نزوات عقل..!



07:00am
يقاوم رغبة جسده وتوسله لقضاء لحظات أخرى في الفراش..
يجلس على حافة السرير مترنحاً نصف نائم ..
يفرك عينيه ويمسح مرآة وجهه بكلتا كفيه..
يدس كفه تحت وسادته قابضاً على هاتفه المحمول ..
باقي علامة واحدة على نفاذ البطارية..
يضغط عدة أرقام بلا تركيز وينتظر..
- آلو..؟
- آلو..!!
- مضى وقت طويل على لقائنا آخر مرة
وفي القصيدة الأخيرة التي كتبتْ
كان ثمة مايشبهك
لم أتعمد الكتابة عنك
وأنت أيضاً
لم تتعمدي زيارة مدونتي

- مين حضرتك..؟!
يتوقف نبض البطارية..
فيصمت الهاتف..
ويتجه نحو الحمام..
09:45 am
قضم قضمة من ساندوتش الفول..
نفض ما علق بقميصه من غبار الساندوتش..
نظر إليه زميله في العمل قائلاً:
ذات مساء ..
سأكون جالساً لوحدي أمام النافذة..
أدخن سيجارتي بشراسة الساديّ..
وبدون سابق إنذار..
سأتجه لمكتبتي التي لازلت أعلق عليها..
أول رسالة حب قرأتها منها..
وسأمزق أول ما سأمزقه بعد رسالتها..
كل كتب الهرطقة النفسيّة..
من مؤلفات الفريد أدلر..
مروراً بـ غوردن البرت..
حتى ألبرت باندرو..
وطبعاً لن أنسى كل التفاهات الفرويدية ..
سأمزقها كلها وأكمل سيجارتي بهدوء..
فلا أنا..
ولا نظرياتهم..
نمتلك الطاقة لاحتمالها..
تجشأ مع آخر قضمة من الساندويتش..
ثم كور لفافة الساندوتشات ومسح بها ما علق بشفتيه جيداً..
ثم نظر الي زميله وهو يلوك قضمته الأخيرة بلا اكتراث قائلاً:
ولكنك لا تدخن يا عزيزي..!!
04:00pm
تمدد على الشازلونج وطوح حذائه بعجرفة..
كظم الطبيب غيظه وهو يدون هلاوس مريضه المتعجرف..
قال: نعم أنا مصاب بفوبيا النساء ..
ابتسم بخبث: كل اللواتي زرن قلبي لم يعدن إليه مجدداً
قطب جبينه: أنا الآن وحدي
أكمل بحسرة: وليس في ذلك ما يدعوني للخوف أو الخجل
ضغط على أسنانه: عليكم أنتم أن تشعروا بذلك
توعد بشراسة : وأن تكفوا أيضاً ..
عن دعواتكم الفضفاضة لتمكين المرأة..
قال له الطبيب بهدوء: اطلع بره..!
05:06 pm
من خلال مقعده في قطار مترو الأنفاق..
لمح أمامه راكباً منهمكاً في قراءة كتيب ما..
دحرج عينيه خلسة -كعادته- ليسترق شيئاً..
رفع حاجبيه دهشة مما قرأ..
- المرآة امرأة ...
ملساء كبداية الصبا...
ميساء كمنتصف الصبا...
فارغة مستعدّة كضيافة...
ممتلئة مكتنزة كمستقبل الذكريات...
تظمأ في غيابنا ...
وحين نرجع تَهشّ لنا ...
ولكنّنا نظنّ أننا نحن مَن يبتسم لها...
هي حليب خيالنا...
سماء عيوننا...
توسُّل قلوبنا...
مَعْبدنا وطقسنا الدينيّ المتواصل...
انقض على صاحب الكتيب وعانقه بسعادة بالغة..
وسط ذهول الرجل، ودهشة باقي الركاب..
قام بعدها وأخذ دوره أمام باب العربة استعداداً للنزول..
وصدمته أمواج البشر المندفعة للصعود..
5:45pm
"لا شئ يتغير"..
هكذا بدأ تدوينة جديدة..
في بيته القديم..
قال لزواره المفترضين..
لأنّ النجّار في الحيِّ المجاور..
لايدقُّ مسمارهُ قبل أن يفكِّر..
فلا شئ يتغير..
وبائع الخضار المتجول..
يحرص كل عشر دقائق على رشِّ خضراواته بالمياه..
حتى لا تحترق من رعونة الشمس..
فلا شئ يتغير..
وجارتنا..
لا تبدأ صباحاتها من دون حكاية جديدة..
فلا شئ يتغير..
وسائق التاكسي..
يتوقف عن الكلام عند الإشارات الضوئية..
فلا شئ يتغير..
وصانع الخبز..
يتذكر وجوه المنتظرين في الصف جيداً..
فلا شئ يتغير..
وأستاذ الجامعة..
ينسى في اليوم التالي معاقبة طالبة..
نهرته حينما هَمَ بالتحرش بها..
فلا شئ يتغير..
والقافية في نهاية العمود..
تنتظر سن الستين لتتقاعد..
فلا شئ يتغير..
والزعماء العرب..
مستعدون في كل ثانية لتقديم تنازلاتهم..
فلا شئ يتغير..!
09:00pm
الصباح مضى بغتة..
تسيل بين أطراف شفاهنا العبارات ذاتها..
ولا نعرف الآن..
إن كان حقا ما نعيش تفاصيله حلم ام حقيقة..
نعم يبدو المكان نفسه..
لأن العبارات تبدو ذاتها..
العبارات تسيل كما الصباح..
هكذا بغتة ودون سابق كلمة..
ونسمعها كما كنا دائما..
في أحلامنا المتشحة بالحقيقة..
حتى المرأة..
دائما تسيل كما صباحاتنا..
وسرعان ما يمتصها ضوء النهار كحلم..
ودائما هي بهذه القسوة..
ترافقنا مسيرة أحلامنا..
وترهق غفواتنا..
دون أن ننتبه أننا نعدو..
في سهول الحلم وليس الحقيقة...
03:00am
الأن أنا احلم..
نعم احلم وأعلم ذلك..
راااااااااااااااااااائع..!
باقي ساعتين على الفجر..
والحلم مدته 90دقيقة ..
كلا هذا الحلم لا يروق لي..
رأيته مراراً وما عادت احداثه تثيرني..
سأخرج من دهاليزعقلي حلماً أكثر روعة..
حلم..
أنا أكتبه وأخرجه وأمثله..
وفي النهاية قد يتملكني الفزع ..
حينما يتجسد أمامي حقيقة..
وتلك تدوينة أخرى..!!

6 عبرني:

Jana يقول...

أخشى أن تكتشف فى السابعة صباحا حين تقاوم رغبة جسدك وتوسله لقضاء لحظات أخرى فى الفراش أن هذه التدوينة ما هى الا حلم جديد...عفوا ..حلم قديم ..لم يعد يروق لك ولا تثيرك أحداثه
ثم أن تقرر فى الثالثة صباحا من اليوم التالى أن تُخرج من دهاليز عقلك حلما أكثر روعة..قد يتملكك الفزع حين يتجسد امامك حقيقة
ثم تأتى السابعة صباحا لتقاوم رغبة جسدك وتوسله لقضاء لحظات ..................................
.
.
.
.
فلا شىء يتغير

من أحلى ما قرأت لك
نزعة من نزعات جنون الأحلام
:)

بيتنا القديم يقول...

Jana
.....
والله أحياناً يحدث أنني أكون داخل حلم ويرادودني احساس انه حلم..حينها لا يخيفني عواء الزومبي حينما يكتمل القمر..ولا أرتعد حينما تضع النداهة أناملها على كتفي من خلف ظهرى..!!
(:
الشئ المرعب حقاً أن نعيش واقع نعلم يقيناً أنه ليس حلماً أو كابوساً يوشك ان ننتبه منه..حينها يصير الهواء ثقيلاً..والضوء خافتاً..والكلام متقطعاً..والأنفاس لزجة لا تبرح صدورنا..!!
(:
دمت بخير

على الطريق يقول...

*
أقبلت
لحظة الفجر
قام من فراش حلمه
نظر إلى النافذة
ضوء الشمس
دفئه يلامس جسده
ضوئه يلمع في عينه
تلاشت كل الاشباح من غرفته
إنها هي
واقع .. نعم ليس حلما
ليست مرآة .. ليست بدانة الذكريات
إنها فقط له ومعه وبه
قطة صغيرة

بيتنا القديم يقول...

على الطريق
..........
قطة صغيرة...!
نعم..
هي..
كذلك..!!
(:

غير معرف يقول...

لغتك رائعة يا أسامة

بوركت وبورك قلمك

أشكرك بحرارة على نصيحتك الغالية - كالعادة - فيما يتعلق بزيجتي المنتهي أمرها

نعم ما قلت - نعم ما قلت - نعم ما قلت

صدقت يا أسامة وصدق كل من تكلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

الأخ الأصغر - مقاما اذا قورنت بسيادتكم

أحمد هندي

بيتنا القديم يقول...

أحمدوف أنتيموف كلانشيكوف
......................

صبحك الله بالخير..

أن يتأخر الظرف المناسب..

خيراً من ان نتعجل ما يؤلمنا أبد الدهر.

(:

بلاش الكلام الكبير ده يا برنس ..الدين

النصيحة يا حمادة..!

أتمنى لك الخير في مغامرة عاطفية تخطف

قلبك ويكتب الله لك فيها السعادة

والفرح..!

تك كير من بنات اليوم..!