مسألة كبرياء


راجع انا وعبده صاحبي في حدود الساعة واحدة صباحاً من النزلة بتاعة منطقتنا على كورنيش المعادي...
كنا لسه متمشيين في وسط البلد واشترينا بنطلونيين "جينز" وضاربين أكلة كده خفيفة عالماشي...
وفجأة...
شوفنا في قلب كومة الزبالة اللي ورا بنك HSBC راجل في الخمسينات مهلهل الثياب جلس يلتقط طعامه...
فطر المنظر قلبينا فدس عبده اصابعه في جيب بنطاله واخرج اللي فيه النصيب وحاول يكرمشهم في ايد هذا المسكين...
لكن الرجل التقط أصابع بقسماط معدودة وجدها بين أكياس الزبالة وانتصب واقفاً وهو يكرر:
لأ لأ مش عاوز فلوس ما انا باكول أهو..!!
حاول عبده جاهداً أن يرغمه على أخذ الفلوس ولو بوضعها عافيه في جيب الرجل ولكن الأخير رفض رفضا مطلقاً...
ولمحت في رفض الرجل المسكين بقايا كبرياء ممزق مثل الهلاهيل التى لا تكاد تحمي لحمه من عض البرد...
قال عبده متأثراً:
بسرعة صور المسكين ده وانشرها مع تعليق جامد..
لكني تراجعت أمام كبرياء هذا المسكين الذى ربما منعه ماضيه العفيف من قبول إحسان الناس..
مشينا بعيداً وأخذنا نردد عفوياً: ربنا ينتقم منك يا نظيف انت واللي مشغلك..
عملتها وقلبت الشعب وشحت الغلابة..
نشوف فيكم يوم يا بُعده..!
بس..!

0 عبرني: