صح النوم


أهلاً يا شباب


إذا ركبت مع أوربي وجدته خانساً منغمساً يقرأ في كتاب

وإذا ركبت مع عربي وجدته يبصبص كالذئب العاوي

أو كالعاشق الهاوي، يتعرف على الركاب، ويرغي مع الأصحاب والأحباب

بيننا وبين الكتاب عقدة نفسية، ونحن أمة (اقرأ)

ولكن ثقلت علينا المعرفة، وخف علينا القيل والقال

ولو سألت أكثر الشباب: ماذا قرأت اليوم ؟ وكم صفحة طالعت ؟ لوجدت الجواب: صفر مكعَّب

مع العلم أن غالب الشباب تخين سمين ثخين بدين، لأنه مجتهد في حشر الهمبرجر والبيتزا

وكل ما وقعت عليه العين ووصل إلى اليدين

سل الصحون التباسي عن معالينا ـ واستشهد البَيْضَ هل خاب الرجا فينا

كم (كومبو) شـهدت أنا جحافلهـا ـ وكـم بيتزا نـهشناها بـأيدينا

يحتاج شبابنا إلى دورات تدريبية على القراءة، لأنهم وزّعوا الأوقات على السمر مع الشاشات، أو التّحلق على المؤكلات السريعة، أو متابعة آخر الموضوعات الجنسية

الإنسان بلا قراءة قزم صغير، والأمة بلا كتاب قطيع هائم، طالعت سِيَر العظماء العباقرة فإذا الصفة اللازمة للجميع مصاحبتهم للحرف، وهيامهم بالمعرفة وعشقهم للعلم، حتى مات الجاحظ تحت كتبه، وتوفي مسلم صاحب الصحيح وهو يطالع كتاباً، وكان أبو الوفاء ابن عقيل يقرأ وهو يمشي، وقال ابن الجوزي: قرأت في شبابي عشرين ألف مجلده، وقال المتنبي: وخير جليس في الزمان كتاب

سألت شباباً عن مؤلفي كتب مشهورة فجاءت الإجابات مضحكة

قال صاحب كتاب فن الخطابة: العظمة هي قراءة الكتب بفهم

وقال الروائي الروسي الشهير تيولوستي: قراءة الكتب تداوي جراحات الزمن، وقال الطنطاوي: أنا من ستين سنة أقرأ كل يوم خمسين صفحة ألزمت نفسي بها

جمالَ ذي الدارِ كانوا في الحياةِ وهمْ ـ بعدَ المماتِ جمالُ الكتبِ والسيَرِ

صح النوم يا شباب فقد انقضى العمر، وتصرّمت الساعات، وقتل الزمان بالهذيان وأماني الشيطان وأخبار فلان وعلاّن، استيقظوا يا أصحاب الهمم الهوامد، والعزائم الخوامد، والذهن الجامد، والضمير الراقد

وَلَو نار نفخت بِها أَضاءَت ـ وَلَكن أَنتَ تَنفخ في رَمادِ

قاتل الله التسويف والإرجاف، وسحقاً لمن زرع شجرة «ليت» لتثمر له «سوف»، وتخرج له «لعلَّ» ليذوق الندامة

وَمُشَتَّتِ العَزَماتِ يُنفِقُ عُمرَهُ ـ حَيرانَ لا ظَفَرٌ وَلا إِخفاقُ

حيّا الله الهمم الشماء، والعزيمة القعساء، التي جعلت أحمد بن حنبل يطوف الدنيا ليجمع أربعين ألف حديث في المسند، وابن حجر يؤلّف فتح الباري ثلاثين مجلداً، وابن عقيل الحنبلي يؤلف كتاب الفنون سبعمائة مجلد، وابن خلدون يسجّل اسمه في عواصم الدنيا، وابن رشد يجمع المعارف الإنسانية

لولا لطائف صنع الله ما نبتتْ ـ تلك المكارم في لحمٍ ولا عصبِ

وددتُ أنَّ لنا يوماً في الأسبوع يخصص للقراءة، ويا ليتنا نبدأ بمشروع القراءة الحرّة النافعة عشر صفحات كل يوم تُقرأ بفهم من كتاب مفيد لنحصد في الشهر كتاباً وفي السنة اثني عشر كتاباً، ولتكن قراءة منوّعة في ما ينفع لتتضح أمامنا أبواب المعرفة وتتسع آفاقنا، وتُنار عقولنا

فيا أمة (اقرأ) هيا إلى قراءة راشدة، واطلاع نافع، وثقافة حيّة، ومعرفة ربانية، وسوف تنتهي بكم التجارب إلى أن الكتاب خير جليس

وشكراً للأمير بن صمادح حيث يقول: وزهدني في الناس معرفتي بهم ـ وطول اختباري صاحباً بعد صاحبِ

فلم ترني الأيام خلاًّ تسرني ـ مباديه إلاّ ساءني في العواقبِ

ولا قلت أرجوه لكشف ملمةٍ ـ من الدهر إلاّ كان إحدى المصائبِ

فليس معي إلاّ كتاب صحبته ـ يؤانسني في شرقها والمغاربِ

2 عبرني:

أميرة البلطجية يقول...

سلام عليكم
سمسم
اولا بشكرك وجزاك الله خير على البوستات الثرية دي
واسمحي اعلق بكومنت مجمع
لأن في حالة نفسية مش ولا بود اوي اللحظة دي
لكن مدمت جيت بيتك مينفعش امشى من غير ما اعلق واسلم
اول بوست ..ليلتكوا فل
ميرسي يا سمسم على النكت وربنا يسعدك ويروق بالك دايما
البوست التانية
لا تتكلمي
كلام ومشاعر مينفعش معاها حد يتكلم فعلا
جميلة اوي اوي
ثالثا: سي السيد 2007
طبعا كلام ربنا محدش يقدر يقول بعديه حاجة
وجزاك الله خيرا انك حاولت تلم جوانب الموضوع كلها..بس انا احب انك تفرق بين قبول المرأة لقوامة الراجل عموما وبين عمل المرأة.. انا مثلا بشتغل..مرتبي بستفيد بيه..طبعا لا تخلو حياتي العملية من ذنوب ككل الامور في حياتي..لكن يؤلمني كثير ا جدا ان حد يحسسني ان عملى في حد ذاته يعتبر ذنب..حتفق معاك ان المرأة تكون اولويتها البيت والاسرة (ده اللي عنده بيت واسرة يعني- لكن انا معنديش) ومعاك انها تلتزم البس الشرعي وعدم الاختلاط الخ.لكن كون انها متكوش صاحبة مهارات تانية غير المهارات اللي تؤهلها لرعاية الاطفال والزوج.. انا اعتبر ده ظلم واعرف يقينا انه مش من الدين لأن كثير من الصحابيات سمعت عن دورهم في المجمتع الاسلامي زمان وكان دور علمي وعملي الي جانب طبعا كونهن زوجات صالحات وامهات بالمقام الاول
دي كانت ملحوظة هامة بس لأن انا مثلا نفسي ادرس لغويات اجتماعية وان شاء الله حقدم في كلية اداب السنة دي (حتى لو حصل واتجوزت يعني) فكلامك لو كان بالمعني اللي انا مختلفة معاه يبقي انت كده بتقتلني لأني بحب الفرع ده من العلم لذاته وعندي رغبة قوية في الاستذاده منه وعندي رغبة اني اكون دكتوره فيه اعمل فيه ابحاث..مش حتكلم كتير عن ازاي الست بتوفق بين العمل والبيت وهذه الامور عشان ببساطة مجربتهاش
وفي نقط تانية بما اننا اتكلمنا عن مهارات المرأة والواجبات المنوطة بيها
انت تعلم ان شرعا الراجل المفروض يجيب لزوجته خادمة بل وجارية تسري عنها(حتي وان كانت قعادة في البيت)
طبعا في حدود مقدرته..ولو الست رضيت تتنازل عن هذه الامور لأنها تعلم ان زوجها مش قادر فطبعا ده يبقي فضل وربنا قال ولا تنسوا الفضل بينكم
والاصل في العلاقة الفضل
لكن ده رد على كل راجل يعتبر ان من قوامته انه يخلي زوجته شغالة في البيت لدرجة اني اسمع البعض لما حد يسأله انت عايز تتجوز ليه..يقول عشان الاقي حد يطبخلي ويغسلي هدومي
حقيقي بشمأز
بوست الانسة مراتي
اتمني يقرا كلامك رجالة كتير ويعملوا بيه
معظم مشكلات صحباتي المتزوجات والمخطبوبات سببها عدم احساس الطرف الاخر بيها وهو احساس مؤلم لمجرد تخيله
جزاك الله كل خير عن بوست الاندلس وابو لؤلؤة المجوسي وأرائك محترمة جدا..بذات موضوع الاتفاق بين الشيعة والسنه
شكرا يا سمسم
سلامي لسهيلة وام سهيلة
وربنا يباركلكم

بيتنا القديم يقول...

مولاتي
*****
بجد انت عارفة انا باستنا تعليقك وبدخل مدونتك ليه؟!!

سيبك من الولاء والطاعة بتوع الحكم

بتكلم جد

عشان روحك الحلوة المتوثبة المرحة

كانت عادتي أخرج عالنيل الصبح وانا رايح الشغل دلؤتي بقيت ادخل النت عشان اقرا اك حاجة او اشوف سلخك في عباد الله...رجاءا مش عاوزك اشوفك ديئة تاني ولا شايلة هم
دي اولاً

ثانياً: ان تخرج المرأة للعمل لضرورة ملحة او لسد ثغرة لن يسدها غيرها كأن تكون بارعة في مجال يلزم امتها حينئذ لن يقف بوجهها احد بل سنخلع القبعات ونحيها

ثالثاً سهيلة بتشكرك علي الشيكولاته اللي انت إقترحتيها وانا اشتريتها

رابعاً ربنا ينولك اللي في بالك ويرزقك زوجاً مرحاً محباً تقياً صالحاً متغافل متسامح لا يري غيرك
لأنك بصراحة تستهلي

كل اللي يجرالك