دعه يمت..دعه يمر


الطريق سريع
لاتكاد تلمح السيارات المارة
سيارات فارهة من كل لون ونوع واخري عتيقة تجر قدميها جراً
احياناً لا يوجد كوبري للمشاه..واحياناً يستسهل المشاة انفسهم
وفجأة
حاااااااااااااااااااااااااااسب
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
صوت فرامل سيارة تصرخ بشدة وتحاول وقف جماح القدر..ثم
إرتطام مروع
ثمة جسد يطير للأمام عدة امتار ليهبط و يفترش الأسفلت
ذاكرة الجسد تومض وتنطفأ بتقطع متوالي..ثم تحاول ان تومض مرة اخري
شريط من الذكريات يمر سريعاً من امام عين الجسد الممدد
اولاد..زوجة..ديون..جمعية..صلاة..طفولة..أمل..يأس..ثم
تنطفأ الذاكرة للمرة قبل الأخيرة
أيادي كثيرة تحاول المساعدة..صرخات ملتاعة..ومنظر مهول
الجسد لا يشعر انه ينزف..وان قطرات الحياة تنساب في خط متواصل من الدم
الأذن تسمع كلام مبهم..لا تتبين منه سوي كلمات تقول..لا تحركوه..اتركوه علي حاله حتي تأتي الشرطة
الجسد يشعر بالخطر المحدق..المخ يضغط علي ما تبقي من وعي في الذاكرة..يتوسل للعين ان تفتح..يلح علي الأذن ان تستجيب..يتوسل الي اللسان لينطق بشئ ينقذ الجميع
إشارات الكهرباء المرتدة من المخ ضعيفة..القلب يتلقي صدمة..كمية الدماء المندفعة منه اقل بكثير من العائدة اليه
إرتباك شديد ينتاب المخ..ماذا يفعل
هنا تسمع الأذن أحدهم يصرخ..الرجل ينزف لا وقت لإنتظار الشرطة..يجب نقله الي المستشفي
المخ يهدأ قليلاً..ويبتلع اللسان ريقه بصعوبة..وتنتظر الذاكرة لتضيف ما قد يكون آخر مشهد تعيشه في هذه اللحظة
القلب يبعث بإشارات تنبيه للمخ ليفعل شيئاً..فمخزون الدماء لا يكفي لتغزية اعضاء الجسد..المخ يزداد إرتباكه من سيل الاشارات العاجلة..الأجهزة تنهار واحداً تلو الآخر
وأخيراً تسمع الأذن نفس الصوت مرة اخري يقول بنبرة خالية من الأمل..لا أحد يريد ان يقف..الكل يخاف من تحمل المسئولية لو مات الجسد
عندها تنهار الأذن بعد ان تبعث رسالة بالمضمون الي المخ..وبدوره ينقل المخ فحوي الرسالة بحسرة شديدة لباقي اعضاء الجسد..لكنه لم يتلقي إجابة من أحد..فقط الصمت..الا ان المخ وفي اللحظات الحرجة..يبعث بآخر إشارته الكهربية الضعيفة الي اللسان..ليتمتم الأخير بالشهادة..ثم ليصمت للأبد

0 عبرني: