عفواً...لن يقبلنا الغرب


أهلاً يا شباب

عفواً لن نتكلم عن إليسا او نجوي كرم

او عن فتوحات عمرو دياب...ولا عمليات فيفي عبده الإنتحارية

ولا عن آخر منتجات مستحضرات التجميل...وعلي عن فرق الروك آند رول

بل سنتكلم قليلاً عن رجولة مفقودة...وفردوس اضعناه...عن الأندلس

أعتقد أننا جميعًا نعرف هذا الاسم، ولا يمكن حتى أن ننساه أو نتناساه؛ لأنه في الحقيقة مكتوب بأحرف من نور في تاريخ الحضارة الإسلامية والإنسانية، وما زال يتلألأ هذا النور، وإن خبت جذوتها، غير أن الشهر الماضي شهد حملة مغرضة شنتها صحيفة "أيه.بي.ثي" أحد الصحف المسيحية، التي لا تتورع في أن تصوّب أقلامها المملوءة بالأحبار السامة ضد دول إسلامية وعربية؛ زاعمة أن هناك ما تسميه مخططًا إسلاميًا لبناء مدينة بقرطبة، تطلق عليها "مكة أوروبا"على نفس نمط "مكة المكرمة" بالمملكة العربية السعودية.

وتحت عنوان "مكة أوروبا" نشرت تلك الصحيفة عدة مقالات وتحقيقات، يقول مدير الصحيفة في أحد المقالات: "إن المعلومات التي نشرتها الصحيفة على مدى أسبوعين أو أكثر، تشير إلى أنهم حاولوا ويحاولون وسيحاولون بكل جهدٍ وعزمٍ أن تتحول قرطبة إلى مدينة إسلامية، على غرار ونمط "مكة" العربية، في محاولة منهم لاستعادة مجدهم المفقود، وإعادة التلألأ من جديد إلى تلك المدينة التي كانت يومًا من الأيام مقرًا للخلافة الإسلامية بالأندلس.

فشلت كل الجهود التي بذلتها الجالية الإسلامية للسماح للمسلمين بالصلاة في مسجد - كاتدرائية قرطبة - رغم تأكيد رئيس الجالية الإسلامية مرارًا وتكرارًا أنهم يردون الصلاة في المسجد فقط، وليس كما يزعم استعادته، ويبدو أن هذا الحلم صعب المنال، بعد أن أعلن "مونسنيور خوان خوسيه" أسقف قرطبة رفضه القاطع للرسالة التي بعث بها "منصور أسكوديرو" رئيس الجالية الإسلامية بإسبانيا، إلى بابا الفاتيكان "بينيديكت السادس عشر"؛ لكي يمسح للمسلمين بالصلاة في مسجد - كاتدرائية قرطبة -، معللاً رفضه بحجج واهية، حيث أشار إلى أن قبول مثل هذا الوضع لن يسهم في وجود تعايش سلمي بين الرموز الدينية، ولن يساعد في وجور حوار بين مختلف الأديان السماوية الموجودة في إسبانيا، مضيفًا أن هذا الطلب ليس وليد الصدفة, بل هو موجود منذ حوالي عدة عقود، بل الأدهى والآمر في ذلك هو تصريحات مجلس الأساقفة الأسبان، التي أشاروا فيها إلى أنه ليس للمسلمين حق في مسجد قرطبة، لذا لا يليق بهم أن يطلبوا من بابا الفاتيكان السماح لهم بالصلاة في مسجد - كاتدرائية قرطبة -، مشيرين إلى أن "الكاتدرائية" لا تنتمي للفاتيكان، وأن المسجد قام أساسًا على أنقاض كنيسة - حسب مزاعمهم الزائفة -، معتبرين طلب كل من الجالية الإسلامية الإسبانية والائتلاف الإسلامي بأحقية المسلمين في الصلاة بمسجد - كاتدرائية قرطبة - ليس له أساس من الصحة، لا من الناحية التاريخية، ولا من الناحية القضائية.

كعادة الغرب، وخاصة الدول التي أشرقت فيها شمس الإسلام كـ"الأندلس" دائمًا ما يلجأون إلى تزيف الحقائق والتاريخ، حيث زعمت الصحيفة أن الأرض المقام عليها مسجد قرطبة كانت في الأساس كنيسة، غير أن الجيش الإسلامي استولى عليها، وقام بتشييد مسجد "قرطبة" الكائن بدلاً منها، وتلك دعوة باطلة، حيث إن الخليفة الأموي "عبد الرحمن بن معاوية" قام بشراء تلك الأرض من الكنيسة آنذاك، وقام ببناء وتشيد مسجد "قرطبة" عليها.

يعتبر مسجد "قرطبة" من أعظم مساجد الأندلس وأكثرها أناقة، يعدّ تحفة فريدة من حيث روعة زخارفه، وفنون عمرانه، حيث إنه من الناحية الجغرافية يقع في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة قرطبة بالقرب من نهر الوادي الكبير، وتحيط به من جوانبه الأربعة أزقة ضيّقة.يرجع تأسيس المسجد إلى سنة (92هـ) عندما اتخذ "بنو أمية" قرطبة حاضرة لملكهم، حيث شاطر المسلمون نصارى قرطبة كنيستهم العظمى، فبنوا في شطرهم مسجدًا، وبقي الشطر الآخر للروم، وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين وجيوشهم اشترى "عبد الرحمن بن معاوية" شطر الكنيسة العائد للروم، مقابل أن يُعيد بناء ما تـمّ هدمه من كنائسهم وقت الفتح، وأمر "عبد الرحمن الداخل" سنة (170هـ) بإعادة بناء الجامع على أساسٍ وشكلٍ جديدين، بلغت مساحته آنذاك (4875مترًا مربعًا)، وكان المسجد قديمًا يُسمى بـ "جامع الحضرة"، أي جامع الخليفة، أمّا اليوم فيُسمى بـ "مسجد الكاتدرائية"، بعد أن حوله الأسبان إلى "كاتدرائية مسيحية".

أخيراً فإن الغرب مهما حاورناه او طاوعناه او حتي إنقدنا خلفه كالنعاج...يبدوا انه يحتفظ بذاكرة تاريخية مرتبطة الحلقات ومتصلة المواقف لذا فهو آي الغرب لم ولن يقبلنا في يوم من الأيام حتي يلج الديناصور في سم الخياط

0 عبرني: