى خمسينية القوام..
أردت أن اهديها شيئاً لم يكن معي شيكولاتة حاضرة في جيبي..
فتشت فعثرت على سُبحتي فاستئذنتها في قبولها هدية ففرحت بها كطفلة في يوم عيد..
عند مدخل النقابة صافحت د.جابر ثانية ولثمت يديه التى عاشت شريفة وظلت هكذا في زمن عز فيه الشرفاء..
غادرنا طارق قاسم بحمولته من الكتب التى وزعت على ضيوف الاحتفال ومن بينها مجلدات الأعمال الكاملة للدكتور جابر قميحة..
وانصرفت مع صديقي ضياء الصاوي في طريقنا الى قهوة البورصة وكانت عقارب الساعة تتثائب وهي تقترب من منتصف الليل بقليل..
للمرة الألف يتملكني العجب من خليط الحاضرين على هذه المقهي التى تقع قريبا من ميدان التحرير ..
فصاحب المقهي أحد كوادر حزب الغد المعارض..
وأغلب روادها من حركة كفاية وشباب 6 ابريل والشيوعيين والناصريين وبعض افراد جمعيات حقوق الانسان وبعض الأجانب..
وبينما بدأت أرتشف قهوتي أنا وضياء اذ بفتاة من شباب 6 ابريل ذراعها الايسر معلق برباط في رقبتها تخبرنا ان بهاء في النيابة..
سألت ضياء مين بهاء فاعطاني جريدة الشروق عدد اليوم 14 ابريل في الصفحة الاولي رأيت شاب في مظاهرة يخلع البنطلون..
عرفت أن بهاء شطحت به المسألة وبدون اي داع صفع أحد ضباط الأمن قلما ساخنا على سداغه الميري..
انصرفت الفتاة وهي تمسك بما تبقى من سيجارتها في يدها ..
بعد قليل انضم الينا عبد الرحمن احد شباب 6 ابريل خجول لدرجة مرضية ومؤدب بشكل مثير ..
عبد الرحمن العضو الوحيد المتمرد على اعراف اسرته الاخوانية بالكامل حتى النخاع..
وبينما يلتهم عبد الرحمن بقية ساندوتش انحشر بين اصابعه حكى لنا كيف تم تفتيشه عارياً تماما أمام احدى زميلاته المناضلات في حركة شباب 6 ابريل..
وحينما اعترضت الفتاة على تعرية عبد الرحمن امامها بلبوصا كيوم ولدته الحاجة مامته خيرها الضابط بين أن تغمض عينيها او تدير وجهها ..
لكنها لم تفعل وهو ما جعل عبد الرحمن في موقف حيص بيص يتألم منه حتى هذه اللحظة حتى ان وكيل النيابة حينما طلب منه ان يحكي هذه الواقعة بعينها ..
ناشده عبد الرحمن ان يكتفي بكتابة عبارة "منعه حياؤه من الكلام"..!
وللحديث بقية..

0 عبرني: