حكاية كشك


مسكين هذا المواطن الذي قد يكون أنا أو أنت..من ساقته أقداره أن يعيش العصر الذهبي للوفره والرخاء والبغددة في مصر 2010..
بعد صلاة الجمعة قابلت جاري ولأننا نسكن في ذات العمارة فقد تبادلنا أطراف الحديث - هو أخد طرف وانا اخدت التاني- أثناء عودتنا عن ماشت 4/ صفر بتاع مصر والجزائر كل من وجهة نظره..
وعلى ناصية الشارع وقف فتوقفت ولما سألني عن سر توقفي اخبرته أنه بسبب توقفه فأخبرني ان سر توقفه هو ذاهبه للمخبز الكائن في الشارع اللي بعد بعدينا لشراء خبز سياحي فئة الربع جنيه وسأني ان كنت اريد ان اشتري بعضه..فتبسمت بكامل مساحة وجهي تقريبا وأخبرته انني في آخر الشهر وحيث أنني في آخر الشهر أحب ان انزل من برجي العاجي لأري كيف يعيش سواد المصريين وسأشتري الخبز اليوم من كشك التوزيع الملاصق للعمارة..
افترقنا ووصلت إلى المخبز اياه وحصلت على قفص كامل من الخبز بلا مشقة وتذكرت انني أعطيت لفتاة الكشك التى عينتها المحافظة أربعة لفائف من البسكويت فئة الربع جنيه - شمعدان أبو غلاف أخضر- واعلنت سرورها البالغ بهذا الكرم..
وعلى الغداء حضر اخي وزوجته وطفلته وكانت ست الحبايب الحاجة - ماما - في بيتنا واعدت زوجتي غداء اقل ما يوصف انه تحفه في الشكل والتقديم والمضمون بل والراحة أيضاً، واستهلت زوجة أخي طعامها بقضمة مفعمة بالعشم من أحد الأرغفة التى قدمت عشوائيا للحاضرين ..وهنا سمعنا جميعاً ما يشبه طرقعة صوت الرحايا حينما تدهس زلطة سقطت خطئا في العجين...!
وتذكرت ان خبراء سجنال تو يحذرون من ان قطع الزلط وحبات الرمل والكازوز والمسامير فئة الخمسة سنتمتر تؤثر سلبا على طبقة المينا التى تحمي الأسنان، وان المداومة على مضغها خلال الوجبات الثلاث يعجل بتلاشي الفك واللثة بالأسنان تدريجياً...!
ولا أدري لماذا طاف في ذهني هذه اللحظة ان أحدثهم عن فوائد مزج الرمل والزلط بالعجين، وان الخباز حينما ينفض شرابه ونعله - شبشب أو جزمة- المعبأ بالرمل من الداخل فوق العجين فانه يسدي لنا فوائد عميمة لا تعد ولا تحصي، أهمها أن الزلط يدخل في تشكيل خلايا عقل الانسان ويصبح أكثر صلابة في مواجهة اي غزو فكري أو حمدي او حتى مرعي، وانه يحسن حاسة السمع أثناء اصغاء الاذن الداخلية للطرقعة اللحظية بين فجوات الاسنان، وانه يساعد الجهاز العصبي على الاسترخاء والتأمل بعد أن تتوقف وتخرج ما في فمك وتتفحصه بروية بحثا عن ضرسك الذى اختلط هو الآخر بالعجين..!
وعجبي..!

2 عبرني:

أميرة يقول...

أكتب إليكم هذه السطور بينما استمتع بقرقشات الخبر الذي تفنن صانعوه بإضافة التوابل الترابية ، وتخيلت هذه التوابل وهي تسري إلى أعماق المعدة وإلى جنيني الضعيف لتقوي بأسه .

تحديث: أخجلتم تواضعنا بإطراءكم على الطعام ..
يا رب يطمر

بيتنا القديم يقول...

مرمر
.....
امممممممممممم
أكيد بيطمر والدليل التصييت اللي على مدونتي ولا مش واضح...!!
(: